جبريل بن يحيى حكمي
هو فضيلة الشيخ / جبريل بن يحيى بن يوسف الحكمي من مواليد مدينة بيش عام 1347هـ ، درس على يد الشيخ / عبد الله بن محمد القرعاوي رحمه ، والشيخ / حافظ بن أحمد الحكمي ، رحمه الله في بيش في كثير من العلوم الشرعية والعربية واستفاد بهما كثيرا ، عين إماما وخطيبا بجامع بيش عام 1371هـ 0
ثم عين عضوا بهيأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ببيش ، بالإضافة إلى إمامة وخطابة جامعها ، فقام بعمله خير قيام من إرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم من خلال خطبه التي يلقيها من على منبر مسجده 0 وعندما أحس شيخه ، الشيخ / عبد الله بن محمد القرعاوي رحمه الله بكفاءة الرجل ومقدرته على أن يتولى منصب القضاء لتوفر شروطه فيه ، طلب من رئيس القضاة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ تعيينه قاضيا في بيش 0 وفعلا عين قاضيا بمحكمة بيش عام 1382هـ 0 وهو من خيرة قضاة المنطقة عدلا وإنصافا 0 يمتاز بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، مع العفة والورع وصلاح السريرة 0 يكره المظاهر ، ولا يحب الشهرة ، من بيته إلى مسجده إلى محكمته ، أمضى في القضاء ما يزيد عن ثلاثين سنة ، كلها حافلة بالجد والاجتهاد والنشاط والصبر والجلد 0 اكتسب خبرة بأساليب الناس ، وطرق حل قضاياهم بالإضافة إلى لباقة القاضي ورقته التي يستطيع عن طريقها أن يمحص القضايا ، ويعطي كل ذي حق حقه من دون أن يحول دونه لدد الخصومة من مدع أو مراوغة مُدعى عليه 0 وبقي في عطائه حتى صدر قرارا بترقيته قاضي تمييز ، وباشر عمله في محكمة التمييز بالرياض ، وذلك في عام 1413هـ 0 وقد كبرت وتوسعت مسؤولياته ، حيث أنيط به مع مجموعة من قضاة التمييز بالنظر في تمييز وتدقيق الأحكام الشرعية الصادرة من قضاة المحاكم بالمنطقة الوسطى المرفوعة لمحكمة التمييز 0
انتقل إلى جوار ربه عز وجل ظهر يوم الاثنين الموافق 8/12/1428هـ ، أثر حادث أليم وهو متجه إلى أداء مناسك الحج ، في مفترق على الخط السريع ( خط الثلاثين ) طريق الحاج القديم 0 وتوفي معه في الحادث ابنه الكبير / يحيى بن جبريل حكمي ، المعلم المتقاعد ، وفني الأشعة بمستشفى بيش العام الشاب / غانم بن محمد بن يحيى فقيه ـ رحمهم الله جميعا ـ وقد بكت بيش عن بكرة أبيها شيخ شيوخها وأبو المساكين والمحتاجين الشيخ / جبريل بن يحيى حكمي ـ رحمه الله رحمة واسعة 0 وقد سمعت من الشيخ / محمد بن شامي شيبة ، قاضي محكمة بيش المتقاعد والذي خلفه في القضاء في محكمة بيش ، أن هذه الحجة للشيخ / جبريل حكمي هي الحجة رقم ستون 0 وأن الشيخ رحمه الله كان يصوم رمضان ويقومه سنويا في بيت الله الحرام بمكة المكرمة ، وأنه كان يصوم الأيام البيض شهريا بمكة المكرمة في المسجد الحرام بجوار الكعبة المشرفة 0 وكان الشيخ رحمه الله كثير الصدقة على المساكين والمحتاجين والأيتام 0 وكان يصلح بين الناس ، حتى أنه كان يدفع من ماله الخاص ، وبنى عدد من المساجد ، وساهم في بناء عدد آخر من المساجد وتأثيثها 0 وقد قال لي أحد الأشخاص ممن هو ثقة أن الموظفين بمحكمة بيش قد وجدوا تحت مكتبه بعد انتقاله إلى الرياض مبالغ من النقود ( ماله الخاص ) كان يعطيه للفقراء والمحتاجين الذين يأتون لطلب الصدقة والمساعدة 0 وكان رحمه الله يختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام 0 وكان يذهب إلى صلاة الجمعة ما بين الساعة الثامنة إلى التاسعة صباحا ، ويبقى يصلي ويقرأ القرآن حتى يرتقي الخطيب المنبر ، وأنه آخر من يخرج من المسجد ، وكان رحمه الله يتصدق ويعطي المساكين من خروجه من منزله إلى أن يصل إلى الجامع ، وأثناء عودته كذلك ، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورضي عنه وأرضاه 0