عدنا :
من وجهة نظري ومن واقع خبرتي طالبا ومعلما أرى أن المضاربة أو ما نسميها بالمحاربة سلوك عدواني ينشأ عند الطفل منذ الصغر فإذا تُرك له الحبل على الغارب ولم يجد من يردعه ويشعره بأن عمله هذا مخالف ويستحق عليه العقاب تأصلت في نفسه هذه الظاهرة ثم نمت في نفسه وأصبح يرى أن الأمر سهل عليه يستطيع أن يمارس سلوكه العدواني سواء داخل المدرسة أو خارجها
وهنا يأتي دور الاسرة والذي أعتبره اللبنة الاولى في تنشأة الطفل وتربيته فإن هي أحسنت التربية جنت ثمارا يانعة بما غرسته من أخلاق فاضلة في نفس طفلها وبهذا يكون تعامله مع المجتمع تعاملا يعكس صورة حسنة تمثل أخلاقه التي تربى عليها وعرفها عن طريق أسرته ..أما إذا اهملت الأسرة أوقصرت أو جهلت الطريقة الصحيحة في تربية طفلها فإن ذلك سوف يعكس صورة سيئة على أخلاق طفلها وطريقة تعامله مع مجتمعه ولانستغرب إذا حصل منه بعض السلوك العدواني في تصرفاته .
ثم يأتي دور المدرسة ولن يكون هذاالدور ناجحا مالم تكن هناك علاقة وطيدة بين البيت الذي يمثل أسرة الطالب والمدرسة بما فيها من مسؤولين من مدير ووكيل ومعلم ومرشد طلابي ورائد نشاط والذين قد وجدوا من أجل هذاالطالب يقدمون له كل ماهو مفيد كل بحسب تخصصه وخبرته .
فالمضاربة ظاهرة منتشرة ناتجه عن سلوك عدواني لدى الطالب وهي ليست مقيدة بمرحلة دراسية معينة فحتى طالب المرحلة الابتدائية قد يمارسها ولكن إذا وجد الطالب من يردعه ويعرّفه بعقوبة فعله وتطبيق تلك العقوبة تطبيقا فعليا حسب اللاوائح والأنظمة لشعر الطالب بالخوف وامتنع عن ذلك .
لقد ظهرت المضاربة بين الطلاب منذ زمن بعيد في وقت لانعرف فيه أفلاما أو مصاحبة رفقاء السوء أو الشعور بالأمان من وجود لائحة الوزارة التي تنص بعدم الضرب وأذكر قبل أربعين سنة عندما كنا في المرحلة الابتدائية ندرس مدرسة في مدينة صامطة وهي المدرسة الوحيدة في ذلك الوقت وكنا نفد إلى هذه المدرسة من عدة قرى ومن قبائل مختلفة كنا نستخدم المضاربة ربما التعصب القبلي له دور في ذلك وهذا ليس بغريب علينا في ذلك الوقت نتيجة لجهلنا فكانت مضاربتنا خارج المدرسة وبعد انتهاء اليوم الدراسي فإن كنا قريبين من ساحة المدرسة وجدنا من يردعنا بمجرد حضور أحد المسؤولين من المدرسة وبكلمة واحدة يستطيع أن يوقف مابيننا من شجار حتى كلمة الفراش كانت مسموعة وفي صباح اليوم الثاني بعد طابور الصباح وأمام الطلاب يجمعنا مدير المدرسة ثم يقوم بضربنا جميعا ثم يقدم لنا النصيحة بأن هذاالعمل سلوك مخالف يتنافى مع سلوك طالب العلم
وإن حصلت المحاربة أثناء الطريق خاصة ونحن نمثل عدة قرى وعلمت المدرسة بذلك عُوقبنا عاقبا شديدا ولم تجد المدرسة عذرا لذلك بأن ما حصل كان خارجا عن محيطها ولم تخلي مسؤوليتها بأن ماحدث كان بعيدا عن الجو الدراسي ولا علاقة لها بما يحدث خارج المدرسة .
