لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الصمت بوصفه ثقافة

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية همس الروح
    *******
    قلم من ذهب
    تاريخ التسجيل
    09 2007
    المشاركات
    5,442

    الصمت بوصفه ثقافة



    الصمت بوصفه ثقافة


    تتحول بعض التصرفات السلوكية - التي وجدت بوجود الإنسان -، وما تحمله من دلالات مع مرور الزمن
    إلى تراكمات وترسبات لا تعلو أن تشكل ثقافة تتشعب وتتعمق عبر الأجيال، ويُعرف بها الإنسان -
    الفرد أو الجماعة.

    كما هو شأن بعض الآراء والأهواء الشخصية، عندما تتحول بمرور الوقت إلى (أيديولوجيا) كما رأى ذلك
    (د. عز الدين إسماعيل) في كتابه (آفاق معرفية..) والصمت نقيض الكلام، سلوك إنساني يعبر عن موقف
    ما، كالخوف والجبن وأحياناً الحيادية أو الرفض أو التأييد.. وفي موروث الحكمة قديماً، قيل:

    ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)،
    حيث تترادف كلمتا الصمت والسكوت في المرجعية المعجمية.

    ومثل هذا الموروث يعزز مكانة الصمت بوصفه سلوكاً حكيماً في دائرة الأخلاق الإنسانية. وفي العرف الاجتماعي
    يقترب الصمت من المرأة، فيبدو أكثر التصاقاً بطبيعتها، التي تعاف البوح عن مكنونات ذاتها وأسرار حياتها
    الخاصة، وتحديداً تلك التي تقترب من عواطفها ورغباتها!

    ولعل أقرب مثال يرتسم في مخيلتنا، صمت الفتاة في حالة القبول عند سؤالها عن رأيها في الزواج، الذي يحمل
    دلالة توارثتها الذاكرة العربية.

    وثقافة الصمت بوجهيه السلبي والإيجابي، تشكلت من الموروثات القولية والفعلية التي سرت في ذاكرتنا،
    وحالة الغلو والتطرف أحياناً التي صاحبت عملية الأخذ والتسليم بها من غير مناقشة لبعض مفاهيمها المغلوطة،
    يضاف إلى ذلك، التربية القمعية الممارسة من قبل البعض على أبنائهم، ومصادرة حق التعبير عن الرأي
    الذي هو من أبسط حقوقهم - وانعدام لغة الحوار فيما بينهم!

    لكن ما يهمنا ونحن بصدد تناول هذه القضية؛ هو اتجاه الصمت نحو السلب، ودلالته الموحية بالضعف
    والكبت وقلة الحيلة!

    ومثل هذه الدلالات متفشية بصور متباينة، وبمعدل أعلى في المجتمع النسائي، ونأخذ مثالاً من المضمار
    الأدبي كصمت قلم المرأة طويلاً، وهي صورة ملحة من صور الصمت المطبق الذي مارسته في تاريخها
    فلم تكتب عن همومها وقضاياها وأحلامها ومعاناتها إلا بعد مرور فترة زمنية انتقالية، تحول فيها التوجس
    والخوف من البوح والكلام إلى جسارة وجرأة، ممارسة نوعا من كسر القاعدة التي حرمتها شيئا من حقها
    في إثبات الذات أولا ثم الحق الأدبي والإبداعي ثانيا!

    ولعل الكاتبة فرجينيا وولف في كتابها (غرفة تخص المرء وحده)، أبرز من كتب حول كتابة المرأة،
    والإشكاليات التي تثار حولها، خاصة عندما رأت أن استخدام القلم من قبل المرأة يهدد السلام العائلي!

    إلا أن خروج المرأة من بوتقة الصمت أخيراً إلى ساحة البوح، يعد طوراً مهماً من تطور ثقافة الصمت السلب
    كان له تداعياته وتبعاته.

    والصمت في الكتابة النسائية، بمعنى ممارسته داخل النصوص كحوار داخلي بين شخصيات القصص،
    ما هو إلا نوع من معافة البوح الذي يبرز من خلال الحوار الخارجي واللجوء إلى الحوار الداخلي
    (المونولوج). كما أن الصمت كمفردة، تلحظ كثيراً في النصوص المكتوبة بأنامل أنثوية!

