الفاتيكان - رويترز


في خطوة دفاعية تجاه انتقادات لأوساط إسلامية ومسيحية، قالت الصحيفة الناطقة بلسان الفاتيكان الثلاثاء 25-3-2008 إن تعميد البابا بنديكت لمسلم إيطالي تحول إلي المسيحية في مطلع الأسبوع والذي أثار ردود أفعال غاضبة في العالم الإسلامي ليس تصرفا عدائيا.

وفي تحرك مفاجئ قام البابا بتعميد مجدي علام المصري المولد، وهو صحفي معروف ومنتقد قوي للإسلام، اثناء قداس عشية عيد القيامة في ساحة القديس بطرس ليل السبت أذيع تلفزيونيا في أرجاء العالم.


وقال معلقون مسلمون إن كتابات علام المعادية للاسلام وتعميده على يد البابا، والذي حظي بالعناوين الرئيسية لوسائل الاعلام، أثارا توترات بين المسلمين والكنيسة الكاثوليكية وألقيا بظلاله على حوار تم الاتفاق عليه مؤخرا بين الكاثوليكية والاسلام.

وفيما يبدو انه رد فعل على هذه الانتقادات، نشرت صحيفة لوسيرفاتوري رومانو الناطقة بلسان الفاتيكان مقالا افتتاحيا في صفحتها الأولى يجادل بأن اللفتة التي صدرت عن البابا كانت تعبيرا عن الحرية الدينية، وانها بالتأكيد ليست موجهة الي الاسلام.

وكتب جيان ماريا فيان رئيس تحرير الصحيفة "لا توجد أي نوايا عدائية نحو دين مهم مثل الاسلام. لقد أظهرت الكنيسة الكاثوليكية على مدى عقود كثيرة استعدادها للتعامل والحوار مع العالم الاسلامي رغم آلاف الصعوبات والعقبات".

وأكدت الصحيفة أن "الفاتيكان ما زال ملتزما بالحوار مع الاسلام، وأن الصعوبات والعقبات يجب ألا تغطي على القواسم المشتركة والكثير الذي يمكن أن يتحقق في المستقبل".

لكن منتقدي التعميد تساءلوا لماذا اختار البابا تسليط الضوء على تحول علام المعروف في إيطاليا بهجماته على الإسلام الى المسيحية.

وقال عارف علي النايض، وهو أحد الشخصيات الرئيسية ضمن مجموعة تضم أكثر من 200 من العلماء المسلمين أطلقوا الحوار مع الفاتيكان وكنائس مسيحية اخرى، إن الفاتيكان حول تعميد علام إلى "أداة لادعاء النصر وتسجيل النقاط".

وأضاف النايض وهو مدير المركز الملكي للبحوث والدراسات الاسلامية في العاصمة الاردنية عمان في بيان الاثنين ان المشهد بأكمله يثير تساؤلات حقيقية عن دوافع ونوايا ومخططات بعض مستشاري البابا بشأن الاسلام.

وعبر خبراء الكنيسة بشأن الإسلام في احاديثهم الخاصة عن القلق من أن رسالته قد تؤدي الى احتقان العلاقات بين الديانتين.

وتدنت العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم الاسلامي في عام 2006 عندما القى البابا محاضرة في روزنبرج بألمانيا، أشار فيها ضمنيا الي انه يعتقد أن الاسلام ينزع الي العنف ويفتقر الي العقلانية.

واحتج المسلمون في ارجاء العالم، وسعى البابا، الذي قال انه لا يتفق مع الامبراطور البيزنطي الذي اقتبس كلماته، الي اصلاح الامر بزيارة المسجد الازرق الشهير في اسطنبول والصلاة باتجاه مكة مع إمامه.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، اتفق الفاتيكان مع شخصيات إسلامية بارزة على تأسيسس حوار رسمي دائم لتحسين العلاقات.