أنا هُنا!
كل شيء هناك انتهى..
لم أعد منهمكاً بملاحقة نكهة هناك
لم تعد عروق الذكريات
تدفق على رأسي ماضويات سنيني
ما عادت شرايين الطرقات
تربط أوردةُ وطني بايقاعات حنيني.
كلّ شيء هناك انتهى..
شاخت خربشات أحرفي الطرية
بهتت على حيطان حارتنا الغجرية
كل شيء هناك انتهى..
تشاجرتُ مع حفيف الأشجار
فأسقطتني من ذاكرتها
كوريقات الخريف حين تنهار
الذين أعرفهم هناك ابعدتهم
عن تفاصيل يومي الصغيرة
كما تفعل سحابة الصيف!
آثار أقدامي على الرمال اندثرت
بسمتي التي نسيتها في الهواء.
تعثرتْ
تبعثرتْ
تناثرتْ
تبخّرتْ
كلّ شيء هناك انتهى..
لستُ آسفاً على أسراري
إذْ تيبّست...,وعليّ منذ الآن أن أذكر ذاكرتي
أن النظر إلى الخلف مخيف
الحياة لن تتسمّر
الحياة ستستمر
و الموت هو الموت
لن يتغير
إن أقتحم روحي المغتربة
في الغربة
أو داهمها بين أهلها
و الصحبة
فلاشيء بعد الموت
سوى كآبة التربة!