أطلقت اسم "محمد" على لعبة الدب الصغير
القبض على مدرسة بريطانية في السودان بتهمة الإساءة للرسول


المدرسة المتهمة جيليان جيبونز

الخرطوم - رويترز

قالت مدرسة في الخرطوم إنه تم إلقاء القبض على معلمة بريطانية في المرحلة الابتدائية في السودان لاتهامها بالإساءة إلى الرسول بجعل أطفال فصلها وعمرهم سبع سنوات يطلقون اسم "محمد" على لعبة الدب الصغير.

وقال مدير مدرسة الوحدة روبرت بولس إن الشرطة القت القبض على جيليان جيبونز (54 عاما) وهي من مدينة ليفربول داخل مسكنها في مبنى المدرسة بعد أن قدم عدد من أولياء الأمور شكوى إلى وزارة التعليم.

وذكر مركز الإعلام السوداني الحكومي أن جيبونز اتهمت "بإهانة النبي محمد". وقال إنه يجري إعداد قرار الاتهام "بموجب المادة 125 من القانون الجنائي" الذي يتعلق بإهانة الأديان.

وقال المدرسون بالمدرسة الواقعة في وسط الخرطوم إن جيبونز ارتكبت خطأ لا ينطوي على سوء نية وأنها ببساطة سمحت لتلاميذها باختيار الاسماء التي يفضلونها لالعابهم في إطار برنامج مدرسي. وأضافوا "اننا نشعر بقلق شديد على سلامتها. انه خطأ لا ينطوي اطلاقا على سوء نية. والسيدة جيبونز لم ترغب قط في الإساءة إلى الإسلام".

وقال متحدث من السفارة البريطانية في الخرطوم إنها لم تتهم بعد بانتهاك القانون الحكومي الذي يمنع إهانة الأديان. وقام مسؤول من السفارة بزيارتها الاثنين 26-11-2007 وقال إنها في صحة جيدة لكنها في حالة صدمة.

وقال غازي سليمان مدير جماعة حقوق الإنسان السودانية إنها إذا ادينت فسيصدر الحكم بجلدها 40 جلدة والسجن لمدة ستة أشهر أو دفع غرامة.

ولم يتسن الحصول على تعليق من أي شخص في وزارتي التعليم أو العدل السودانية.


وقال بولس إنه قرر إغلاق المدرسة حتى شهر يناير/كانون الثاني خشية حدوث اعمال انتقامية ضدها في العاصمة السودانية. وقال "هذه قضية حساسة جدا".

وقال بولس إن جيبونز كانت تتبع منهجا دراسيا بريطانيا يهدف إلى تعليم التلاميذ الصغار ما يتعلق بالحيوانات وبيئاتها. وكان حيوان هذا العام هو الدب.

وقال بولس إن جيبونز التي انضمت إلى مدرسة الوحدة في أغسطس/آب طلبت من طفلة أن تأتي بلعبتها على شكل دب للمساعدة في دروس الصف الثاني.

وقال إن المدرسة طلبت من تلاميذ الصف إطلاق اسم على اللعبة. "وقدموا ثمانية اسماء بينها عبد الله و حسن ومحمد ثم شرحت لهم معنى الاقتراع وطلبت منهم اختيار اسم". واختار 20 من بين 23 طفلا اسم محمد.

وكان يسمح لكل طفل بأخذ لعبته إلى المنزل في عطلة نهاية الاسبوع ويطلب منهم كتابة مذكرة حول ما فعلوه باللعبة. وجمعت المذكرات في كتاب مع صورة اللعبة على غلافه وبجوارها عبارة "اسمي محمد".

وأضاف أن اللعبة نفسها لم تكن تحمل علامة أو كتابة بالاسم بأي شكل قائلا إن الشرطة السودانية أخذت الكتاب وطلبت مقابلة الطفلة التي يبلغ عمرها سبعة اعوام.

وقال بولس إنه علم بهذا المنهج الدراسي لأول مرة في الأسبوع الماضي عندما تلقى مكالمة هاتفية من وزارة التعليم تقول إن عددا من الآباء المسلمين قدموا شكاوى رسمية.

ومدرسة الوحدة مدرسة مستقلة أنشئت عام 1902 ويديرها مجلس ادارة يمثل الطوائف المسيحية الرئيسية في السودان لكنها تدرس المسلمين والمسيحيين من سن اربعة اعوام حتى 18 عاما.