فمن وجهة نظري ارى أن وجود المحاربة ظاهرة متأصلة بين الطلاب لعل الباعث على وجودها تصفية الحسابات من شلل تستعرض القوة والعضلات فيما بينها فالشلل كانت موجودة في ذلك الوقت نتيجة لتعدد القرى التي يفد منها الدارسين لمدرسة واحدة تجمعهم طريق واحدة ذهابا وإيابا .
كل ما سبق قد يكون تمهيدا لمفهوم المضاربة بشكل عام وأنها حاصلة بين الطلاب فهي لا تتقيد بمرحلة معينة أو زمن معين
والآن نأتي للموضوع بعد أن وضح صاحبه "الشفق" بأن المضاربة حصلت أمام باب المدرسة .
أفهم من ذلك بان تلك المضاربة التي حصلت بين الطلاب خارج المدرسة وبعد انتهاء اليوم الدراسي وبعد انصراف المسؤولين بنهاية الوقت المحدد لدوامهم الرسمي .
لذا أرى ومن وجهة نظري بأن المدرسة ليست مسؤولة عما حدث خارج بابها الخارجي ربما قد تحدث تلك المضاربة في وقت قد ذهب فيه المسؤول إلى منزله فهو ليس مكلف بالبقاء مع الطلاب بعد انتهاء اليوم الدراسي ولس هناك أي لائحة تنص على بقاء أي مسؤول حتى يتمكنوا جميع الطلاب من الانصراف إلى منازلهم ومن يدري لعلها في الطريق قادمة إلينا ؟
فالجميع يعرف دور المدرسة ويعرف مهمة كل مسؤول بها عن هذاالطالب فالمسؤولية مسؤولية الجميع
المدير مسؤول
الوكيل مسؤول
المعلم مسؤول
المرشد الطلابي مسؤول
كل في مجال تخصصه وحسب أهمية مسؤوليته حتى الفراش مسؤول إذا راى أمرا مخالفا أن يشعر المسؤولين
صحيح أن الجميع مسؤولون عن هذاالطالب وما يحصل منه سلوك سيء ثم معالجتها حسب اللوائح والأنظمة والشروط المتبعة لتنفيذ كل مخالفة والتي قد تكفل بحفظ هذه اللوائح المرشد الطلابي في غرفته الخاصة على شكل وسائل معلقة على الحائط بخط كبير من يد خطاط من خارج المدرسة مغطاه بشفاف من السلفان ليضمن لها لبقاء فترة طويلة حتى يتسنى للمرشد الطلابي استخدامها كزينة لغرفته لعدة أعوام متتالية حتى وإن ثم نقله من المدرسة اضطر إلى حملها معه لمدرسته الجديدة .
فكل العاملين بالمدرسة مسؤولون ولا أحد منا ينكر ذلك ولكن هذه المسؤولية محدودة من وقت دخول الطالب للمدرسة من بابها الرسمي لبداية اليوم الدراسي حتى خروجه من باب المدرسة إيذانا بنهاية اليوم الدراسي بعد ذلك تكون المدرسة قد أخلت مسؤوليتها عن هذاالطالب وليست لها علاقة بأي تصرف تحصل من أي طالب نظاميا اللهم إن كان من باب إنكار المنكر كأي عابر سبيل يرى منكرا فينكره .
فالمضاربات التي تحصل خارج المدرسة أرى بأن المدرسة ليست مسؤولة عنها إلا إذا علمت ووصلها بلاغ بأن هناك مجموعة من الطلاب تصدرمنهم كلمات توحي بذلك ولم تبرز دورها المطلوب من ضبطهم وكتابة تعهدات واستدعاء أولياء أمورهم ثم حدثت المشكلة بعد ذلك فأنا أرى بأنها قد قصرت في أداء واجبها ولم تقم بدورها المطلوب كما ينبغي .
