فريق علمي يؤكد قيمته البيئية والطبيعية ويوصي بتحويله إلى مزار سياحي
الحدائق المعلقة وشلالات الماء والمغارات الصخرية تجذب السياح لوادي لجب
ظهران الجنوب: عوض فرحان
أوصى فريق بحثي علمي بتحويل موقع وادي لجب التابع لمحافظة الريث بمنطقة جازان إلى مزار سياحي، نظرا لما يمتلكه من المقومات البيئية والسياحية وجمال الطبيعة، وإنشاء وحدة للرصد البيئي والإرشاد السياحي به للتوعية بالحفاظ على المقومات السياحية والبيئية والنباتية فيه.
وقال مدير مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية بمنطقة عسير الدكتور حسين مانع الوادعي إن فريق بحث علمي تابعا للمركز قام الشهر الماضي برحلة بحث علمية لوادي لجب بهدف دراسة طبيعة الوادي، وأخذ العينات الضرورية لوضع تصور كامل عن قيمة هذا الموقع من الناحية البيئية والسياحية، وأيضا مكوناته الطبيعية، وأبدى الفريق العلمي دهشته مما شاهده من جمال الطبيعة، مشيرا إلى أن الفريق تكون منه والدكتور سامي محمد عبد الله ومبارك سعيد الشهراني ومحمد مسفر أبو سبل وصالح عوض القاضي ومحمد ناصر القاضي.
من أجمل الأودية
وحول موقع وادي لجب والطرق المؤدية له قال الدكتور الوادعي "وادي لجب هو من أجمل الأودية في جنوب غرب المملكة، يقع في جبال الريث التابعة لمحافظة الريث بمنطقة جازان، شرق مدينة بيش، ويبعد عنها حوالي 85 كلم تقريباً، ويرتفع 1197 مترا تقريبا فوق سطح البحر، ويمتاز بالجبال العالية، والتي تنمو عليها النباتات بكثافة، والتي تشبه الحدائق المعلقة، كما يمتاز الوادي بالصخور الجميلة والغابات الخضراء والجداول والشلالات على مدار السنة.
وأشار إلى الطرق المؤدية إلى الوادي وهي من محافظة سراة عبيدة مروراًَ بمركز الجوة والفرشة ووداي الحياة وعمود، وهذه الرحلة تستغرق حوالي الساعتين وسط طرق ممهدة وسهلة (مسفلتة)، وهناك طريق آخر يمكن سلوكه للقادمين من جازان عن طريق محافظة الريث، وطريق ثالث من محافظة ظهران الجنوب، وهو أيسرها حيث المسافة قصيرة، والطريق معبد مرورا بمركز الغيل.
مغارة مفتوحة
وعن المشاهدات العلمية التي خرج بها الفريق العلمي قال الدكتور الوادعي "يمتاز وادي لجب بضيق مجراه، حيث لا يزيد عرض الوادي عن سبعة أمتار، ويمتد لمسافة حوالي 15 كلم تقريبا، إلى أن يصب في وادي بيش الكبير، ويسير هذا الوادي بين ارتفاعات حادة Cliff وتتراوح ارتفاعاته بين 400 و900 متر، وعلى جانبي الوادي ينبت كثير من الأشجار والعشب النامي داخل الصخور نفسها، وأثناء التجول داخل الوادي تشعر وكأنك في مغارة مفتوحة للسماء أي بدون سقف، وهو منظر فيه كثير من الإبهار".
