نعم بالفعل يا أبا عمر ... كنت أحتاج حقاً لمن يطلب مني أن أهدأ قليلاً
كي أهدأ وأبتعد عن كومة الغضب الذي انتابني وبشده
شيئين اثنين لا أستطيع حيالهما الصمت أو التحدث بسكينه
شيئين اثنين هما ماأحس خلالهما أن قلمي يكتب قبل أن ينطق لساني
شيئين اثنين هما ما تشتعل نيران الغضب في داخلي بسببهما حتى وكأنها ستصبح من مهلكاتي يوماً
هما التطاول على الدين
أو التطاول على العروبه
وأما الآن فأنا أزف اليك خبر أنني قد هدأت حقاً
ليس تلويحاً بالإنسحاب
ليس تنويهاً بالتخاذل
بل تصريحاً بالإقناع
كي أتحدث بعقل ... بمنطق
محسوس
ملموس
سأباغتك قبل أن تباغتني ..... بسيوف الحق ... بخناجر الصدق ... برماح الحقيقه
وإما أن أقنع ... أو أقتنع
سنتحدث قليلاً عن المؤامرة عن الخديعه عن الإبتزاز عن الغزو ...
عن الحشود عن تلك الجنود
عن التهليل عما جرى من تنكيل
عن عاصفة الصحراء ..
عن العواء ... عن صدى أصوات البكاء
عن الإغتصاب ... عن أناس كالذئاب
عن الإهانه ... عن جرم أصحاب الخيانه
عن التبجيل ... لمقام ذاك الدخيل
عن وعن وعن ........ ولكن
ستجف الأقلام ولو كان حبرها بحرا
وستنتهي الأيام ولو كان عمرها دهرا
ونحن مازلنا نتحدث عن تلك الحرب ... عن أطماع أعمت البصير عن الدرب
عن المهالك ... عن غزوا التتار للمماليك
عن وصمة عار في جبين كل عربي ..... غزوا الكويت
لن تكفي صفحات كل المنتديات للإلمام بكل تفاصيلها القذره
ولكن سنتحدث عن ماهو مفيد وما يكمن في صلب الموضوع ...سألت سؤالاً وسأخبرك... نعم سأخبرك ... كي تقتنع وتعرف أنني أتحدث من منطلق حقائق
في تلك الأيام وتقريباً قبل أربعة عشر عاماً كانت هناك طفله ... تلك الطفله كانت تسترق السمع دائماً من الكبار عن وحش بشري دخل الأراضي الكويتيه وانهال على أهلها قتلاً وتنكيلاً واغتصاب ... ولكنها لم تكن تعي مايقولون
أفلام الكرتون التي تتابعها لم تكن ترسم لها ماهي الحروب ولا القتل ولا الدمار
ولكن احساسها كان يخبرها أنه شيئ مخيف ... مرعب ... قد يسلبها حياتها
ويحرمها من أن تلعب بلعبتها مرة أخرى ... خافت ... انطوت .. ظلت تأتيها كوابيس ذلك الوحش وما قد يفعله حتى في نومها
فكيف لها أن تسلم من تلك الكوابيس وهي ترى الكبار يرتعبون من ذكرها
كيف لها أن تنسى صرخات الكبار بأن ذلك الوحش سيطال تدميره بلدتها الصغيره
كانت تسمعهم يقولون أن سيل من الغازات السامه سترسل علينا
تسمعهم وهم يقولون أن صواريخ سقطت في مدينة الرياض
وكانت تشاهد أباها وهو يصف منظر تلك القوات المحشوده على الحدود السعوديه اليمنيه .... بل كان يأخذها مع باقي إخوتها لترى القوافل العسكرية وهي تمر أمامها متجهتاً نحو الحدود .... ترى الترقب والخوف في أعين الجميع... فكيف لها أن تنسى او تتناسى!!!