    وقد تعمد الكاتبة أحياناً إلى النقط كفواصل تركيبية في نصها، وفي ذلك دلالات كثيرة، فبالرغم من الأبعاد
    البصرية في تشكيل النص إلا أنها في الأصل ممارسة خفية لصمت حقيقي انطلق من داخل الذات الكاتبة.

    وعلى صعيد الطرح الموضوعي، نجحت المرأة - في تصوري - في تخطي أمر الصمت الأدبي، من خلال
    استخدام الرمز وتوظيف الموروث وتقنيات أخرى، أسهمت في منح هذه الثقافة التي تأصلت عبر الأجيال
    منحاً آخر، وخصوصاً عند الحديث عن طرق باب المحظور الموضوعي ومقص الرقيب والخطوط الحمراء
    للكتابة! بل إن مشاركة المرأة الرجل في صنع الثقافة العامة، وتفعيل دورها في الحراك الثقافي أسهم في
    تحولات مهمة في الصمت بوصفه ثقافة، من خلال الكلمة المنطوقة والمكتوبة عندما اعتلت المنابر الثقافية
    واحتلت الزوايا الصحفية.

    ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل ستتحول ثقافة الصمت خاصة عند المرأة أدبياً وثقافياً إلى ثقافة بوح؟!

    نسائم بوح:

    كانت صامتة..

    ظلت كما هي!

    كان صمتها موقفاً.. لكنهم طالبوها بالكلام؟!

    وعندما نطقت

    .

    .

    بادلوها بالصمت؟!


    المصدر : مجلة الرأي

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية برنسيسة الخيال
    تاريخ التسجيل
    05 2007
    المشاركات
    2,170

    مشاركة: الصمت بوصفه ثقافة

    الصمت هو لغة الوجود

    الأشجار صامتة لكنها ليست ميتة أو فارغة

    إنها تتمايل مع النسيم عازفةً أعذب الألحان....


    الصمت صوت خفي يغمر كيانك ..

    موسيقى أثيرية تعزفها روحك المطمئنة

    على القيثارة الأبدية التي وهبك الله ايّاها،

    وتتنقل على أوتارها معبّرة عن ما ينبض به قلبك من أحاسيس

    ومشاعر رحيمة تفوق كل الكلمات

    وتسجد اللغة عاجزة عن التعبير عنها...


    لا يُمكنك افتعال الصمت

    والا ستكون كمن يجلس على بركان

    وسينفجر في أي لحظة....


    * * * *
    مقال أكثر من جميل عزيزتي مون لايت

    اختيار موفق يا غالية

    دمتِ متألقة

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية همس الروح
    *******
    قلم من ذهب
    تاريخ التسجيل
    09 2007
    المشاركات
    5,442

    رد: الصمت بوصفه ثقافة


    الرقيقة برنسيسة الخيال


    أشكرك من أعماقي على حضورك البهيج

    دمتي بخير

    باقة ياسمين تليق بكي

    مون لايت

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الأديبة
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    المشاركات
    2

    رد: الصمت بوصفه ثقافة

    المصدر الأصلي للمقال حفظا للحقوق الأدبية والفكرية
    http://www.al-jazirah.com/culture/20...8/fadaat23.htm
    http://www.almubaddal.com/?p=47

    وشكرا

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية همس الروح
    *******
    قلم من ذهب
    تاريخ التسجيل
    09 2007
    المشاركات
    5,442

    رد: الصمت بوصفه ثقافة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moonlights مشاهدة المشاركة



    المصدر : مجلة الرأي

    الاديبة

    أشكرك علي المرور والاضافة

    تمت الاشارة الي المصدر الذي نقلته منه

    في نهاية الموضوع حفاظا علي الامانة الادبية

    مون لايت

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الأديبة
    تاريخ التسجيل
    01 2008
    المشاركات
    2

    رد: الصمت بوصفه ثقافة

    أتمنى وضع الرابط للفائدة أكثر مع خالص التقدير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •