قلت لها : حين تبلغين الثلاثين ستحملين عكازاً لأنك تكونين قد وصلت سن الشيخوخة ، وقد بليت عظامك و تفككت مفاصلك ..
قالت : حرام عليك ..ما هذا الفال السيء .. بسم الله علي..
قلت : حرام عليك أنت .. تشربين في اليوم فوق العشر علب من المشروبات الغازية وتريدين ان تبقي بصحة سليمة ؟؟
قالت : وهل في ذلك ضرر ؟ .. استغربت كثيراً من سؤالها .. فهي لم تكلف خاطرها بالبحث عن فوائد أو مساويء ما
تبتلعه و بكميات كهذه !!! تعمل بالمثل القائل كل داخل ينفع و لو كان ........
سمعتها مراراً تشتكي من ألم أرجلها و ركبتيها، هذا الألم الذي تشتكي منه العجائز و هي ابنة الخمسة عشر شتاء
و ليس ربيعاً ...
الجيل في هذا القرن غريب حقاً .. ما يمنع عنه يلهث خلفه .. وما يقدم له يزهد به ..
سألتها : ما مواصفات الطعام الشهي الذي تستمعين به وتتناولينه بنهم ؟؟
مع دهشتها أجابت : أحب كثيراً الوجبات السريعة و أكل المطاعم ..
ضحكت من كل جوارحي .. فحقدت علي وكتمت غيظها ، لكني تابعت سأصف لك أنا هذا الطعام .. طعامك يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية :
- أن يكون دسماً بقدر الإمكان .. فكلما كان لامعاً صار أشهى ..
- أن يضم قطعاً ضخمة تشبع العين وتجعل الفم يفتح على مصراعيه كفم تمساح يتثاءب ..
- أن يحتوي على جميع منكهات الدنيا، كي تمنحه مذاقاً طيباً، يطغى على طعم الجلود الحيوانية والغضاريف و المناقير
المفرومة لتكون وجبة كاملة ، فلا بد من اضافات كثيرة كي تخفي هذا القرف و يصبح شهياً جداً ..
- أن يصاحبها سائل ملون فوار بحجم عائلي للفرد الواحد .. فكلما ظهر الفجع .. أمكن الوصول إلى الشبع ..
- لا بأس من القرقرة والتكريع و كل الأصوات المزعجة المصاحبة لهذه الوجبات ، فالموسيقى التصويرية ملازمة لأي مشروب غازي مع وجبة ضخمة بهذه المواصفات..
- يمكن اضافة بعض الخضار المفيد للنظرفقط أثناء الأكل .. ثم يمكن رميها بعد ذلك لأنها لأنها لا تملك المؤهلات لدخول أفواه هؤلاء المرابطين في المطاعم ..
قالت : أعوذ بالله ما هذا ؟
قلت : أعوذ بالله من الجاهلين الذين لا يعرفون أي حق .. حتى حق أجسادهم..منقول