محاولات تهريب وسوق سوداء وتلاعب وراء أزمة الخبز
عدد من المواطنين يتدافعون للحصول على نصيبهم من الدقيق
شهدت أسواق عدد من المحافظات أمس وأول من أمس غيابا ملحوظا للدقيق، وفيما خلت بعضها عنه تماما وشوهدت المستودعات خالية من البر، تعاونت الجهات الأمنية في عدد من المحافظات في الإشراف على التوزيع، لمنع عمليات التسريب التي نشأت عنها سوق سوداء وصل فيها سعر كيس الدقيق إلى 80 ريالا بزيادة تجاوزت 200%.
واختفى الدقيق البر عن مستودعات ومحلات التوزيع بالسليل أمس وأول من أمس، حيث شهدت المحافظة غيابا واضحا للدقيق البر مع تعذر الحصول على كيلوات قليلة من الدقيق الأبيض.
وحسب صاحب مستودع آل شيبان بالسليل محمد عبدالله شيبان فإن الطلب على الدقيق أصبح خلال هذا الأسبوع يفوق العرض بكثير، ولا نستطيع كموزعين سد العجز وتلبية طلبات المواطنين من الدقيق كون المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق قلصت الحصص التي كانت تصرف للموزعين من 600 كيس إلى 400 كيس أسبوعيا.
وأضاف أن أصحاب الشاحنات رفعوا أجرة النقل إلى 1300 ريال من الصوامع للمستودعات رغم أن العدد أصبح أقل من السابق حيث كنا نرحل الشاحنة حمولة 600 كيس بـ 900 ريال، وهذا ما دفعنا لرفع سعر كيس الدقيق، كما أننا نلجأ أحيانا للشراء من خارج الصوامع بأسعار مرتفعة تصل إلى 80 ريالا للكيس الواحد.
وقال آل شيبان إن شح الدقيق أصبح يسبب لنا إحراجات مع المواطنين الذين يطلبون الدقيق، ونحن لا نستطيع إعطاءهم من حصص المخابز التي نلتزم لها، حيث إننا ملتزمون مع 22 مخبزا.
ووفق محمد علي السنيد أحد المواطنين فإن شح الدقيق دفع الكثير من المواطنين إلى تخزين كميات منه، خاصة أن مربي الإبل يفضلون شراء الدقيق بأنواعه على الشعير لفارق السعر.
وبين مدير صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالدواسر المهندس عبدالرحمن فايز البيشي أن الفرع في المحافظة يقتصر عمله على استقبال كميات القمح من المزارعين في نهاية كل موسم ومن ثم إرسالها إلى الفروع الأخرى المزودة بآليات الطحن، مشيرا إلى أن هناك توجها لتزويد الفرع بآليات الطحن لحاجة المحافظة لذلك.
وشهدت محافظة رنية شحا واضحا في كميات دقيق البر حيث نفدت جميع الكميات بالمحلات التجارية بالمحافظة خلال اليومين الماضيين.
وبين محافظ رنية عويض سعيد الحربي أنه تم توجيه فرقة من المحافظة والشرطة للإشراف على عملية التوزيع بين المواطنين كما تم توجيه المتعهد بتوفير كميات إضافية للمواطنين.
وذكر متعهد توفير الدقيق في رنية فارس سعد السبيعي أنه تم تخصيص 3 متعهدين للمحافظة لتوفير كميات الدقيق التي تحتاجها المحافظة من صوامع الغلال في خميس مشيط،وكل متعهد يسمح له بحمولة واحده كل أسبوع مقدارها 480 كيسا عبارة عن 60 كيس بر إضافة الى 380 كيس بودرة تستخدم في المخابز التجارية.
وأشار السبيعي إلى أن كمية البر لا تكفي احتياج المواطنين حيث يتجاوز عدد السكان 80 ألف نسمة.
وأكد السبيعي أن سبب أزمة الدقيق في رنية هذه الأيام يعود لأمرين الأول أن الكمية المخصصة للمحافظة لا تكفي، والثاني أن بعض المواطنين يستخدمونه كعلف للحيوانات.
وطالب السبيعي بزيادة كمية الدقيق المخصصة للمحافظة والسماح بدخول متعهدين يوفرون الكميات اللازمة للمحافظة والعمل على منع المواطنين من استخدام الدقيق كعلف للحيوانات نظرا لحاجة الإنسان له كغذاء.
وفي مركز الحرجة شرق منطقة عسير سجلت أسعار الدقيق أمس وأول من أمس استقرارا في السعر لم تشهده من قبل، واكبه توفر في الكميات بشكل غطى حاجة المواطنين الأفراد والمخابز المعتمدة.
وأرجع أحد تجار الجملة ويدعى عوض سعيد المقداد استقرار سعر كيس الدقيق بمبلغ 25 ريالا، إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق من توفير الكميات المطلوبة لهم ومتابعة المخابز وموزعي الجملة ومنع تسريب أي كميات إلى السوق السوداء والمهربين.
وقال المقداد إن سبب ارتفاع أسعار الدقيق خلال الأيام الماضية يعود إلى بيع بعض المخابز لأكياس الدقيق المخصصة لهم بأسعار مضاعفة، وكذلك استبدال المواطنين للدقيق عوضا عن الأعلاف للمواشي بسبب غلاء الشعير.
من جهته، أكد محمد القحطاني أن سبب استقرار أسعار الدقيق هو إجبار تجار الجملة من قبل مراقبي وزارة التجارة والجهات الأمنية على البيع بالكيس مع ضرورة إبراز بطاقة الأحوال وكذلك منع البيع على العمالة، الذين استغلوا الوضع خلال الأيام الماضية وتسببوا في ظهور سوق سوداء للدقيق حيث تجاوز سعر الكيس أكثر من 80 ريالا.
وفي محافظة النماص درست اللجنة التجارية السياحية بفرع الغرفة التجارية بالمحافظة أسباب أزمة الدقيق وقال رئيس اللجنة عبدالله بن عثمان العسبلي إن اللجنة ناقشت مع مدير فرع الغرفة التجارية بالنماص غرم بن مزهر العسبلي إيجاد آلية لمعالجة نقص الدقيق في الأسواق والمخابز، والتوصية بعدد من الحلول للحد من استغلال الأزمة.