الرياض: الوطن
أوصت دراسة محلية حديثة تم الكشف عنها أمس، بتطوير مناهج العلوم الحالية في مختلف المراحل الدراسية، وإعادة صياغة محتواها بما يتلاءم مع المجالات والمعايير والمؤشرات في إطار التصور الإسلامي للثقافة العلمية، ومواكبة التوجهات العالمية المستقبلية للقرن الحالي.
وشددت الدراسة التي أعدها الباحث عبد العزيز بن عبد الرحمن العثمان، بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية" على ضرورة أن توجه مناهج العلوم لجميع الطلاب والطالبات، وأن تتيح قدراً من الثقافة العلمية لكل متعلم، مع الاهتمام بتنمية مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي التي توفر فرصة لحل المشكلات بطرق جديدة، بالإضافة إلى تطوير المهارات الحياتية لدى المتعلمين، واستخدام التقنيات المتقدمة، وإبراز جهود العلماء وتاريخ العلوم.
وطالب الباحث بالتأكيد على الجانب التطبيقي لمحتوى المناهج وكيفية الاستفادة منها في المواقف الحياتية، من أجل إيجاد طالب مثقف قادر على فهم المفاهيم والمبادئ الأساسية للعلوم والتقنية وطرق التفكير العلمي بحيث يصبح قادراً على استخدام هذه المعرفة وطرائق التفكير لأغراضه الشخصية والاجتماعية والاهتمام بتاريخ وطبيعة العلم والتركيز على جهود العلماء.
وكشفت الدراسة التي أعدها الباحث بجامعة الملك سعود التي أجريت على عينة عشوائية من طلاب وطالبات الصف الثالث متوسط عن انخفاض مستوى الثقافة والوعي العلمي لديهم،حيث لم تزد النسبة عن 43% بفارق كبير عن مستوى الكفاية والمقدّر بـ 75%.
وتبين للباحث أن مناهج العلوم في المرحلة المتوسطة قاصرة عن تحقيق متطلبات الثقافة العلمية، وأن نسب توزيع مجالات الثقافة العلمية في محتوى المناهج للصفوف الثلاثة المتوسطة تفتقر إلى التوازن داخل الصف الواحد وبين كل الصفوف،حيث يبدو بشكل واضح أن غالبية الموضوعات تندرج بالصف الأول متوسط تحت مجالي العلوم والحياة، وفي الصف الثاني تندرج في علوم الأرض والفضاء والبيئة، والصف الثالث في الكيمياء.
وأوصت الدراسة بإيجاد توازن في محتوى المناهج بين مجالات المحتوى المفاهيمي "فيزياء، كيمياء، علوم الأرض، الفضاء، علوم الحياة"، وبين مجالات العلوم الجديدة الخاصة بالتعمق "العلم والإيمان، البيئة، العلم والتقنية، العلم من وجهة النظر الفردية والاجتماعية، البحث والتجريب، تاريخ العلم وطبيعته"، وكذلك ضرورة النظر إلى عملية تطوير مناهج العلوم بأنها عملية مؤسسية تتطلب مشاركة التربويين العلميين والأكاديميين في جميع التخصصات العلمية والمختصين في مجالات الثقافة العلمية وأعضاء الجمعيات العلمية والباحثين في المعاهد والمراكز البحثية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمهندسين في الشركات الكبرى.