فهل أنتم منتهون
إنه خطاب من الله عز وجل لعباده المؤمنين الذين استمروا دهوراً من الزمن في شرب الخمر حتى أصبحت تجري في عروقهم كما الدم يجري، ثم يأتي النهي: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[المائدة:90] .
والسؤال هنا: هل قالوا ما نستطيع، أو يصعب علينا، أو هكذا كان آباؤنا وأجدادنا، أو أصبحت الخمر تجري في عروقنا..؟ كما يتعذر بذلك من ابتلاه الله بالدخان أو سماع الغناء أو مشاهدة الفضائيات من المسلسلات والأفلام لا، وإنما انقادوا وامتثلوا واستجابوا.
وانظروا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يصور لنا موقف الصحابة رضي الله عنهم لما نزلت الآية يقول: ( فأراقوها حتى أصبحت تجري في سكك المدينة ) رواه البخاري [8/349].
وفي رواية لمسلم: ( فما راجعوها ولا سألوا عنها ) [ 10/182] .
الله أكبر.. لم يكن هناك أعذار ولا تردد ولا شك في حكم الله ورسوله، وهكذا الإيمان يصنع في النفوس قوة وثباتاً وعزيمة .
وصدق الله جل وعلا حيث قال: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا ))[الأحزاب:36] .
نسأله سبحانه أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .