وقع قرابة 20 موردا للدقيق في العاصمة المقدسة في ازمة نقص بالكميات مما حال دون وفائهم بالتزاماتهم مع ملاك الافران والمخابز مما قد يكبدهم خسائر مالية فادحة ويؤثر على تأمين احتياجات سوق المستهلك بمكة المكرمة مما قد يهددهم بالافلاس. وصعد التجار المتضررون القضية بشكوى رسمية امس ضد صوامع الغلال ومطاحن الدقيق الى امارة منطقة مكة المكرمة ووزارة التجارة مطالبين بضرورة تدخل الجهات المعنية لانقاذ اسواق العاصمة المقدسة من ازمة دقيق قد تؤثر على المستهلكين مشيرين الى ان سعر كيس الدقيق ارتفع في السوق السوداء ليصل الى 55 ريالا بينما كان 22 ريالا على المورد. وقال فريد الوصابي احد كبار الموردين للدقيق بمكة المكرمة ان صوامع الغلال اوقعته في حرج شديد مع اكثر من 50 مخبزا في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حيث لم يتمكن من الوفاء بالتزاماته معهم حيث لاتزال الصوامع تعامله خارج الموسم واكتفت بكمية 5 آلاف كيس في الاسبوع فقط. واضاف وقعت في مشكلة وحرج مع المحلات والمخابز فالموسم يتطلب كميات كبيرة من الدقيق والصوامع ترفض ذلك ولا تتفهم الوضع الاستثنائي لمكة المكرمة وانا الآن اتحدث لك من امام صوامع غلال جدة وقد بلغ سعر الكيس هناك في السوق السوداء 55 ريالا وقد نضطر للشراء في ظل تصاعد الازمة التي ستؤثر بشكل مباشر خلال اليومين القادمين على سوق الدقيق والخبز بمكة لاسيما مع موسم الحج وقد تقدمت بشكوى رسمية للامارة ووزارة التجارة ولكن لم نجد ردا حتى الآن.
واتفق المورد عمر بابحير مع ماقاله الوصابي جملة وتفصيلا وقال: لقد هربنا من المستودعات بعد الضغوطات المتزايدة مع عملائنا من المحلات وهذا الامر غير مقبول وحاولنا مرارا التفاهم معهم دون جدوى مما دفع بارتفاع اسعار كيس الدقيق في السوق السودءا الى 55 ريالا بدلا من 22 ريالا على المورد فما بالك بالمحلات والمخابز.
وتلقت «عكـاظ» امس عشرات المكالمات الهاتفية من ملاك المخابز الذين يؤكدون خطورة تفاقم المشكلة ويطالبون الجهات المعنية بالتدخل السريع لاحتواء الازمة وانقاذ السوق من الاستغلال غير المبرر. وفي جازان تسببت عمليات التهريب المستمرة في القرى الحدودية جنوب منطقة جازان للدقيق في فرض زيادة جديدة على سعر كيس الدقيق بالاضافة الى نفاد كمية الدقيق من المخازن ونقاط التوزيع قبيل وصولها للمستفيدين حيث قفز السعر للكيس الواحد جراء عمليات التهريب الى 60 ريالا.
واشارت مصادر الى ان اصحاب المستودعات في قرى الشريط الحدودي يقومون بتوفير كميات الدقيق من مخازن احد المسارحة وصامطة والخوبة والطوال بسعر 26 ريالا ومن ثم يقومون ببيعها للمهربين بقيمة تصل الى 80 ريالا مرجعين ارتفاع سعر الدقيق وزيادة الطلب عليه بسبب توقف مصانع صوامع الغلال في اليمن.