سلاما حجيج البيت في ركبكـم بِشْـرُ
تسامت به البطحاء واستبشر الحِجْرُ
رجوتـم إلـه الـكـون خـوفـا ورغـبـة
فما أعظم النفحات هلـت بهـا العشـر
هرعتم إلى الغفران في روح خاشـع
ومن طوْفكم بالبيـت يستلهـم النصـر
تـوافـدتـمُ صــفــا يــحــفُ سـكـيـنـة
لأنـتـم بــه عــزٌ، وأنسامـكـم عـطـر
تجلّـى بكـم سمـت المجيـبـن طـاعـة
يطهـركـم صـفـح ويغشـاكـمُ الـقـطـر
سـلامـا عـبـاد الله حُـلــوا ويـمـمـوا
إلـى الكعبـة الغـراء يحدوكـمُ اليـسـر
هنيـئـا لـمـن لـبــوا نـــداء مليـكـهـم
وذاك -لعمـر الله- فـي عمرهـم فخـر
تسامـوا إلــى طـهـر عظـيـم وردّدوا
ملبـيـن للرحـمـن فاستُـعـذِب الـذكـر
على خطوهم نور وفي القلـب وقعـه
وأرواحهم في الأنـس هذبهـا الطهـر
أجابوا نداء الحق فـي مهبـط الهـدى
فطـاب بـه الوجـدان وابتسـم الثـغـر
هنيئـا لحجـاج علـى مـشـرع التـقـى
سـراع إلـى الرحمـن غايتـهـم أجــر
تجافوا عـن السفسـاف بـرا وطاعـة
علـى ملـة المختـار يُسترسـل العمـر
سلاما جمـوع الحـج فـي بيـت ربنـا
لكـم عـزة عظمـى يُنشّـرهـا الصـبـر
نهلتم شفاء الروح من فيـض زمـزم
وطبتـم بسقيـا الحـب فانطفـأ الوغـر
خطوتم على ساح المشاعر فارتـوت
بتكبيركـم يعلـو، يـرقّ بــه الصـخـر
وأشرقـتـمُ بـالـحـق تـسـمـون أمـــة
بموكبـهـا الآمــال والـنـور والنـشـر
على منهج الإسلام والقلـب يرتجـي
منازل فردوس فيـا سعـد مـن بـرّوا!
وياخـيـبـة الـوانــي يـجـرجـر ذلـــة
على موقـد العصيـان ملجـؤه الوكـر
سموتـم إلـى قدسيـة البـيـت خُشّـعـا
وتُوّجتمُ الرضـوان فانشـرح الصـدر
يـبـاهـي بـكــم رب الـعـبـاد مـلائـكـا
ومــن نفـحـات الله خيراتـكـم وفـــر
رميـتـم بأحـقـاد النـفـوس تسـامـحـا
ومـن وهـج الأحقـاد يُستوقـد الـشـر
تهـش لكـم شمـس الأصـيـل حـفـاوة
وتلثمـكـم تـلـك المشـاعـر والـفـجـر
أتيتـم ومـلء النفـس ذنــب وحـرقـة
فروّاكـمُ الغفـران، وانغـرس البـشـر
هنيئـا لـكـم سـعـي وهــدي ومشـعـر
هنيـئـا لـكـم سـبـق يـخـلّـده الـدهــر
فلله در الـمـخـبـتــيــن لـــربـــهـــم
تفانوا إلى الطاعات لـم يُثْنهـم عـذر
إذا لم يكـن للمـرء فـي الحـج عبـرة
فليس له في الوعي خطو ولا جسـر