صاحب الحملة الوهمية
علي سعد الموسى
تعجز النفس البشرية فتستغفر أن تقابل الله بذنوبها فريدة مفردة، فكيف بوزر مئة حاج يأخذهم صاحب الحملة إلى شراك الخديعة والكذب. هذا ما حصل بالضبط قبل الأمس على أطراف - حارتنا - وقد تكدس بها هذا الجمع من الحجيج وانتظروا من الفجر حتى العشاء قبل أن يدركوا تماماً أنهم ضحية ابتزاز فلم يكونوا ليشتكوا ثقل المبلغ الذي دفعوه بل فقد الفرصة العظيمة لأداء رحلة العمر فصاحب الحملة أيضاً، هرب، ولم يهرب بالمال الذي جمعه فحسب، بل أيضاً بتصاريحهم التي صارت اليوم وبالاً عليهم وسيتحمل بفضل العزيز الجبار وزر حرمانهم أيضاً من الحج خمس سنوات قادمة.
مئة عامل شاهدت بعضهم يذرف الدموع وبعضهم يتفجر من الغيظ وبعضهم يرفع يديه بالدعاء وكنت من قبل منظرهم بالأمس أظن أن كل أنواع التجارة المشبوهة مهضومة مغسولة بالتوبة فلم أتوقع أن يوجد بيننا من يتلحف بسيما الصالحين ثم نكتشف أنه يتاجر بالركن الخامس من أركان الدين العظيم، ولم أكن أتوقع أن النفس البشرية ستكون في أدق تفاصيل المكر والوهم والزيف ليلة التروية في عطف الأيام العشر الأفضل عند الله من بين كل أيام العام.
منظر البؤس الحزين على وجوه هؤلاء العمال كان بالنسبة لي واحدة من صور الانكسار التي لم أشاهد مثلها قط، فأين يذهب صاحبنا من العزيز المقتدر الجبار؟ وأي ثمن بخس، مهما كان، ذاك الذي سيغني صاحبنا الهارب الذي ظن أن - قفل جواله - في وجه كل الاتصالات والأسئلة سيقفل معه باب المساءلة الكبرى يوم يعجز اللسان عن جملة. يقول أحدهم - لعامله - الذي كان أحد الضحايا: اجمع تواقيع ما استطعت وتقدم بها للجهة المختصة فيأتي الجواب الفطري وماذا سيكون الجواب: هل نغسل هذه الجريمة بمجرد إعادة ألف ريال من جيب مخادع لا يحمل تصريحاً ولم يفتح مكتباً ولم يوقع إيصالاً ولم يضع نفسه في ورطة قانونية؟ كل ما عمله ليس إلا أنه استغل معاملين: ملامحه التي تكسبه ثقة المظهر، وسذاجة هؤلاء العمال التي لم تكن لتصدق أن بيننا من سيتاجر بكل شيء، إلا المتاجرة بالرحلة الكبرى إلى الركن الخامس.
المصدر
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
يا ويله من الله
هل يعقل أن هذا التاجر نشأ وتربى وتعلم وعاشر وسمع ورأى وووووووو في هذا البلد المسلم
ويقوم باستغلال ركن من أركان الإسلام للنصب والاحتيال على المسلمين المؤمنين الراغبين في حج بيت الله الكريم
حسبهم وحسبنا الله وكفى .