لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الاقتراض بين المشروع والممنوع

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية المشهور
    تاريخ التسجيل
    05 2007
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    1,411

    Cool الاقتراض بين المشروع والممنوع



    الاقتراض بين المشروع والممنوع



    ليس هناك أحد لم يتعرض في يوم من الأيام لظروف مادية طارئة ألجأته للاقتراض كي يتجاوز محنته دون أن يعرض نفسه لذل السؤال، أو إهانة الكرامة، أو الشعور بالمهانة؛ لذلك حفظ الإسلام للناس حياءهم وماء وجههم، وأعلى كرامتهم عندما فتح باب الاستدانة بينهم بالمعروف؛ ليربط الصلة بين الغني والفقير، ويؤكد أواصر المحبة بين القوي والضعيف، ويساعد على وجود الرفق في حالات العسرة والضيق، ويوفر الرحمة بين العباد في تفريج كربهم وتيسير أمورهم.

    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) رواه البخاري ومسلم.

    وعنه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً..) حسن. صحيح الجامع (176).

    بهذه المعاني النبيلة فتح الإسلام للناس باباً عظيماً من أبواب الخير ليتواصوا بينهم بالمعروف، ويعرفوا مواطن المروءة والإقدام لإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج، بدلاً من أن يتركوه يسلك مسالك الردى ومهاوي الشيطان تحت ضغط الحاجة وذل السؤال.

    فضل الإقراض:

    وقد يتصور البعض أن الإقراض ليس فيه ثواب؛ لأن المال يعود كما ذهب، ولكن الأمر على عكس ذلك، فإن فضل الإقراض كبير وثوابه عظيم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقتها مرة ) صحيح الجامع ( 5769) .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه ) متفق عليه.

    وبعض العلماء يفضل القرض على الصدقة؛ لأن الصدقة يأخذها المحتاج وغيره، أما القرض فلا يطلبه إلا من احتاج إليه.

    خطورة الدين:

    حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدين في أحاديث كثيرة، بل شدد صلى الله عليه وسلم فيه لدرجة أنه كان لا يصلي على من توفي وعليه دين.

    عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( مات رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ووضعناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث توضع الجنائز؛ عند مقام جبريل، ثم آذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه، فجاء معنا فتخطى خطى ثم قال: لعل على صاحبكم ديناً؟ قالوا: نعم. ديناران، فتخلف وقال: صلوا على صاحبكم. فقال له رجل منا يقال له أبو قتادة: يا رسول الله! هما عليّ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هما عليك وفي مالك، والميت منها برئ، فقال: نعم. فصلى عليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي أبا قتادة يقول: ما صنعت الديناران؟ حتى كان آخر ذلك أن قال: قد قضيتهما يا رسول الله، قال: الآن بردت جلده ) رواه الحاكم ( 2/58) ، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

    شروط الاستدانة:

    الاستدانة -الخالية من الربا والمحظورات الشرعية- مشروعة من حيث الأصل، لكنها شرعت بضابطين وقيدين:

    أولهما: وجود الحاجة الفعلية المشروعة للاستدانة، وليس مجرد التوسع والترفه.

    ثانيهما: غلبة الظن بالقدرة على الوفاء.

    ومخالفة هذين الشرطين تجعل الاستدانة تدخل في حيز المحذور الشرعي الذي يصل إلى التحريم.

    المماطلة حرام:

    يجب على المسلم أن يعلم أن أموال الناس ليست مرتعاً مباحاً يرتع فيه كيفما يشاء وحيثما أراد، ولكنها مصونة ومحفوظة ولا يجوز أكلها بالباطل.

    ومن العجيب من البعض أنه إن استدان ديناً جحده، وإن استقرض قرضاً تظاهر أنه نسيه، وكيف تسمح للإنسان نفسه أن يجحد سلف أخيه أو يماطله في ذلك، والمقرض فعل ذلك إحساناً وقربة، والله تعالى يقول: (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60] .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( مطل الغني ظلم ) صحيح الجامع ( 5677) .

    فضل إنظار المعسر:

    قال تعالى: (( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ))[البقرة:280] أي: إمهاله حتى يوسر، ولا يجوز مطالبته بالدين ما دام معسراً.

    عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه طلب غريماً له فتوارى منه، ثم وجده فقال: إني معسر، فقال: آلله، قال: آلله، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه ) رواه مسلم.




  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هالة
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    المشاركات
    408

    رد: الاقتراض بين المشروع والممنوع

    اللهم انا نعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال


    بارك الله فيك اخي الكريم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •