خرجت من رحمها..ما أقسى هذا التحول من جنة صغيرة إلى عالم أوسع وأرحب..صرخاتي البريئة تعلن عن قدوم أنثى لايعلم مصيرها سوى خالقها..
لأنام بعد ذلك بين أحضانها..كنت صغيرة..صغيرة..لاأدرك مايدور حولي..
وتمر السنون وتكبر الأميرة الصغيرة المدللة..
أمـــــــــــــــــــــي..
مازلت أذكر الحكايا التي تدغدغين بها مسامعي قبل خلودي إلى النوم..
وأذكر ذلك الصباح..من صباحات بيت جدي الذي احتضن طفولتي أردت أن تحققي حلما صغيرا من أحلامك..
أمسكت تلك المرأة بكفي وبدأت تتفنن في نقش الحناء وأنا أشعر بالملل من طول الانتظار أريد الانطلاق واللعب..
ومازاد مللي عندما بدأت خطوات "العضيه" شعرت بثقل رأسي وأصبحت حركاتي مضحكة..بعدها التف الفل حول عنقي وتزينت به..
كنت أجهل كل تلك الأشياء..ولم تكن ذا معنى بالنسبة لي..ولكن علمت فيما بعد بأنها جزء من أنوثتنا..
كانت الابتسامة مرسومة على وجه كل من شاهدني في ذلك اليوم ولم أعلم سر تلك الابتسامات ؟!
ولأنني بريئة كنت لا أملك إلا الابتسامة!!
أمـــــــــــــــــــــي..
مازلت اذكر خوفك وسهرك بجانبي عندما مرضت..كنت أصارع الألم..لتأتي أناملك الحانية لتداوي ألمي..عندما وضعت يدك على جبيني
أحسست بحبك ولم أستطع أن أترجم حبي في تلك اللحظات إلا بدموعي..لم تكن دموع الألم..وإنما كانت دموع حبي لك..
وعندما تتوالى الهموم والآلام من كل جانب أضع رأسي بين أحضانك وأشكي لك..لأشعر بحنانك وبأنني مازلت صغيرة..صغيرة..
أمـــــــــــــــــــــي..
علمتني كيف أقف بشموخ في وجه كل مايواجهني وكل من يحاول احباطي..
وكيف أكون مصدر سعادة لكل من حولي..زرعت الحب..والأمل..والإخلاص..والصدق..بذاتي..
أحببت معك الحياة..عشقت منك الهدوء..
ياكل الدفء لك حبي..وشوقي..وروحي..
*عندما أتأملها وهي نائمة أقسم أنني..أبكي..أبكي..كطفلة صغيرة خائفة*[/SIZE][/FONT]