وفي يوم هو على ما تذكره كان يوم الخميس من شعبان من عام 1411هـ
سمعت بشرى ساره ... فقد دحر ذلك الوحش وهزم وطرد كما تطرد الكلاب
فعاد لها سكونها ... مع بعض التوجس
لن أسهب في هذه الأقصوصه ... وسأذكر المهم
المهم أن هذه الطفله كبرت ... ولكن رعب الطفوله مازال يرافق برائتها
فتذكرت مقوله كان يرددها أباها كثيراً وهي لتتخلص مما يخيفك عليك بمواجهته
وكي تستطيع مواجهته قررت أن تعرف عنه كل شيئ ... قررت أن تتعلم
تقرأ
تتثقف
في ماهية الحروب .... سياسات بعض الحكومات .... استراتيجية التعامل بين الدول
وخرجت بملخصات تعتبرها عظيمه ... لأنها حقيقه لا تغلفها اهواء أو مطامع
حقيقه ضمتها أغلفة الكتب الغليظه ... وليس أنامل أحد من ينتمي الى تلك الأحزاب المتناحره
عرفت أن ذلك الوحش يدعى صدام حسين أحد قادة البعثيين ولكن مع الأسف لم تعرف حتى الآن لماذا اطلقوا على أنفسهم هذا اللقب مع أن أعمالهم تدل على أنهم لم يدركوا ماهو البعث ... ماهو الحساب
عرفت أن هناك كانت حرب ... أستعملت كل أساليب الخسة والدنائة والبعد عن أجل قيم الإنسانيه كأسلحة لها ... باعتبار الكويت على حد المزاعم محافظة عراقيه
عرفت أيضاً أن الغازات السامه التي سمعت عنها في طفولتها هي نفسها الغازات التي أبادت الكثير من شعب الأكراد
عرفت ... وعرفت ... وعرفت الكثير ... عن طريق الكتب المطبوعة من بيروت لا القنوات الخارجه منها
وقبل ان أكمل عليك معرفة من هي تلك الطفله ؟؟؟؟؟؟
هي أنا.... هي الريــــم
وسأذكر لك نبذه عن ما ما زالت ذاكرتي تحمله من تحليلات واستنتاجات لم تأتي من فراغ
مقامنا هذا لا يستوعب أن نذكر ما فعله صدام وجنوده الأوباش ولا ما فعلته السعوديه ولا مصر ولا اليمن ولا الأردن ولا السودان ولا حتى أمريكا
مقامنا هذا يكفي لنذكر ما دور عرفات في ذلك الغزوا اللئيم وأيضا الرئيس اليمني بشيء موجز
ولنأخذ محورين هنا أساسيين من أجل المقارنة... هما :
الأول هوالغرض من تأييد علي عبدالله صالح لصدام في غزوه للكويت
والآخر هو الغرض من تأييد ياسر عرفات لنفس الشيء
كلاهما تصور لهما صدام في صورة مارد الفانوس الذي تستطيع بكلمات أن تملك ما تريد
علي عبدالله صالح كان يريد من هذه الأسطوره أن تعيد له ماسلبته السعوديه من أراضي مزعومه ...بعد أن وعده صدام بذلك... فخرج على أمل ذلك اليمنيون وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا صدام .... ومازالت تلك الهتافات الفارغه وبال عليهم الى الآن
أما الرئيس ياسر عرفات فكان كالغريق الذي لم يجد سوى قشة يتعلق بها من أجل أمل في الحياة
أفتقد كل شيئ مضى ... إفتقد أن يعود للعرب رجل كالملك فيصل ذلك المحنك التي تهابه حتى اسرائيل ...افتقد حافظ الأسد , أنور السادات ... إفتقد أن تعود حرب العاشر من اكتوبر ... افتقد أن تعود عناقيد الغضب من جديد
فكيف له أن لا يتعلق بذلك البصيص حتى لو كان شعاعاً يرى ولا يلمس... يلوح هناك في الأفق البعيد بأن شلالات الدم ستتوقف من تحت رجليه
وأنا صبرا وشاتيلا ستجد من لديه الوقت لتجميع أشلائها كي تدفن كباقي الأشلاء البشريه
وبأن الحجارة ستعود العاباً بيد أطفال نسوا طعم البرائة
وبأن الأجنه سوف لا تخاف بعد ذلك من الخروج الى النور
ألا يحق له بعدها أن يتعلق بتلك القشه ... خاصاً وأن صدام قايض خروجه من الكويت بخروج اليهود من أرض ثالث الحرمين ... وخاصاً أن صدام كان يعتبر التهديد الوحيد لإسرائيل في المنطقه ... وخاصاً انه أرسل صواريخ حقاً على المستوطنات الإسرائيليه
قلي بالله عليك ... هل قام أحد من العرب حينها بتلك المغامره أو فكر مجرد تفكير بذلك ... بل إنطلق الأغلبيه يعترفون بوجود إسرائيل كدولة ... لا بل تطاولوا ليوقعوا معها مواثيق سلام ... ومازال العلم الصهيوني يرفرف في بعض العواصم العربيه ... خذ عندك الدوحة مثلاً !!!!!
فقد كان أمام عرفات أحد خيارين أحلاهما مر
أما التضحية بالأخ ( الكويت)
أو التضحية بالإبن ( فلسطين ) ... فكان خياره التمسك بالإبن
قد يكون أخطأ في ذلك .... لا بل حقاً قد أخطأ
ولكن خطأه لم يكن لإرضاء جشع نفسي مقيت كما كان غيره
أنما جاء ذلك الخطأ من أجل أمة أرضعت فيها الأم طفلها دماً لا حليبَ
كانت هي الزلة الوحيده في تاريخ ياسر عرفات وحكمه لفلسطين ... فلتقرأ أخي أبو عمر عن تاريخه الباقي ... ولتعرف أنك تتحدث عن رجل في زمن قل فيه الرجال
عمر بأكمله وهو يناضل من أجل شعب ... ولتنظر الى ملابسه... الى بيته ... الى ما يأكل ... وعلى ما ينام ... هل ستجد مقارنة هنا مع ما يعيشه الرؤساء الأخرين
وستتدرك حينها أنك تتحدث عن ملك بقلبه ... ليس بمظهره !!!
لا أعرف .... هل من نتحدث عنه الآن حي أم أصبح من الأموات؟؟؟؟؟؟
جنوني يكاد يعود لي !!!
أختــــكم الريــــــم