يذهب في صباح يوم شتوي مبكرآ...يكسوه فرح أمل بجود شمس تغتصب وحشته..
كونه لايسير إلا في طريق مشمس..فالبرد يكسر جسده الذابل...وبصره الضرير لايتكئ إلا على ضوء..
فمن بعد تسطل بنوم مميت وراحة مضنية نهض ماسحآ بالرجاء عينيه...يطوقه كسل مخنوق بالأمل...
خرج متجشمآ الحياة تقدمآ ومستمتعآ بأضواء الأنس الباثقة بجوفه حياة لايرى سواها..
انتصف طريقه المكلل بعبير النور..ولكنه انتفض على غيمة سوداء تهزم الضوء وتستحل المكان ظلامآ..
صرع تخبطآ في ويسير إلى خلف الأمام معتصرآ نفس ركوده..ومتمشيآ نحو لا شئ.
عثر بحفرة عميقة الموطن..سقط تجرحت ركبتيه من إنثناءه على صخرة وشمر عن ساعد نجاته الضعيف
لينهض ويسقط ويمسك بشفير مكان يجهله وتخدش ساعديه بألم ويصرخ داخله لايريد أن يشمت به المارة..
لم يسعفه مسعف..
يخرج ويسير كعادته متجشمآ الأمل بعودة الضياء..ويحقره الجميع ويهزأون بغباءه
كيف خرج هذا الأعمى من منزله؟؟
وقواه تتساقط حلمآ حلمآ...حتى هطلت عليه سماء الإنهيار بنفسها وسقط يتقصف الرصيف..
غفوة موت..يرى الشمس تنحني عليه فينهض..لاشئ
يغفو..يراها..ينهض..لاشئ
تراءت له كثيرآ...فآمن حد الجزع بأن الشمس ستأتي..وبأنه في غيبوبة لاغير
يزورها في نومه كل غفوة.
انتصف النهار...ذبل الدفء....وهو ماكث نحوه
ستشرق الشمس ...ستشرق...ستشرق..
ولكن من الغرب هذه المرة...يا للغباء
ظل ينهمر منه نحو التمني...و......ظل..