ديوان الثقافة والادب ..
اتفق معك في تتبع جذور المشكلة وبدايات تبنيها..
ولعل العصر العباسي كان عصر ثورة معلوماتية سبقت الثورة الحالية..
في العصر العباسي اختبأت كل ترهاته تحت جناح الصحوة العلمية في شتى المجالات فلكا وطبا وعلوم وهندسة
وازدهرت ترجمة العلوم كما لم يسبق من قبل..
وظهر الكثير من علماء العرب والمسلمين في تلك الفترة
منهم من لازالت كتبه تترجم وتدرس في الجامعات الغربية حتى الآن..
ولهذا كان المجتمع مبهورا بالقفزات العلمية أكثر من تأثره بمواعظ الزهاد الملتوية..
أريد عصرا كالعصر العباسي ... متعدد الخيارات .. حتى لايجد أرباب هذا السخف مجالا للسيادة..
أريد علما يرتقي بنا ويفرد لنا مساحة على صفحات التاريخ...
كابن سيناء وابن البيطار وابن حيان وابن الهيثم والرازي وغيرهم ممن لا زلنا نتغنى بأمجادهم.
أريد خوارزميين آخرين تطبع لوغاريتماتهم على الموروثات العلمية ذات الطابع الاستمراري..
أريد دعاة كابن حنبل ورفاقه..
أريد ... أريد.. أريد... يبدوا أني مسهب في الأحلام..
كيف لا والسذج وأصحاب العقول الخدج تفترش بضاعتهم كل الأرصفة ..
سيدة الألق..
الخطأ ذو قطبين متصلين بالطرفين...
المؤلف لو لم يجد من يمجده وينقل سذاجته لتوقف عن الهراء..
والمتلقي متلهف لأي شيء في ظل ما نشهده من خواء فكري وعلمي..
سادت معه الخرافة وانتشرت الشائعة كالنار في الهشيم..
الساحة خلت من المفكرين فاغتيل المنطق بمروجي السذاجة..
وهنا استسلام تام وأوعية شرهة لتمتلئ ولو بالهواء..
سيدتي ديوانك وطني..
شرف لي أن تصافح كلماتي فكرك النير
ويدبج متصفحي منطق مدادك..
لك..كل المودة والتقدير