للإنسانية من المعاني ما يمهد للحياة المطمئنة السبيل القويم
فهي الرباط الفطري بين الإنسان وأخيه الإنسان وتجسيده واقعيا حيا ملموسا هوهدف
يتنافس فيه الأكثرون إحساسا والأوفر ون حظا ، وهو لا شك هدف نبيل وغايةسامية
إذا ما تعدى العمل لتحقيقها الناحية الفردية إلى الجهد الجماعي المشترك أعطى
ثمارا ناضجة وأنتج نتاجا طيبا .
ولعل مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بجميع فإتهم هو أهم المجالات التي تبرز
فيها الناحية الإنسانية بأحلي صورها ومعانيها ، فهم فئة من المجتمع لا يستهان بها
ولدى أفرادها الإمكانات والطاقات التي لو استغلت استغلالا جيدا لعاد ذلك بالنفع على
المجتمع بالخير الوفير .
ولا شك أن الوضع يلقي على المجتمع مسئوليات جمة وأولى هذه المسئوليات هي
استخدام الموارد الاقتصادية المتاحة لتشمل كافة هذه الفئات في المجتمع بقصد تشغيلها
وتحويلها الى طاقات منتجة وبناءة خاصة وان أهم شئ في العصر الحديث في ثروة الأمم
هو القوة البشرية ، لأنه يتوقف على هذا المصدر .
لقد كان الاعتقاد السائد قديما بان الإعاقة بسبب عاهة أو أخرى تعني عدم القدرة بتاتا على
التكيف وعدم القابلية للتشغيل أو التأهيل ، ولذلك فان المعوق يرون انه لافائدة منه وانه لا يستطيع
أن يشق طريقه في الحياة معتمدا على نفسه .
ولكن التجارب والدراسات قد أثبتت عكس هذا الاعتقاد تماما فقد ثبت إن الإنسان المعاق يمكنه
القيام بإعمال ومهن مختلفة بمهارة لا تقل عن غيره بل في كثير من الأحيان نجد إن بعض هؤلاء يتفوقون
على الأفراد العاديين بالمهارة والإتقان ، فالإنسان المعاق بصريا على الرغم من انه فقد بصره فهو لايزال
أساسا صحيحا ومعافى وله مجموعة من الخصائص والمميزات والحواس الأخرى الباقية التي تمكنه من
من أن يصبح عضوا منتجا إيجابيا . وخاصة إذا توافرت له فرص التدريب والتأهيل وتوافرت له بعد ذلك
فرص التشغيل الذي يتفق مع ميوله ومواهبه .