قتلت زوجها قبل 3 أعوام وصدر عليها حكم بالقصاص ...
مريم «ستينية» يرعبها «السيف» وإنقاذ رقبتها بيد أبنائها
جازان - فاطمة عطيف ـ الحياة
تبدو قصة السعودية مريم هزازي وهي سعودية في العقد السادس، وتقبع في سجن النساء في جازان منذ ثلاثة أعوام مؤلمة، إذ إن إنقاذها من السيف مربوط بقرار أقرب الناس إليها، وهم أولادها.
ولا يعني هذا أن الحصول على عفو لإعتاق رقبة هذه السيدة من أولادها الثلاثة وبناتها الأربع أمر سهل، إذ باءت محاولات قادها بعض فاعلي الخير لإنقاذ رقبتها أخيراً بالفشل، إذ رفض أولادها العفو عنها. وروت مريم التي تعاني مرض الروماتيزم والربو خلال لقاء أجرته «الحياة» معها في سجن النساء في جازان لـ «الحياة» تفاصيل حادثة قتل زوجها بقولها: «تشاجرت مع زوجي أثناء وجودي عند مزرعة الذرة التابعة إلينا، وكنت حينها أحمل بندقية خاصة به منحني إياها لحماية المزرعة من القرود».
وتضيف: «في لحظة وجدت نفسي أطلق النار عليه من البندقية لأرديه قتيلاً». وتتابع بنبرة نادمة: «كنت أثناء ارتكاب الجريمة متعبة نفسياً من المعاملة العنيفة التي كنت أجدها من زوجي وبعض أقربائه»، موضحة أن زوجها ضربها في إحدى المرات ما أدى إلى كسر يدها.
وتشير هزازي إلى أن بناتها لم يزرنها منذ دخولها السجن، «وأنا ألتمس لهن العذر، فهن لا يملكن من أمرهن شيئاً، وإحداهن متزوجة ولها أولاد».
إلا أن هذه المسنة تعتب على أبنائها الثلاثة، «الذين لا يزورنها في العام إلا مرة واحدة»، مبينة أن أكبرهم موظف ومتزوج وله أبناء عدة.ولا تخفي هزازي أنه منذ صدور الحكم بقتلها قصاصاً، بات يطاردها مشهد السيف سواءً في نومها أو يقظتها، «فهذا الأمر جعل النوم متعة صعبة المنال، كما أنه أحال حياتي إلى جحيم لا يطاق، بفعل الأفكار التي تدور حول ساعة تنفيذ الحكم بي».وتبحث مريم التي تقضي وقتها في حلقات تحفيظ القرآن في السجن عمّن يستطيع تليين قلوب أولادها تجاهها ليعفوا عنها، «فأنا أعيش وضعاً نفسياً سيئاً وندمت على الجريمة التي ارتكبتها في لحظة ضعف"، مفيدة أنها تعاني أمراضاً مزمنة مثل الروماتيزم والربو زادت من آلامها.
وناشدت فاعلي الخير مساعدتها على الخروج من أزمتها. تابعت: «أحلم باليوم الذي أغادر فيه السجن، ويصبح فيها هم التفكير بالقصاص من الماضي»، راجية أبناءها العفو عنها.
من جهته، أكد مدير سجن النساء العام في جازان الرائد محمد صميلي لـ «الحياة»، أن بعض أهل الخير يجرون مفاوضات مع أولياء الدم، لإقناعهم بالتنازل. يذكر أن فرعي الجمعية النسائية وجمعية حقوق الإنسان في جازان، حاولتا إقناع أبناء وبنات مريم بإعتاق رقبتها إلا أنهما لم ينجحا.
منقول