المقارنات بين حضارات مختلفة في ثقافتها ومجتمعاتها قد يكون كمن يقارن بين أبراج بتروناس وعشش
إفريقيا السمراء.
إلا أن الحضارة هي حضارة نسبية تختلف باختلاف الزمن والمكان ..
والدليل أن حضارة أوروبا الآن تسمى حضارة بينما حضارة الفراعنة من ثلاثة آلاف عام تسمى حضارة أيضاً.
والمقارنة بينهما ضرب من الجنون.
إلا أن الحضارة بمفهومها لدى الكثير تقاس بمستوى التقدم في حياة الشعوب.
فنحن نستطيع أن نقول أن أمريكا متحضرة لأنها قفزت قفزة عظيمة بين فترتي المستعمرين الأسبان
والهنود الحمر وبين إطلاق أول مركبة إلى القمر .

فإذا قسنا بهذا المقياس فنحن متحضرون أيضاً ولنا حضارة جيدة حيث أننا في فترة قصيرة
انتقلنا من بين كثبان الرمال وبيوت الشعر إلى مانحن عليه اليوم.

لكن هذا المقياس ليس هو مقياس التحضر والحضارات .
فالحضارة تقاس بمجموعة من النواحي من أهمها العلم والثقافة والحياة العامة للشعوب
ومن هنا نستطيع أن نقارن.في هذه المجالات رغم أني لا أنكر أن هذا يعد كمن ينظم سباقاً بين
السلحفاة والأرنب .
كما أن الحضارة تقاس بالفترة الزمنية بين عصرين ..فإذا قلنا أن أمريكا استطاعت فعل ذلك في
1000 عام مثلاً فإن الإمارات على سبيل المثال انتقلت من عصر لآخر في أقل من 30 عام
مع اختلاف التوجهات ونوع الحضارة .
والكثير يعتبر هذه المقارنة مقارنة جائرة .

من وجهة نظري المقارنة بين الشعوب هي الأجدى والأكثر قياساً .
فأنا أستطيع أن أقارن بين الفرد الياباني والآخر الأوروبي من عدة نواحي
أولاها العلم وآخرها الإنتاج .

الموضوع متشعب ولي عودة شكراً نايف.