تنوع حيوي
وأوضح الدكتور الوادعي أن وادي لجب من الأودية التي تتميز بوجود الماء بشكل شبه دائم معظم السنة، فمن خلال البحث تبين التنوع الحيوي خاصة النباتي منه، حيث يبدأ وادي لجب بتلال رملية ناتجة عن انتقال التربة بواسطة الرياح، وينمو على جانبي هذا الوادي ووسطه عدد من التنوع الإحيائي النباتي المتميز، ومنه على سبيل المثال الأثب أو الأثيب والداتورة وحدق وأكيليا والسدر أو النبق والراي واللصيق، بعد ذلك يضيق الوادي بين جبلين صخريين (صخور نارية وصخور متحولة) والتربة تتحول من رملية إلى حصبائية ناتجة من تفتت الصخور الجبلية وترسبها بفعل الجاذبية الأرضية إلى قاع الوادي، مع وجود مجرى مائي ضيق ارتفاعه لا يزيد عن 30 سم، تنمو حوله بعض النباتات الحولية، أما على جانبي الوادي أسفل المنحدرات الجبلية فتنمو أشجار السدر، وكلما تعمقنا إلى الداخل أكثر فإنه يضيق، وتزداد نسبة الأشجار على جانبي الوادي أسفل السفوح الجبلية، ويقل تنوع النباتات الحولية.
مصادر مياه طبيعية
وعن المصادر الطبيعية المائية السطحية قال الدكتور الوادعي "يتميز هذا الوادي بوجود مياه سطحية جارية دائمة منذ عشرات السنين، وهي تزيد حتى تصل حجم السيل، وتنقص حتى تكون مجرى مائياً جارياً يضيق تارة ويتسع تارة، ويتراوح في العمق حسب نوع البيئة التضاريسية التي يمر فيها الوادي، وساعد وجود المياه في هذا التركيب الجيولوجي والطبيعة الطبوغرافية التي يتميز بها الوادي على وجود بيئة متكاملة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية المصاحبة الأخرى في مشهد قلما يوجد في مكان آخر بالمنطقة.
وعن أهم المكونات البيئية السياحية بوادي لجب حصر الفريق العلمي وجود أشجار السدر، مؤكدا على أن المجرى المائي أصبح مكاناً جميلاً للسياحة من قبل كثير من الزائرين لهذه المنطقة الخلابة، إضافة إلى تميز الوادي بوجود سلسلة من الجبال على جانبيه، مكونة مع أشجار السدر والمجرى المائي، إضافة إلى المكونات البيئية الأخرى ملحمة بيئية سياحية يندر وجودها في مكان آخر.
توصيات بيئية وسياحية
وخرج الفريق العلمي بعد دراسته لوادي لجب بعدة توصيات، يذكرها الدكتور الوادعي قائلا"أكد الفريق أن هذا الوادي مهم من ناحية البيئة والسياحة، ويمكن بشكل كبير أن يهيأ ليصبح أحد معالم البيئة والسياحة بالمنطقة، وبناء عليه أوصي برفع مذكرة متكاملة عن هذا الوادي للجهات العليا متخذة القرار بالمنطقة، لدعم كل الأعمال التي يمكن من خلالها تهيئة هذا الوادي، ليكون مزاراً سياحياً، لاسيما الهيئة العليا للسياحة، وأوصى بعدم السماح للزوار بالذهاب للوادي أو المرور من عنده في حالة وجود أمطار، حيث لا يوجد منفذ نهائيا أو ملجأ للاحتماء فيه، وأوصى الفريق بإنشاء وحدة صغيرة للرصد البيئي والإرشاد السياحي تابعة للمركز بوادي لجب تكون وظيفتها إضافة إلى كونها مكاناً مهيأً عند زيارات وفود علمية أو نحوها للوادي الإشراف على صون التنوع الحيوي والمكونات البيئية والسياحية بالوادي بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات الاختصاص، وزيادة الوعي للسكان ببعض العادات غير الصحيحة التي يقوم بها السكان والتي تسبب أضرارا بالغة لصحتهم وللبيئة، وترشيد استخدام المياه المتوفرة في الآبار، لضمان استدامة الماء مع المحافظة على نوعيتها وكميتها، ورفع الوعي البيئي بمختلف القضايا البيئية ومنها المحافظة على الحياة الفطرية بالوادي وصيانة النباتات خاصة تلك المهددة بالانقراض".
الوطن
|
 |
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحلم
