زارت صحيفة المدينة قرى الشريط الحدودي ووقفت على معاناة المواطنين واحتياجاتهم فكان لها هذا التقرير
جمال الطبيعة تغتاله وعورة الطرق والسيول المدمرة
الخدمات غائبة عن قرى القفل والمواطنون في انتظار الفرج
المدينة ــ أحوال الناس ( العدد 16294)
الإثنين 23 ذو القعده 1428 - الموافق - 3 ديسمبر 2007
حسن المازني جازان تصوير- حسين العتودي
مياه وفيرة ومناظر جميلة ، وطيور صداحة وأزهار فواحة وأشجار باسقة وتلال سامقة ، إلى جانب طرق وعرة وخدمات شبه مندثرة حشرات منتشرة وبعوض يلسع وعيون من المعاناة تدمع ، كل هذه المتناقضات موجودة في القرى الشرقية من محافظة صامطة وبالتحديد في قرى شرق مركز القفل حيث يشكو الأهالي من عدم وجود الخدمات اللازمة ، وكان ( للمدينة ) جولة في هذه القرى حيث بدأنا بقرية الخادمة والشيخ علي يحيى جراح الذي قال : قبل أن أوضح لكم معاناة أهالي القرية واحتياجاتهم أود أن أنقل عبر صحيفة (المدينة ) شكري وشكر المواطنين من أهالي قرية الخادمة والقرى المجاورة لها لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وحكومتنا الرشيدة على ما يقومون به تجاه هذا الوطن العزيز ، ثم إن من نعم الله تعالى علينا أن جعلنا من أبناء هذا الوطن الذي هو قبلة المسلمين ومنبع الرسالة ومهوى الأفئدة ، فنحمد الله تعالى على هذه النعم العظيمة ، أما ما يتعلق بقرية الخادمة فهي قرية تحيط بها عدة قرى من كل جانب فشمالها أم التراب والكنابيش وأم الحجل وجنوبها أم العود و الواسط وأبو الرديف وشرقها أم القروش والسر ومحجن وغربها المحانش والعطايا ، وهي تعاني من عدم وجود الخدمات الضرورية ولنا مطالب من عدة سنوات من أهمها جسر على وادي المغياله يربط قرية الخادمة بالقرى المجاورة لها وكذلك جسر على وادي ليه يجعل أهالي هذه القرية والقرى المجاورة يتمكنون من الوصول إلى طريق الخوبة أحد المسارحة كذلك ربط القرية بالقرى المجاورة لها بشبكة من الطرق المسفلتة ، كما تحتاج هذه القرية إلى مركز للرعاية الصحية الأولية ومركز للشرطة وإلى الهاتف الثابت وإلى تقوية الهاتف الجوال .أما المواطن أحمد طيب جراح فيقول إن القرية ليس بها سوى مدرسة ابتدائية للبنين وهي بحاجة إلى مدرسة ابتدائية للبنات ولنا مطالبات من عدة سنوات بشأنها وما زلنا في الانتظار ونرجو من المسؤولين في التعليم النظر في حال فتياتنا اللاتي ما زلن يرضعن الأمية حتى الآن . ويطالب حمود جراح فرق الرش بتكثيف الرش نظراً لوجود الوادي الذي لا ينقطع ماؤه والذي يسبب تكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض . ? * * أما المواطن منصور علي جراح الذي يسكن مع أولاده في عشة فرغم أنه ليس لديه دخل إلا أنه رجل مكافح حيث يعمل في جمع الحطب وصناعة القار الأسود وهو ما يسمى هنا بالشوب والروب .? من جانبه قال الأستاذ يحيى أبوعقيل الذي يعمل معلماً في مدرسة الخادمة إن المعلمين يعانون من صعوبة الطريق وخاصة وادي المغياله ووادي ليه حيث تكثر فيها السيول وتسبب جرف السيارات أو تعطيلها مما يؤثر على أداء المعلم وعلى العملية التعليمية ولا بد من عمل جسور لهذه الأودية ، بينما أفاد المعلم خالد حسن أبوعقيل بأن سيارته الصغيرة كثيراً ما تتعطل داخل الوادي بسبب كثرة الماء الذي يغمرها حتى الماكينة . وفي طريقنا إلى قرية أبو الرديف مررنا بقرية الواسط وقرية أم العود التي يعتمد أهلها كغيرهم من أهالي القرى المجاورة على الزراعة ورعي الأغنام ، التي تحتاج إلى تطعيم ضد الأمراض المعدية التي تصيب المواشي أما قرية أبو الرديف فهي قرية كبيرة بها مدارس للبنين والبنات ولكنها بحاجة إلى نظافة وسفلتة الشوارع كما أنها بحاجة إلى الهاتف الثابت وإلى مشروع للمياه يفي باحتياجات المواطنين من المياه كما بين ذلك أحمد علي حكمي قائلا إن المواطنين يطالبون من عدة سنوات بمركز للرعاية الصحية الأولية بأبي الرديف وقد وعدنا به قبل سنوات وحتى الآن لم نر شيئاً من ذلك . بينما ذكر المواطن محمد عواجي أن أبو الرديف قرية كبيرة وبه جامع كبير مسلح مبني حديثاً ولكنه ليس له إمام أو مؤذن أو عامل رسميين وطالب فرع وزارة الشؤون الإسلامية في جازان بضرورة تعيين إمام ومؤذن وعامل للجامع المذكور ليقوم كل منهم بالدور المنوط به تجاه الجامع وذلك من حيث الخطابة والدروس والتوعية الدينية للمواطنين ومن حيث صيانة الجامع ونظافته كما يرجو النظر في وضع الجامع القديم الذي ما زال قائماً ويخشى أن يكون مأوى للعمالات المجهولة . ? أما قرى الزبادي ومحجن وأم العود فإنها بالرغم من قربها من قرية أبو الرديف فإن الأهالي فيها يعانون من صعوبة الطرق وكثرة الشعاب وعدم توفر الخدمات البلدية التي لم تدخل هذه القرى وفي قرية أم القروش وسر أم القروش التقينا بالمواطن أحمد دكام حكمي الذي شرح لنا حجم معاناة هذه القرى وقال إننا نعاني من صعوبة الطرق وعدم وجود جسور على الوديان ومن كثرة الحشرات التي تحتاج إلى الرش المستمر ومن عدم وجود خدمات الهاتف الثابت كما نعاني من عدم وجود مركز للرعاية الصحية في هذه القرى ، فأقرب مركز للرعاية الصحية بالنسبة لنا هو مركز الرعاية الصحية الأولية بالحقلة وهو بعيد جداً بالنسبة لنا كما تقطعنا عنه الوديان الخطيرة والشعاب الكثيرة ، فنحن بحاجة ماسة إلى مركز للرعاية الصحية الأولية في قرية أبو الرديف وإلى مركز آخر للرعاية الصحية في قرية الخادمة حيث ستستفيد منه القرى المجاورة . وبين الحكمي أن أشد ما يعاني منه المواطنون في هذه القرى هو انقطاع التيار الكهربائي المتكرر بسبب وبدون سبب وقال إن خط أبو الرديف الكهربائي مشهور دائماً بالانقطاع الذي يصل أحياناً إلى يوم وليلة أو أكثر وذلك لأن هذا الخط عليه ضغط كبير حيث يبدأ من أبي حجر الأعلى والأسفل مروراً باللقية وشعب آل دهمي والحقلة الشمالية والجنوبية فالعطايا فأبو الرديف والقرى المجاورة لها وهي قرى كثيرة جداً والخط ضعيف ولذلك تتكرر المعاناة من انقطاع الكهرباء في هذه القرى ناهيك عن ضعف فرق الطوارئ وقلتها في كهرباء صامطة كما أفاد أحمد دكام أن خدمات البلدية في هذه القرى ضعيفة أو منعدمة ومثلها خدمات الطرق التي ليس لها ذكر في قرى الخادمة وأبو الرديف وأم العود وأم القروش وما جاورها من القرى.? ثم انتقلت ( المدينة ) إلى القرى الواقعة جنوب وادي المغياله والتابعة لمركز القفل ورصدت معاناتها من خلال إفادات المواطنين ومنها قرية الكرس التي تقع شرق التل أو الجبل الصغير المسمى (كرس