تسائلت حواء وادم وتسائلت انا ايضا تقول دموع المطر
- أين تذهب الكلمات الحلوة بعد الزواج؟
في ظل الصراعات والتناقضات وتساقطت القيم والمبادئ ومتاعب الحياة وغياب العلاقات الإنسانية
قد يعيش زوجان تحت سقفٍ بيتٍ واحدٍ سنين عديدة أو عمرًا مديدًا، ولكن بلا مودة ولا رحمة،
ويكون التفاهم والتلاقي بينهما أشبه بالمستحيل؛ مما يسميه البعض
"الطلاق العاطفي"
وهنا نضع علامات استفهام عديدة حول أسباب هذا الانفصال العاطفي أو الوجداني بين الأزواج
وهو ما يسميه المتخصصون "الطلاق السيكولوجي"
"الطلاق العاطفي"
بدأ ينتشر الآن بين حديثي الزواج، ويرجع ذلك لأسباب، منها نظرة الناس الخارجية للأشياء
حيث ينحصر تفكير المُقدِمين على الزواج في ليلة الزفاف والفرح، ثم تبدأ تنقشع
كلُّ الخيالات بعد ذلك وتظهر الحقيقة، والواقع عبارة عن مسئوليات، أو يكون هناك عدم
اهتمام من كِلا الطرفين بالآخر أو وجود مشاكل مادية، أو نتيجة الغيرة أو الأنانية أو التكبر
وهذه الصفات موجودةٌ بين الشباب؛ لأنهم لم يتعلموا أن الزواج شركة ومسئولية
يتم تقسيمها بين الطرفين، فالأم تضع ابنَها في منزلة عالية فلا يتحمل مسئولية
والبنت- بسبب ظروف التعليم- أكثر تدليلاً، وبالتالي تكون الفجوة ويصعب التلاقي
خاصةً إذا ما جُرح أحد الطرفين الآخر بكلمة أو لفظ، ومن هنا تحدث مفاجآتٌ
ويكون التصادم، وهو ما يشار إليه بـ"الطلاق العاطفي".
البيت ليس وحدَه المسئول عن توجيه الأبناء وإرشادهم،و قوة المجتمع أقوى بكثير من قوة البيت
وأن الإعلامَ أصبح لا يليق بالقرن الواحد والعشرين الذي يتميز بالغزو الثقافي والفضائي
توافق نفسي .. أن الزواجَ كمرحلة مهمة في حياة الإنسان لتكوين أسرة يلزمه هذ التوافق الصحي
النفسي الاجتماعي بين الطرفين
إن من أسباب فشل العلاقات الزوجية أن يكون هذا الزواج قد جاء نتيجة أغراض أو غايات معينة
كخشية البنت أن يفوتَها قطار الزواج مثلاً، أو الزواج المصاحب بتنازلات لإرضاء الأسرة
والمحيطين والمجتمع، والزواج التخطيطي، كل هذه الزيجات يصاحبها ملل في مراحل استكمال
الحياة، كما تظهر أشكال الأنانية والذاتية والمشاحنات الأسرية ويحدث ما يُعرف بـ
"التفكك الأسري"
ونحذر من خطورة ما يتعرض له الآباء على الأبناء، وخاصةً الأطفال والمحيطون
فهم المؤثر الأول على تنمية القدرات الوجدانية والعقلية، ووجود هذا الجمود الوجداني يؤثر على الأطفال
فابتسامة غير سوية أو حديث غير مقبول- إلى جانب النزاعات المستمرة- كلها تؤثر على نفسية
أين تذهب كل هذه المشاعر في فترة الخطوبة عندما يضمهم بيت واحد؟
أن الاجابة على هذا السؤال متشعبة تعود للمرأة والرجل وطبيعة الحياة
فالرجل بعد أن يحقق آمالَه في بناء البيت يتناسَى الكلمة الطيبة وكلمة الحب الجميلة التي
يُنعش بها حياة الزوجة، إلى جانب المجاملات الحلوة في المناسبات المختلفة التي يَروي
بها الحياة الزوجية؛ حتى لا يجفَّ شجَرُها وتتساقط أوراقها، أما بالنسبة للمرأة فلا تتصور
أنها بمجرد أن حقَّقت آمالَها في الزواج والبيت وإنجاب الأطفال تكون الدنيا قد تجمَّدت وتنسى
تمامًا الاهتمامَ بمظهرها وجمالها وتجديد نفسها في بيتها ومظهرها وكلامها
أن كلا الزوجين يخطئ في حق الآخر، فبمجرد الزواج كأنهما وصلا إلى نهاية الأماني
وهذا يحولهما إلى حياة رتيبة، ويصيران غرباء في بيت واحد
ونذكرت هنا الكلمات الجميلة التي قالها ابن عباس حيث يقول :
"إني أحب أن أتزين لزوجتي كما تتزين لي"،
وهي توصيةٌ تحمل معنى التزيُّن، وهو تزيُّن في الكلام والمظهر وحسن العشرة لتجديد
فنون الحياة ويسقط كلاهما فيه، من تربية للأبناء والمتاعب الاقتصادية.
