ماجد بن رائف
في تصوري أننا نبالغ كثيرا في بعض الأمور !!. فقد أقمنا الدنيا ولم نقعدها لأجل ارتفاعات طفيفة في أسعار السلع بينما اكتشفت بالأمس وبمحض الصدفة ودون مساعدة من أحد أن الدنيا مازالت بألف خير وأن العديد من الأشياء بإمكاننا الاستفادة منها دون أن ندفع ريالاً واحداً !!
خذ مثلا الهواء... بأمانة هل طالبك أحد يوما ما بدفع مبلغ لاستنشاق كمية من الهواء ؟ أظن الإجابة ستكون (لا) !! صحيح أن هواءنا ملوث بجميع أنواع الأكاسيد الكفيلة بجعل حويصلاتك الهوائية في حالة استنفار تام !! وصحيح أن غيرنا يظلم البيئة وعلينا نحن المساكين دفع فاتورة العلاج من أمراض الحساسية المزمنة والربو والأزمات الصدرية...الخ - إلا أنه لن يطالبك أحد بدفع مبلغ نظير استنشاقك لحفنة من الهواء وكم أتمنى أن يستمر الوضع على ذلك هذا إذا علمت عزيزي القارئ أنه وفي اليابان تكثر الأندية الخاصة التي توفر لمرتاديها "الأوكسجين " برسوم عالية. ولم أسمع أن يابانياً واحدا قد أشتكى من حمى الأسعار هناك !!
وإن كان المثال الأول غير مقنع بالنسبة لك عزيزي القارئ فإليك مثالا آخر يدعم كثيرا ما ذهبت إليه !!..
فهل بالله عليك قد طالبك أحد بدفع مبلغا ما للاستمتاع بمشاهدة البحر ؟؟ لا أعتقد ذلك وكل دعواتي أن يستمر الحال على ما هو عليه !! صحيح أن بحر جدة يعطيك صورة سيئة عن كل بحار العالم ويجعلك تغير رأيك في أن البحر مكان للتنزه نظرا للروائح التي تسد أنفك من مسافة كيلو متر قبل اقترابك منه لتكون أفضل مرشد سياحي يمكن الاستدلال به للوصول إلى البحر، حتى إن الأسماك ( المقتدرة ) هاجرت إلى بحار أخرى لا تلوث فيها، وبقيت لدينا الأسماك ( الطفرانة ) تعاني مما نعاني منه.!
إذا كنت تعتبر ـ عزيزي القارئ ـ أن كل ما سبق هو مجرد شطحة، فما قولك فيما يلي.. أنا أرى ـ والرؤية أيضاً ببلاش - أن الارتفاع المتزايد في المنتجات سوف يحافظ على البيئة أيما محافظة.!
تخيل أنك في رحلة مع عائلتك على واحد من شواطئنا ـ التي "غير" والتي "مو غير" ـ وليس لديك ثمن لشيء صالح للشواء أو للأكل من مرطبات أو ألبان.. بالله عليك، ما الذي سوف يرميه أولادك في البحر حتى يتلوث.!؟ أنت لا تملك شيئاً حتى ترميه.! ربما ترمي نفسك، وتأكد أنك لن تجد الوقت الكافي لتكون عاملاً ملوثاً، فالأسماك الجوعانة سوف تحيلك في ثوان إلى خبر كان.!.... هل فهمتم كيف يصبح ارتفاع الأسعار من العوامل المحافظة على البيئة ؟؟
|
 |
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديوانك وطني
