عندما ابتعثت اليابان أول عشرة طلاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية, كانت بمثابة نقطة حساسة وهمة.
وبعد أن قضوا فترة دراستهم عادوا جميعا, ولكن بعضهم عاد بدماغ أمريكي.
فعقد الإمبراطور الياباني الذكي اختبارا لهم ليكتشف من تأثر ممن لم يتأثر. وبما أن الولاء لغير الوطن أمر خفي لا يمكن أن يعرف إلا بالأفعال والتصرفات, لأنه لو سألهم هل تأثرتم بالثقافة الأمريكية لأجابوا كلهم بالنفي.
فما كان من ذلك الإمبراطور الحريص على مستقبل بلده إلا أن دعاهم لحفلة عشاء, ووضع في صالة الطعام طاولتين, إحداهما على الطريقة الأمريكية والأخرى على الطريقة اليابانية.
ثم دعاهم بعد ذلك, فالذين توجهوا للطاولة بالطريقة اليابانية أكملوا ليلتهم عند أهلهم, والذين أكلوا على الطريقة (إستايل) الأمريكي أعدموا شنقا في الساحة الكبرى.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!
العجب لا ينتهي منكم أيها اليابانويون, ماهذه العزة؟
لا أعتقد أن عندكم ماعندنا مما ذكره الله بقوله (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )),
ولكن ياله من حس قوي, إنه حس الشعوب.
السؤال هنا: ماذا سنفعل ياترى بآلاف طلاب الثانوية الصغار علما وفكرا وعمرا الذين عادوا متأثرين بفكر وثقافة الغرب؟
أتى أحد زملائي من أمريكا لفترة إجازة قصيرة, فدعاه أحد الزملاء لطعام العشاء, وجمع له معظم أفراد قبيلته. وتفاجئ الجميع بدخول الشاب عليهم بالجينز وفي حضنه الحاسب المحمول وبدأ يدردش مع أحد زملائه هناك في أمريكا على الماسنجر.
مافائدة علمه وشهادته (إن فلح أصلا) وهذا حاله عند عودته؟
نحن لا نطالب بلإعدام طبعا, ولكننا نطالب بمناقشة هؤلاء الشباب ومصارحتهم بحقيقة حالهم وضرورة تصحيحه.
أذكر بأن أحد أفراد جماعتنا, أراد أن يقطع بعثته بعد ثلاث سنوات من الدراسة والغربة وذلك بعد أن أحس من نفسه التغير بعدما جلس مع أحبابه جلسة مصارحة, وبعد إلحاح أهله الشديد ................... استمر. ولكن وبغض النظر عن أي اعتبار آخر, ألا يستحق هذا الشاب تحية إكبار وإعجاب؟
علينا أن نخبر هؤلاء الشباب المساكين, أن يأتوا بالعلم فقط (أصلا من المفترض أن لا يبتعث الطالب إلا بعد الباكالاريوس وذلك بعد أن ينضج فكره ويشهد حال بلده وما يحتاجه منه ولكني أتعامل مع واقع حاصل)
وأن يتركوا الفكر, لسنا بحاجة للفكر, نحن بحاجة إلى العلم. علينا أن نخبرهم
ألا ينظروا إلى نظافة الشارع وطول المبنى فقط, عليهم أن ينظروا للحياة البهيمية
وخبث العقيدة الكافرة
وبالعودة للقصة اليابانية, نتسائل أين نحن الآن وأين اليابانيون؟
انظروا كيف أصبح الذين بقوا من تلك البعثة وكيف نهظوا باليابان, وانظروا إلى طلاب أوائل البعثات السعودية للغرب, وكيف يذهب (بعضهم بعضهم بعضهم) وكيف يأخذ بعضهم كتب التربية الإسلامية من المدارس ويسلمها للسفارة الأمريكية كما انفضحوا مؤخرا. والله المستعان
طبعا منقوووول
![]()