خانتني الأشياء
بدءاً بذاك الصدر العالق في ذهني اتساعه
وانتهاءً بكفين تهمسان للريح في شتائي
طعنتني الأوهام غدراً في صميم الضمير
ذاك المتخم بحدود الذاكرة البلهاء
يعرفني حين ألقي برأسي على وسادة من صوان
يؤرقني حين أريد النوم ساعة انشقاق السماء عن شمس عنيدة
بت أعرف كيف يتورم الضمير من ثقل الأشياء
ومن عفونة الهواء الذي تزفره الحمم المتناثرة خلف النوافذ
كيف تخونني الأيام
وتسافر به بعيداً حيث لا أراه إلاّ حاملاً سيفه الورقي
يقطعني نصفين ببرود الجليد
ويرقص على قبري رقصة النسيان
كيف سأحب النوم إذا ما استرق النبض النظر إلى عينيه؟
وكيف سأعشق الضياء , إذا ما التفّت العتمة
قاتمة حول سمائي؟
خانتني الأقدار حين حملت مع النسائم
وجه أبي المنتثر في قسماته
وحين حَمَلَته بعيداً عني
في وجه عاشق أضرم النيران في تنّور قلبي
ومضى يلملمني عن ألواح الصبّار
وهناك .. لم يجد مني سوى ( أنا ) الآن....
شبه موت يرفرف بنهم
كالنسر فوق قطيع الحِمْلان
منقول