4) دعوتك واجبٌ عليك :
فينبغي على الداعية الجديد أن يعلم أن نشاطه الدعوي ليس نفلاً يتفضلُ به على دينه , بل هو واجب لا تبرأ الذمةُ إلا به , وحقٌ للمسلمين لا يجوزُ التقصير فيه , قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله :" فعند قلة الدعاة , وعند كثرة المنكرات , وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم , تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته " .
وقال في موضع آخر :" ونظرا إلى انتشار الدعوة إلى المبادئ الهدامة وإلى الإلحاد , وإنكار رب العباد , وإنكار الرسالات , وإنكار الآخرة وانتشار الدعوة النصرانية في الكثير من البلدان , وغير ذلك من الدعوات المضللة , نظرا إلى هذا فإن الدعوة إلى الله عز وجل اليوم أصبحت فرضا عاما , وواجبا على جميع العلماء " .
وبهذا نعلم أن " كل واحد من الأمة يجب عليه أن يقوم من الدعوة بما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره وهو قادر عليه فعليه أن يقوم به , ولهذا يجب على هذا أن يقوم بما لا يجب على ذاك , وقد تقسطت الدعوة على الأمة بحسب ذلك تارة وبحسب غيره أخرى , فقد يدعو هذا إلى اعتقاد الواجب , وهذا إلى عمل ظاهر واجب , وهذا إلى عمل باطن واجب , فتنوع الدعوة يكون في الوجوب تارة , وفي الوقوع تارة " .
والأدلة على ذلك من نصوص الكتاب والسنة كثيرة , منها :
قوله تعالى ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران104
وفي هذه الآية " حمَّل الله هذه الأمة واجب الدّعوة إلى الخير , نظرا إلى أن هذا الدين قد أشتمل على الخير الذي تدركه العقول السليمة .. , وحمّلها واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل جماعات المسلمين الذين عرفوا أوامر الدين وعرفوا حُسنها .. وعرفوا نواهي الدين وعرفوا قُبْحَها .. "