كنت اسيقظ مع اذان الفجر ... اذهب لتأدية الصلاة مشيا على الاقدام ثم اعود.. استمتع بصوت العصافير ..مع بزوغ الشمس..تهب تلك تلك الرائحة الزكيه من وريدات على تلك الاشجار المليئة بالاشواك.. المحيطه بالطريق المؤدي من والى المسجد .. تنعشني.. اكاد اقطفها .. ولكن تلك الاشواك تخاطبني دع ورودي ليستمتع بها الكل.. فأتركها والوذ بالفرار من تلك النحلة القادمه الي .. لسان حالها يقول دع الورد فهو يحوي غذائنا وبقربه خلايانا..ابتعد مبتسما من لدغة قد تبكني بحرقة ...احمل حذائي في يدي وانطلق مهرولا يغمر قدماي رمل قد اعتلى غباره..احس ببرده.. تعتريني السعاده.. اتجه الى منزل جدتي .. احتسي معها فنجان قهوه.. على قطعة بسكوت.. تصيبني حرقة من تلك القهوه.. تتركني ضاحكة علي.. ثم تاتي بصحفة مليئة بالحليب المنعش.. اقبض عليه بكلتا يدي .. واشرب الى ان اطفىء جهنما اصطلت في جوفي.. اودعها مهرولا لبيتنا .. مترنما بنداء عائلتي(صالح اصلحك الله .. فطورنا خلصناه) فازيد من سرعتي فالجوع قد اهلكني..
ادخل وسطهم مفرقا من جمعهم.. تنهرني والدتي قم اغسل يدك فامسح يدي في بدلتي .. نظيفة ياامي.. امد يدي فتصفع.. انظر الى صافعها فاذا هو والدي.. قم اغسل يديك ورجليك فانهض مسرعا والضحكات تعتلي من اخوتي.. اعود دافعا اخي عن موضعي ومزمجرا.. امد يدي لقطعة خبز احمر.. اخذ منها لقمة واغمسها في قدر من حجر ملىء بالسمك المكشن.. وابلعها من دون مضغ.. واتبعها باصل فجل ابيض.. لعلها تطفىء تلك الجوعة.. وتتوالى لقمة تلو اخرى الى ان يفرغ المغش ..
اقوم مسرعا مغسلا ومنشفا في جيب بنطالي وفمي في كتفي.. يناديني والدي واخوتي .. اترغب ان تذهب معنا للسوق؟؟ فأجبتهم بالسكات ومهرولا الى مكان لعبتي .. مناديا بعالي الصوت ابن جارنا .. هيا بنا نلعب .. فيأتيني وقد تلطخ بالطين من حفرة .. فنبدأ لعبنا مرة على حبل قد تدلى من شجرة لوز احمر ..يدفعني تارة بقوة .. وحين يأتي دوره اتعمد لاسقاطه.. نتعارك قليلا ثم نحفر حفرا..ونزرع.. فيحضر جدي مزمجرا قد اخربتم حرثي.. فنهرب في سرعة والحجارة تقتفي اثارنا ونحن نختفي بين زرع جيراننا .. فنعود لمكان لعبنا بعد ان ضللنا جدنا.. في ازقة قريتنا..ونجلس تحت شجرة اللوز .. نلتقط انفاسنا..ثم نودع بعضنا .. بعد ان نطمر حفرنا..
اعود لمنزلنا فاذا بإخوتي يلاحقون دجاجنا.. فانظم اليهم مسرعا .. وامي تأمرنا ان نعجل..
فيمسك اخي بديك احمر ويقدمه لوالدي الذي يحمل سكينا .. فيسمي موجها به الى القبله ويذبحه لكي تقوم امي لطبخه لنا على الغداء.. وفي انتظارنا للغداء .. اذهب لعشة تسكن فيها جدتي.. واستلقي على سرير من خشب واغفو .
الخميس
9:15م
19 / 11 / 1428 هـ