أما بالنسبة للمضاربة داخل المدرسة فما أعتقد ان هذه الظاهرة تمارس داخل المدرسة وإن حصلت فهي لا تخلو عن شجار وتلفظ ببعض الكلمات التي سرعان ماتنتهي في الحال على يد المرشد الطلابي وذلك من خلال التوجيه والإرشاد وإن استدعى الأمر لحضور ولي الأمر قام المرشد الطلابي باستدعاءه إما بالاتصال عليه أو بخطاب رسمي .
لنفرض بأن المضاربة وقعت داخل المدرسة فياترى ماهو السبب أو ماالدافع لذلك من كونها تمارس داخل المدرسة على مرأى ومسمع من مسؤولي المدرسة ؟
وما العوامل التي ساعدت على وجودها ؟هل هو إهمال لممارسة الأنشطة الموجودة بالمدرسة والتي قد وجدت لتشغل الطالب أم أن غياب المعلمين ووجود الحصص الفارغة قد ساعد على ذلك كما اشار أستاذنا الحلم بحكم علاقته القوية في هذاالمجال مجال التعليم ؟
نشاط مهمل :
ياترى :
ماهذاالنشاط الذي وصفه الحلم بالاهمال وهل هناك نشاط يذكر في مدارسنا يشبع رغبة الطالب و يتناسب مع ميوله غير بعض الأنشطة الروتينة التي تدعو للملل لا تتعدى جماعات قد صنفت من قبل رائد النشاط لاكمال عمله حسب الخطة التي كُلف بها من قبل مشرفه ليطلع عليها أثناء زيارته الوحيدة للمدرسة ؟
فالنشاط في مدارسنا شبه معدو م وإن وجد فهو حبر على ورق لايطبق بصورة صحيحة وإن طبق لايؤدي الغرض المطلوب كما هو مفهوم من هدف النشاط بالمدارس فياترى كيف يكون إهمال النشاط سببا في انحراف سلوك الطالب ونحن معترضون على فكرته وطريقة تنفيذها ؟
ومادام بأن النشاط قد صنف من ضمن المواد اللامنهجية فأرى بأن يكون بعيدا اسلوب المناهج الدراسية حتى لايشعر بالملل ومن ثم أنقله إلى جو يشعر فيه بالمتعة والفائدة فعندما أكلف الطالب أو أعلمه فن السباكة أو أطلب منه تصليح قطعة كهربائية قد تعرضت للتلف أجد الطالب قد كلف نفسه مجهودا وبهذا أكون قد تغلبت على طاقته واستفدت من وقته .
غياب المعلم :
كما أشار استاذنا الحلم بأن غياب المعلم كان سببا من الأسباب التي تجعل الطالب يمارس سلوكه العدواني داخل المدرسة وبما أن الموقف قد خص المرحلة الثانوية لتي تعتمد في طريقة تدريس مناهجها الدراسية على التخصصات فالكيماء لها معلم مختص وكذا الأحياء وباقي المواد الأخرى معنى ذلك بأن هناك مجموعة من المعلمين يتعاقبون على تعليم الطالب فليس من المعقول أن يكون الغياب جماعيا فإذا حصل غياب فإنه لا يتعدى اثنين وبهذا نقدر أن نحكم بأن غياب المعلم لايؤثر على سلوك الطالب ولا يعتبر سببا في احراف سلوكه .
أما حصص الانتظار التي وصفها الحلم بأنها إناء مفسدة فياترى ماهو المطلوب من هذا المنتظر الذي قد كلف بحصة الانتظار والتي قد جاءت مكملة لنصابه غير تغطية الفراغ وقد سبق لنا القول بأن طريقة تدريس مناهج هذه المرحلة تعتمد على التخصصات فياترى هل هذاالمنتظر سوف يقدم فائدة تذكر لهذاالطالب في غير تخصصه وهل هناك مجال يمكن أن يشغل بها الطالب فلماذا نجعل الانتظار سببا في انحراف سلوك الطالب ونصف ذلك بناء مفسدة ..وما نوع هذه المفسدة ؟
أكتفي بهذاالقدر الذي يمثل وجهة نظري حول الموضوع ..وآسف على الاطالة .