قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
وأما ما نسب إليَّ من الجلوس في العرضة النجدية: فهذا صحيح، جلستُ لأني كنت أخاطب شخصاً أعتقد أن في مخاطبته فائدة كبيرة أكبر من قيامي ، على أن العرضة النجدية يجوِّزها بعض العلماء في المناسبات كالأعياد وشبهها، ويَسْتَدل بفعل الأحباش في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث كانوا يلعبون برماحهم أمام عين الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد أذن لعائشة أن تنظر إليهم فكان يخفيها وهي تنظر من على كتفه عليه الصلاة والسلام ، فيُهَوِّنُ هذه المسألة أنها فُعِلَت في مناسبة قد تكون مبيحةً لهذا اللهو.
والثاني : أني كما قلتُ لك: كنتُ أخاطب مَن أرى أن في مخاطبته مصلحة كبيرة تربو على مفسدة حضوري لشيء فيه خلاف في جوازه ا.هـ
ورأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المسألة حين سأل :
أثابك الله : ما حكم العرضة الشعبية التي يتخللها الزير والزلفة والشعر النبطي الذي لا يخلو من الهجاء والغزل والمدح والذم ، جزاك الله خير؟
العرضة النجدية إذا لم يكن لها سبب فإنها من العبث واللهو ، وإذا كان لها سبب كأيام الأعياد فإنه لا بأس بها ـ أي لا بأس أن يلعب الناس بالسيوف والبنادق وما أشبهها ـ وأن يضربوا بالدف، لكن الطبل والزير ، والأغاني التي تتضمن الهجاء والسب هذي محرمة ، ولا يجوز للإنسان أن يحضر مثل هذه العرضات، ويجب النهي عنها ونصيحة الناس ، ويقال لهم: لا تحضروها؛ لأن مجالس المنكر إذا حضرها الإنسان شاركهم في الإثم وإن لم يفعل ، لقول الله تبارك وتعالى: ((وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ )) النساء:140