راق لي هذا الحوار الهادئ المتزن..

الاخوة الكرام...

أشبعتم الموضوع ضربا ونفضا وتحليلا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

واختلفتم أحيانا في الجواز من عدمه أو لنقل في التماس العذر لمن يعرض عن لهجته او يتناساها..

وداخلكم الخوف تارة من أن تطمس اللهجة وهي من أهم معالم الهوية والانتماء..

وإلى الان لم تطرحوا لنا حلولا منطقية يمكنها أن تسهم في معالجة الأمر..

وجاءت بعض الحلول على استحياء..

في جازان المنطقة أكثر من لهجة ولكل لهجة لحنها الخاص بها..

ولعلكم تتفقون معي أن بعض المصطلحات سمجة لدرجة نتمنى جميعا أن تطمس من قاموس اللهجة..

أعجبني ما ذهب إليه الاخ مصطفى في ثنايا حديثه .. حين قال ما معناه : من يشعر بالخجل عليه الامساك بزمام لغة وسطية يفهمها الجميع في شتى المناطق..

ما يؤلم يا أحبة أن غالبية المغادرين شمالا لايعودون إلا بألسن ملتوية ولو قضوا بضعة أشهر... ويأبى أن يمتثل للهجته مرة أخرى ... أتعجب كيف خجل هناك من لهجته الأصلية كونها نشازا... ولم يخجل هنا من لهجته المكتسبة وقد أصبحت نشازا..
أعذر من ولد وتربى وترعرع بأرض بعيدة عن جازان بل وأعتبر انتماءه لمسقط رأسه عادات ولهجات حق من حقوقه... ولو عاد إلى هنا أو زارنا ولم يذعن للهجتنا فلا غرابة..

حقا أنا لا أطالب سفراءنا في المناطق الأخرى التمسك باللهجة الجازانية .. ولكن أطالبه بما طالبه الاستاذ مصطفى.. وعندما يعود عليه الا تنكر للهجته الاصلية..

في منطقتنا يرد إلينا إخوة من أرجاء الوطن ويتمسكون بلهجتهم حتى يغادرونا وقد يستغرق ذلك سنين دون أن يتأثروا .. بل منهم من يستقر بيننا ومن له عشرات السنين وتجده لازالت لكنته ولهجته لم تتبدل.. ولم نسخر منهم بل نحترمهم ونقدرهم أيما تقدير..

أحد الزملاء أشار إلى التلفزيون كوسيلة إعلامية.. مؤثرة واستدل ببعض المسلسلات..

هنا مربط الفرس.. لو لاحظنا اللهجة المصرية.. رغم بعدها عن محيطنا.. الا انها أصبحت لغة مهضومة لدى الجميع ليس لأنهم زاروا بلادها أو لكثرة الوافدين من هناك... أبدا فالذي ساعد على انتشارها هو اعتماد اعلامنا على المسلسلات المصرية والافلام المصرية كون مصر كانت هي محط الانظار اعلاميا ومصدر التغذية الوحيد للبرامج الاعلامية وهذا ما خدم اللهجة المصرية..

الشاهد.. نحن مشكلتنا في الاعلام... لغتنا لم تجد ادنى مساحة اعلامية تنطق من خلالها.. ولهذا نبدو للآخرين وكأننا من كوكب آخر... مؤخرا بدأت بعض اللهجات بالدخول في بعض الاعمال الفنية الاعلامية لكن المؤسف أنها دخلت من نافذة الترفيه وإن كان فهي من باب التندر وصناعة القفشة الباسمة لدى المتلقي..

حتى شعراء المنطقة .. جللهم يقرض الشعر باللغة العربية الفصحى وهذا لم يخدم اللهجة في شيء واقتصر على التعريف بجازان كمنطقة أدب وأدباء..

المنتديات... لازال الكثير منها يتحفظ في الكتابة باللهجة المحلية بل ويأتي من يشتاط غضبا وكأن من كتب بتلقائيته قد ارتكب كبيرة من الكبائر...

الاعلام المرئي... التلفزيون الحكومي لم يسع إلى توسيع رقعته الانتاجية لتشمل جميع مناطق المملكة عدا بعض حلقات طاش الساخرة التي لم تنصف اللهجة كما يجب وبدلا من ذلك قامت بتشويهها..

قناة الاثير... استبشرنا خيرا بالمسمى والانتماء لهذه القناة... لكن ومنذ سنوات لازال بثها التجريبي متواصلا ولا أظن هناك نية لانقطاعه... وإذا قيمنا خدمتها للمنطقة سنجدها صفرا في مجال نشر اللهجة المحلية..

سفراء المنطقة من العاملين خارجها... يعرضون تماما عن تناول أي مصطلح من اللهجة خجلا أو سموه كما شئتم ولا تجد من يروج للهجته والتعريف بها على أقل تقدير...

باختصار يا أحبة... ينقصنا الانتشار الاعلامي...

كلي أسف فقد أطلت عليكم..

كونوا في رعاية الله