آدم وحواء القرن العشرين

[همس الروح]

الحلقة الثالثة : فتره الخطوبه

يتفق علماء النفس على ضرورة وجود فترة تعارف سابقة للزواج بين الشاب والفتاة،
وفي الواقع ان ما يسمى بالخطوبة تمارس في كل المجتمعات البشرية بكل عاداتها وتقاليدها واديانها،
وان اختلف شكل الخطوبة ومتطلباتها، الا ان الهدف الاساسي منها واحد في كل المجتمعات وهو:
التمهيد لزواج طرفين وتهيئتهم نفسيا وعاطفيا للمرحلة الجديدة.

الخطوبة.. او فترة البحث عن شريك للحياة بهدف الزواج
هي سلوك طبيعي لدى البشر. وقد صنفه علماء السلوك الانساني في خمس مراحل متتابعة
تمر بها مشاعر الخطيبين قبل الوصول الى مرحلة الزواج

ـ المرحلة الأولى

وهي مرحلة التعارف المبدئي، يعمل فيها (الغريبان) على توصيل مايكفي
من المعلومات عن نفسيهما لشد الانتباه والتشجيع على متابعة التعارف.

ـ المرحلة الثانية

تتكون بينهما رابطة مبنية على فكرة كل منهما عن الاخر ومشاعره نحوه
بناء على المعلومات التي وصلت اليه خلال المرحلة الاولى، ويرى كل طرف الطرف الثاني
على انه فرد متميز بصفات معينة تميزه عن الاغلبية

ـ المرحلة الثالثة

في حال كون المعلومات المتحصلة في المرحلتين الاوليين مشجعة ومريحة للنفس،
يحدث بين الطرفين ميل شخصي ومزيد من التقارب النفسي
ـ المرحلة الرابعة

يزداد التقارب بينهما وتقوى ثقتهما ببعضهما ويشعر كل منهما بالامان اكثر فيكشف
المزيد عن نفسه وخصوصياته
ـ المرحلة الخامسة

يكون الخطيبان قد وصلا الى حالة من التقارب والارتباط العاطفي والنفسي مبنية على
احساس بالمعرفة الكافية والقبول بالطرف الثاني، وبالتالي يؤخذ قرار
(الزواج) بكثير من الارتياح والثقة بالمستقبل

الا ان هذا لا ينفي انه لابد من وجود مشاعر الالفة والميل الناتجين عن التوافق الفكري والنفسي
لأي اثنين يريدان الزواج، وهذا لايمكن تحقيقه الا بوجود فترة تعارف تسبق القرار الكبير.. الزواج
اما كيف يتم هذا التعارف والتفاهم، فهو امر يعتمد على عناصر وعوامل عديدة يختص فيها كل مجتمع
على كل حال.. الزواج مازال مثل البطيخة.. مهما حاول كل طرف اكتشاف الطرف الاخر .. أنت وحظك.




ونعود الي ادم وحواء

تريد حواء أن يعاملها ادم كما كان يعاملها أثناء الخطوبة، برومانسية، ونعومة فائقتين،
وحب فوق صفيح ساخن، وعندما تتذكر أيام الخطوبة، وكثيراً ما تفعل، تشعر بالحسرة،
وتندب حظها علي الأيام الحالمة الجميلة الماضيه ونقلها إلى منزل ادم لا يملك ما يقدمه لها
إلا الشقاء والنكد وتعب القلب من وجهه نظرها في اوقات الضغط النفسي

في أثناء الخطوبة يفتح ادم حسابا عند بائع الزهور، ويهدي خطيبته ديوان شعر،
وبعد الزواج يفتح حسابا لدى البقال، ويهديها صندوق برتقال وعلبة بهارات.
بعد فتره من الزواج تقول حواء :
لقد تغير ادم كثيراً بعد الزواج، ففي فترة الخطوبة كان يعاملني كملكة،
أما الآن، فإنه لا يفكر إلا بنفسه.

لنسلط الضوء علي بعض فترات الخطوبه والزواج

لتتم الخطوبه يجب التقاليد المعروفه وهنا ياتي دور الحماة، تذهب لخطبة الفتاة فتعطيها
عين الجمل أو البندق لتكسره بأسنانها، ثم تشد خصلات من شعرها لتتأكد أنه الشعر الحقيقي..
والله يساعد حواء شو رح تشوف من الحماه
ودور اهل حواء بنقد العريس وهات طلبات لحتي يتفقوا وبتم الخطبه بعد ما تعطي الحماه الضوء
الاخضر للابنها العزيز ادم

ادم وحواء بيرقصوا فوق القمر من الحب والفرحه وورود وهدايا وعطور .. ومطاعم وسينما
وادم نازل فت علي حواء .. والحب مليء القلبين

واستعدوا للزواج واتخطوا كل المشاكل العائليه بحب حواء وادم ولتفاهمهم مع بعض وابتدأ
مشوار الحياه الزوجيه بيوم وشهر عسل .. وبعد العسل ابتدأ الجد يا حواء
يا الله حبيتي حواء بدي اكل من ايديكي اليوم .. ليش قميصي ما نضيف .. وبتبدا بنكاشات صغيره
بتبهرها الحموات .. وبيعلقوا مع بعض






وبيكملها عليهم الاعباء الماليه واللتزامات والمتطلبات اليوميه للبيت والاولاد .. وبيمشوا بالحلقه الدائريه
وكل يوم علي هالحال وبينسوا الحب والرومانسيه ما في وقت وما في جسد
(منهكين من التعب )

حواء دوما تحدث ادم عن تغييره وكيف كان ايام الخطوبه ويكف الدلع والحب وذات يوم
عقد ادم العزم على أمر، فقال حواء


