عندما أشارت لبيتها القديم لم تكن إشارة عابرة في هامش كلامها
بل كان يعني لي : رمز قداسة !
أشعلت حنيني لفترة ماضية لم أكن في حياتها .
تراودني فكرة أن أزور ذلك المكان ما بين فترة وأخرى
وأسائل الأزقة الصغيرة
وعتبات المنازل وتلك الوجوه المعتقة بالسنين:
هل سيخبرني أحدهم عن حكاية تلك الأسطورة التي أتنفسها الآن ؟
ما أشد شوقي أن أتلمس وجودها قبل حتى أن تولد !
لا يكفيني إلا أن أطلّ
ولو لثوان مسافرا عبر الزمن
لأستعرض شريط حياتها الزمني
منذ أن كانت قبل الوجود .
***
لست مجنونا وأنا أحن لتلك الطفلة
التي نضجت الآن قبل نضج العنب .
أشتاق كثيرا :
لأن أتصور عبثها ولعبها
وأراقبها من بين كل الأطفال !
لو أعرف لعبتها المفضلة لأهديتها لها الآن نلعب بها سويا .
ربما أن دميتها موجودة آثارها في مكان ما
آه ليتني أجدها لأرويها من روحي لتعود طفلة مرة أخرى
لأحكي لها عن حبي لها وأنا لم أرها
لم يكن الزمان عادلا معي
إذ حرمني من استشفاف وقت من حياتها
مهما تحدثت هي عنه إلا أنه لا يرويني .
لماذا لم أكن جارا للقمر حتى أرنو إليه من شرفتي ؟
منذ أن كان هلالا حتى صار بدرا الآن
كوجهها الذي أتلمسه بيدي
ولا أمل من إشعاعه الساحر الآسر لعقلي وقلبي معا .
تتسع الدوائر في حبي لها
ماضيا لا أعرفه
وحاضرا لا أحيط به
ومستقبلا أجهله !
***
منذ ميلادها كانت لي ولم يكن منذ ميلادك أنتِ
أليست عابثة هذه الترهات التي تعبث بنا ؟
نستظل باليابسة ونسترق المطر بنظرة خائفة
تلك الأساور التي تكبلنا أمقتها
لكنها قوية لتجعل قلبي ينزف بلا فكاك
منذ أن كنت طفلا وأنا ألهو معك
أعيش معك بلا صورة.. ولا خيال
ولا عنوان!
.