غياب التفاهم إذا غاب التفاهم والمودة والرحمة والسكن،
وهذه هي الأعمدة الأساسية في الشريعة الإسلامية في بناءِ السكن السويِّ الجميل
كانت النزاعات المستمرة .. يجب ألا يقف الزوج أمام الزوجة أو العكس كجلاَّد لكل
ما هو مطلوب فلا بد أن يراعي كلُّ طرف ظروف الآخر، فكلما رسخت الأسرة روحَ
التقارب والمودة والتفاهم كلما بارك الله لهذه الأسرة في الداخل وإن كان قليلاًَ
قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
حواء الزوجه اهديكي تلك النصائح
1
الزوج لا يحب المرأة الكثيرة الشكوى والتي تتلقاه عند الباب لتلقي إليه بالشكوي
وقد جاء متلمسًا لشيء من الراحة بعد عناء طويل.
اطرحي همومك في الوقت المناسب، واختاري أكثرها ألمًا لكِ
وستجدين العناية التي تبحثين عنها
2
ليكن عندك صندوق ادخار تضعين فيه ما تبقَّى من المصروف حتى لو كان قليلاً
فهو سينفعُك في الأزمات المادية
3
الحياة كلها تضحيات ولا بأس بالتنازل عن بعض الأمور للحصول على شئون أكبر وأعظم
ربما تحبين أن تقومي بسفر، ولكن زوجك متعب الآن.. لا بأس بالتأجيل
وسيكون زوجك شاكرًا لكِ على تضحيتك هذه، وتأكدي أنه هو أيضًا يقدم تضحيات
وتنازلات، ولكن قد لا تعلمي بها
4
كوني أكثر احترامًا لأسرة زوجك، وإياك وإبداء الغضب والتحامل عليهم وخاصةً الوالدان
حتى وإن أبدى بغضه لأسرتك.. فالإسلام يدعونا إلى حسن الخلق مع الجميع، وتذكري أنك
أيضًا ستزوِّجين ولدك في المستقبل.. فما هي انتظاراتك من زوجة ولدك؟
5
ابتعدي عن إثارة الشجار أو الخصام.. ومن الخطأ إشراك الآخرين في المشاكل الزوجية
وأعجب كيف أن بعض الزوجات يتفاخرن في أنه مضى شهر أو أكثر وهي لا تكلم زوجها
وهو معها في البيت، هذه كلها تتركُ مشكلات نفسية تتجلى آثارها الوخيمة في المستقبل
غضي الطرف وعيشي لحياتك
6
حافظي على هندامك- نظافتك- واهتمي بجمال صورتك.. رتبي البيت.. اقتني آنيات الزهور
فهذه من الوسائل التي تطيب العيش وتكون عاملاً من عوامل الراحة النفسية التي هي من أهم
أسباب نجاح الحياة الزوجية
7
اكنسي من ذاكرتك- قدر الإمكان- أذى زوجك لكِ في الأيام السابقة، وحاولي أن تتذكري دائمًا
أن زوجك- وهو أيضًا يعيش هذا التفكير نحوكِ وإن لم يُظهره- هو أغلى ما عندك وهو الوسادة
التي تتكئين عليها في الشدائد.. سامحيه على أخطائه، والله غفور رحيم.
8
اصدقي زوجك، في قولك.. وفي فعلك.. وفي حبك له.. واعلمي أنه-
كما جاء في الحديث- جنتك أو نارك.
وإذا عرفت المرأة خصوصيات زوجها فإنها دون شكٍّ تستطيع إيجاد العلاقة الناجحة
وإدامتها معه، واليكِ عزيزتي هذه الخطوات من أجل بيت سعيد
1
إظهار التقدير للزوج.. حاولي إظهار التقدير لزوجك، فإذا قام بإصلاح شيء معطوب
قولي له أنت تملك قابليات كبرى لتكون مهندسً كبيرًا، ومن الخطأ تحقير وانتقاص
الزوج كأن تقولي له أنت بلا فائدة، فهذه قد تدفع زوجك إلى الفرار إلى ما لا تحمد عقباه
2
الرجال أقل تذكرًا من النساء لجزئيات الحياة.. كيوم الزواج، أو يوم ميلاد أحد الأول
أو حتى نسيان المواد التي تطلبها الزوجة لغذاء ذلك اليوم، وهنا من الأفضل التغاضي
عن توجيه اللوم الزائد
3
الرجال لا يحبون التكلم كثيرًا.. إذا جاء زوجك المتعَب من العمل لا تفتحي له محضرًا
للسؤال والجواب، بل دعيه يأخذ قِسطًا من الراحة.. وبعدها سيبدأُ هو الحديث عما تفكرين فيه.
4
الرجال يعطون الأهمية الكبرى لأعمالهم.. ونلمس ذلك من الاتصال الهاتفي حول العمل حتى
أثناء وقت تناول الطعام أو وقت الراحة في البيت.. أظهِري أنتِ أيضًا الاهتمام بعمل زوجك
واسأليه عنه؛ كي يشعر أنكِ قريبةٌ منه جدًّ.. وبعد الحديث عن العمل ابدأي في الحديث
عن شئون المنزل
5
الرجال يصرفون اهتمامهم نحو الأمور الكبرى، وفي سؤال لمجموعة من الرجال عن
لون عيون أمهاتهم اشتبه منهم 90% في إعطاء اللون الصحيح
بينما أعطت 90% من النساء الجواب الصحيح
ولكن في الأمور الكبيرة تجد للرجال حديثاً طويلاً
وليكن لك في زوجات النبي- صلى الله عليه وسلم- القدوة والمثل الأعلى؛
حتى تنعمين بحياةٍ طيبة وعيشة هنيئة
( تمت)