تعالي نعش كما كنا نعيش أيام فترة الخطوبة.
وأشرقت أسارير حواء، وغطت الفرحة ملامح وجهها، وظهرت حتى على أرنبة أنفها، وشعرها،
وأصابع يديها، وشعرت أن حياتها ستعود، أخيراً، للسير في الطريق الصحيح،
بعد تخبط كامل في متاهات غريبة.
ومضى ادم يقول

اذهبي إلى الصالون، واجلسي أمام الهاتف كما كنت تفعلين في فترة الخطوبة،
وانتظري مكالمة هاتفية مني، وسأتصل بك بالموبايل من غرفتي.
وذهبت حواء إلى الصالون، وبقي ادم في الغرفة، واتصل بزوجته هاتفياً، وقال:
تبدين رائعة يا حبيبتي بهذا الفستان الجميل، كأنهم صمموه خصيصاً لك.
ونظرتحواء إلى نفسها بامتعاض، وشعرت أن عبارة ادم تحتوي على كل ما في الدنيا من نفاق،
وقالت له: ولكنك تعرف أنني لا أرتدي فستاناً، وأنني بمريلة المطبخ.
وبلع ادم ريقه، وتذكر حواء أثناء فترة الخطوبة لم تكن تحس أن كلماته تحتوي على نفاق،
مهما بالغ في إطراء جمالها.
وانتقل إلى موضوع آخر، وقال لها

تسريحتك رائعة، أحس أن شعرك الحرير، عندما يهفهف على خدودك، ويرجع يطير، يطير،
وكأنه قصيدة كتبها شاعر ملهم.
وأحست حواء أن الأرض تميد بها، وقالت ادم:
هل تسخر مني؟ أنت تعرف أنني لم أسرح شعري، بل إنني لم أغسل وجهي حتى الآن،
وكلامك ليس له إلا معنى واحدا هو: إنك تسخر مني.
وأقفلت الخط في وجهه، وذهبت إلى غرفته كالعاصفة لكي تقفل كل أبواب الفرح في حياته.
وكان ادم بحاجة إلى كل ما في الكرة الأرضية من دبلوماسية لكي يقنعها انه لم يسخر منها، وأن الموقف
هو الذي سخر منهما معا

وإنه كان أثناء فترة الخطوبة يقول لها كلاماً أكثر كذباً من هذا الكلام
ومع ذلك فإنها كانت تبلعه، لأنها لم تكن تبحث عن نسبة الكذب في كلامه
وإنما كانت تعتبر كل ما يقال، كلام حب صادرا من القلب،
وقال لها: إن العلاقة أثناء فترة الخطوبة شيء، وبعد الزواج شيء آخر،
وكل فترة لها روعتها وجمالها


برأئي الشخصي


ان أيام الخطبة كانت هناك مداعبات لطيفة بين الشاب والفتاة، وكانا يتبادلان عبارات الشوق واللهفة والإعجاب.
وبمرور الزمن ومع زيادة المشاغل ومسؤوليات الحياة اليومية تقل عبارات الغزل وأساليب المداعبة بين
الزوج وزوجته.
لهذا كان من الضروري عودة المياه إلى مجاريها والاهتمام بهذا الجانب مرة أخرى.
وعلى الزوجة أن تهتم بمظهرها، وترتدي الملابس الرقيقة الجذابة، وأن تستخدم العطور والشموع
وتضفي جوا من الرومانسية على العلاقة.
وعلى الزوج أن يداعب زوجته، ويلاعبها ويراودها ويبادلها عبارات الحب والإعجاب.
كما أن الاتصال بالزوج وهو في العمل أو في أي مكان آخر وتحديد موعد للالتقاء به والخروج معه
في نزهة عملية ممتعة.
وفي هذه الحالة تشعر المرأة أن الموعد مع زوجها موعد خاص وأنه ملكها وحدها.
ويمكن أن يجلس الزوجان في كافيتيريا أو علي شاطئ البحر وأن يتناولا القهوه ،
وتتشابك أيديهما ويتلامسان ويجلسان تحت النجوم الساحرة الجميلة
كذلك ينبغي العودة إلى حياة الرومانسية السابقة واستعادة الذكريات الحلوة أيام الخطبة وفترة التعارف الأولى.
ففي تلك الفترة كانت العاطفة متقدة واللهفة طاغية، وكان لكل كلمة رقيقة معناها المؤثر،
وكل لمسة تأثيرها العميق. وبإمكان الزوجين أيضا أن يقلبا صفحات الألبوم لمشاهدة
صور الخطبة والزفاف، وأن يزورا أماكن اللقاءات الأولى
الحياه الزوجيه مليئه بالمسؤوليات وليست كما تخيلتها حواء فستان ابيض وحب طول اليوم
وليس كما تخيلها ادم راحه نفسيه وعاطفيه واستقرار ..
انها تحتوي علي امور عديده مهمه .. الحياه الزوجيه تعني بناء اسره , مسؤوليات بجانب كل تخيلاتهم
الاب والام مثال اعلي لابنائهم .. يجب ان يكونوا علي قدر من المسؤوليه لانشاء جيل صالح
مثال للاخلاق والتعامل والحب ومثال للنجاح بالعمل والعلم ومثال اهم هو التمسك بالدين
يقال ايام الخطوبه يدخل الحب من الباب وايام الزواج يدخل الملل والهموم من الباب ويهرب الحب من الشباك
قبل ان يهرب الحب .. تمسكوا به واجعلوه السلم لتسلق كل صعاب ومشاكل الحياه الزوجيه
بالحب والمشاركه تسهل الامور والتفاهم بين الزوجين مهم لحل اي مشكله مهما كانت عصيبه


- يتبع -