بعض أعضاء الإدارة يرونها صدمة وتصرفاً حضارياً
مثقفون يبحثون مقاطعة النادي بعد استقالة الحازمي من رئاسة أدبي جازان


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
استقال الدكتور حسن حجاب الحازمي من رئاسة مجلس نادي جازان الأدبي على خلفية مناخ الاختلافات والخلاف الذي يسيطر حالياً على النادي، والتي كان آخرها الاعتراض الذي تقدم به عضو مجلس الإدارة الدكتور حمود أبو طالب على برنامج الموسم الجديد، لعدم اتساقه مع الرؤيا المتفق عليها سلفاً -حسب رأيه-.
وبناء على الاعتراض، علّق النادي برنامجه لتعديله، بحسب ما أعلن، وبعد مرور أكثر من شهرين وإقامة خمس فعاليات متنوعة، اتضح أن النادي مستمر في فعالياته، التي كان آخرها أمسية شعرية أقيمت مساء الخميس الماضي.
وأوضح الدكتور أبو طالب في اتصال هاتفي مع "الوطن" أن "من حق المجتمع في جازان معرفة ما يدور في النادي"، مشيراً إلى أنه يجب في نهاية المطاف أن تخرج القرارات، وحتى الاختلافات عليها، إلى الجميع، مضيفاً أنه وزملاءه في مجلس إدارة النادي اتفقوا على تقديم نشاط نوعي.
وأضاف: "نعم لدينا خلل في تسيير بعض الأمور الإدارية، ولدينا قصور في تفعيل بعض الجوانب الأخرى وتحسينها، ولا يجب على أحد أن يعفي نفسه من المسؤولية الموكلة إليه"، ولا يجب أن تكون العضوية فرصة لتلميع الذات أو احتكارها لصالح منجز شخصي للعضو، لأنه في خدمة ثقافة المجتمع بالدرجة الأولى، وهذا ما سبق الاتفاق عليه كمبدأ أخلاقي، ولكن -للأسف- تم اختراقه أكثر من مرة، وأخشى أن يستمر هذا بشكل أو بآخر، كما أنه لا يجب أن يكون للعلاقات والميول الشخصية دور في اختيار الفعاليات أو منفذيها".
بينما علّق نائب رئيس مجلس إدارة النادي أحمد الحربي، في اتصال هاتفي مع "الوطن" بأن ما يحدث في النادي من اختلاف حول البرنامج، هو في مجمله ظاهرة صحية ستعود بالنفع على ثقافة المنطقة، لتشكيل منجز ثقافي نوعي.
وأبدى الحربي استغرابه من تأجيل البت في موضوع ترشيد النفقات المالية في النادي، بسبب خشية بعض أعضاء مجلس الإدارة من تفسيرات وتبريرات تنسب مشروع "الترشيد" إلى "المتربصين" بالنادي -حسب قوله.
وقد تبنى بعض المثقفين في منطقة جازان مجموعة من الأسئلة، تبدو في مجموعها مشروعاً لـ"محاسبة" النادي اجتماعياً، ولمعرفة ما الذي يحدث في النادي، ولماذا تراجعت مساهمة النادي في تشكيل المشهد الثقافي في جازان؟
يقول الشاعر أحمد السيد عطيف: إن "هناك حديثا يدور حالياً بين عدد من المثقفين في جازان بمقاطعة النادي"، مشيراً إلى أنه "أمر جدير بالتفكير، لأن المثقف الحر موقف قبل أي شيء، وهناك أسباب قوية تدعو لذلك، والسكوت عنها أو التواطؤ عليها لا يجوز".
من جانبه أكد الناقد جبريل سبعي أن "إدارة أدبي جازان عندما تعمل من أجل الآخرين، تعمل - حسب تعبيره- كـ(كومة، وليس كمنظومة)، وأن ما يسود داخل المؤسسة الأدبية هو الخلاف -وليس الاختلاف- والمتضرر الأول هو الشأن الثقافي".
وذكر الشاعر موسى عقيل أن "هناك خللاً في الساحة الثقافية في جازان"، معترفاً "بأن هناك تنويريين، وأصحاب حماس لعمل مشروعات ثقافية طموحة، داخل مجلس النادي، لكن الترويج وتلميع الذات واستغلال الموقع، تهز وتشكك في وجود تلك الصورة الجميلة ولكنها لا تنفيها..".
من جانب آخر عقد أعضاء مجلس إدارة النادي أمس اجتماعاً لمناقشة استقالة رئيس النادي من منصبه والتي اعتبرها بعض أعضاء المجلس صدمة ومفاجأة بالنسبة لهم. وأوضح عضو مجلس الإدارة، المسؤول المالي بالنادي الشاعر حسن الصلهبي أن مسؤولية رئاسة النادي سيتولاها مؤقتاً نائب رئيس النادي أحمد الحربي.
ونفى عضو مجلس الإدارة الشاعر الدكتور محمد حبيبي ما يقال بأن أسباب الاستقالة كانت نتيجة عدم تجانس بين رئيس النادي وأعضاء المجلس، مؤكداً أن استقالة الدكتور الحازمي تعتبر خسارة لما يملكه من حنكة إدارية ونبل أخلاق مع كل من يعمل معه،وأشار إلى أن الاستقالة تعد مثالاً على الديموقراطية وتمثل تصرفاً حضارياً وتعتبر قمة النضج في الصدق مع الذات ومع المجلس ومع المجتمع الثقافي.