الحشايا) وهو جبل صغير يطل على القرى المجاورة له من جميع الجهات وتوجد بجواره مناظر جميلة ويجري من تحته من الجهة الشمالية وادي المغيالة ولكنه تنقصه كذلك الخدمات الضرورية وأهمها الخدمات البلدية وخدمات الطرق والهاتف وذكر علي محمد حكمي أن أهالي الكرس يعانون من وعورة الطرق وعدم وجود جسر على وادي المغياله كما يعانون من المستنقعات الموجودة بالوادي والتي تتكاثر عليها الحشرات وبين المواطنون بأن أغنامهم ومواشيهم بحاجة إلى تطعيم وأن المستنقعات القريبة منهم بحاجة إلى رش بشكل مستمر وأفاد محمد أحمد عن معاناة الطلاب والطالبات من صعوبة النقل حيث يدرس طلاب قرية الكرس وطالباتها والقرى المجاورة لها بمدارس الحقلة وهي بعيدة عنهم مع صعوبة الطريق ويقطعهم الوادي وليس لديهم مواصلات وهم بحاجة إلى توفير مواصلات لهم حتى يتمكنوا من مواصلة دراستهم بيسر وسهولة كما أنهم بحاجة إلى سفلتة الطرق التي تربطهم بالقرى المجاورة . ?وفي قرية أم القطب بين المواطن عبده ظافري حاجة القرية الملحة إلى طريق يربطها بالحقلة شمالاً والجيانية والمعزاب جنوباً وحاجتهم إلى جسر على الوادي يريحهم من عناء السيول ووضح أيضاً معاناة الطلاب والطالبات من وعورة الطرق المؤدية للمدارس في القرى المجاورة لهم وطالب بصرف مكافآت للطلاب والطالبات تساعدهم على استئجار سيارات توصلهم إلى مدارس الحقلة وصامطة وهو ما أكد عليه أيضاً الشيخ علي عطية نجمي شيخ قرية الحقلة الذي بين أن معظم الطلاب والطالبات من أسر فقيرة وليس لديهم سيارات يملكونها هم أو أولياء أمورهم توصلهم إلى المدارس وليس لدى آبائهم دخل يمكنهم من استئجار سيارات توصل أبناءهم للمدارس التي يدرسون فيها سواء كانت في قرية الحقلة أو محافظة صامطة حيث الثانويات وكلية البنات فهم بحاجة إلى مكافآت تصرف لهم وتساعدهم على استئجار سيارات توصلهم إلى مدارسهم أو تؤمن لهم السيارات عن طريق إدارة التربية والتعليم في منطقة جازان ومن ناحية أخرى فقد أجمع المواطنون في هذه القرى على ضرورة فتح وحدة بيطرية في أبو الرديف أو الخادمة حتى تساعد أصحاب المواشي في علاج مواشيهم وفي تحصينها وتطعيمها ضد الأمراض المختلفة التي تحصد سنوياً العشرات بل المئات من المواشي وخصوصاً أيام برودة الجو التي قد اقترب وقتها وطالب المواطنون في قرى الخادمة وأبو الرديف والقرى المجاورة لها بفتح وحدات للإرشاد الزراعي ترشد المزارع وتدله على الطرق الحديثة للزراعة وتبين له المواسم الزراعية للحبوب ونحوها وتوضح له كيفية مكافحة الآفات التي تؤثر على المزارع وطالب المزارعون بأن تعمل لهم دورات تدريبية في كيفية استخدام المبيدات الحشرية واستعمال الأسمدة الزراعية وهي الأمور التي يفتقدها المزارعون حتى الآن كلياً .كما دعا المواطنون أيضاً إلى إقامة دورات تدريبية في البيطرة لأصحاب المواشي حتى يتدرب صاحب الماشية على كيفية التعامل مع التطعيمات وعلى تعلم طريقة حقن المواشي بنفسه وعلى التعامل مع الأمراض المختلفة التي تصيب المواشي سنوياً ولن يتم ذلك إلا بفتح مركز للطب البيطري في مركز القفل ووحدات بيطرية في القرى التابعة له ليتسنى لجميع القرى المذكور الاستفادة في مجال البيطرية وعلاج المواشي وتحصينها .