5) لا تنس نفسك من الهُدى :
فإن الداعية في زحمة الهموم الدعوية والمشاغل اليومية قد يهتم بالآخرين لكنه ينسى نفسه , ويغفل عن تربيتها على الخير والهُدى , " وهنا تحدث له آفات لا يشعر بها إلا بعد حين , ومنها خواء النفس وقسوة القلب وفتور الهمة , بل وانحراف النية أحيانا .."

فعليك يا أيها الداعية أن تستشعر أن مهمتك الأولى أن تربح نفسك وتنقذها من الضلال .. وقد ندد الله بمن يسترسل في الغفلة فقال ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) البقرة44
وهذا ما أوصى به علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال :" من نصّب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه , ومعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم " ..
وقال أحد الدعاة :" يجب أن يبقي رجال الصفوة بعض أوقاتهم لمواصلة تربية أنفسهم بالعلم والعبادة , وإلا قست قلوبهم من بعد لذة الابتداء " .

وليعلم الداعية أن زاده الذي يتقوى به على طريق الدعوة , إنما هو بإقامة الفرائض والاستكثار من النوافل , والاشتغال بالأذكار , والمداومة على الاستغفار وكثرة التلاوة القرآنية , والحرص على المناجاة الربانية , وغير ذلك من القربات والطاعات " .
وقرب الداعية من كتاب الله يجب أن يكون متعة لروحه وسكنا لفؤاده وشعاعا لعقله ووقودا لحركته ومرقاة لدرجته " .