بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وانتم بخير
ايها الاحبة بعيدا عن المحسنات وبعيدا قليلا عن الخيال اريد ان انبش ذاكرتي
واتمنى ان الكل ينبش معي وخاصة ( الجوازنه )
اريد ان نرجع قليلا الى الوراء بذاكرتنا فالماضي لا يريد وصفا بديعيا او خيالا مجنحا يريد
فقط ذاكرة وفية وقبل هذا نفس محبه لعاداتها وتقاليدها مطبقة لها
هل تذكرون يا احبه قبل عشر او خمسة عشر عاما من الان
كيف كانت مناسبة العيد عندنا في منطقة جازان ؟؟
كيف كان استعدادنا لها ؟؟؟
كنا اطفالا في العاشرة او اقل
اذكر كيف كنا نصر على صلاة الفجر من اجل ان نذهب الى صلاة العيد
في الوادي او مصل العيد كان كل واحد منا
متوشحا جديده ذاك الزمان
وهو اما ان يكون ( مصنف ) و ( شميز)
او ثوبا بياعيا
كنا نذهب من اجل الاستمتاع باللعب بالمفرقعات ( الشحات ) في
ذلك الوادي الفسيح كنا نشعر بسعادة لا تضاهيها لذة
كان النساء يصحين مبكرات من اجل اعداد وجبة الفطور التي نتناولها بعد الصلاة
النساء في ذاك الزمان لم تكن لديهن استشوارات لكي يزين شعرهن بها
كن يزين شعرهن بالظفر والحسن والطيب والخطور ( العضية )
وكانت تلبس ثوبا عاديا او مطرزا
لكنها كانت تضاهي عشرات الفتيات في جمالها الطبيعي الذي لم تداخله صناعة او تصبغ وتلطخ
لم تكن تلبس البلوزة والتنورة او التي شرت او الكاب او البنطلون الذي يعلو الركب او الجنز الفرنسي الضيق
كانت في قمة حشمتها وفي كامل اناقتها بروائحها العطرة الطيبة التي تذهب بلب اعقل الرجال واحزمهم
كنا نجتمع كل افراد القرية بعد اداء الصلاة لتناول طعام الافطار في منظر مهيب يبعث على الالفة والنقاء
والصفاء والتراحم
بعد ذلك نذهب للتعييد على كل من عرفهم
كنا نشعر بطعم العيد الحقيقي ولذته لأننا كنا بسطاء في كل شئ
في مأكلنا وملبسنا في ارواحنا ونفسياتنا
كنا نتبادل التهاني يدا بيد حضنا بحضن قلبا بقلب
اما اليوم اصبحنا دمى متحركة تصيرها التكنولوجيا الزائفة
حتى في اعظم مناسباتنا
فلا الشباب او الاطفال يذهبون للصلاة او يستيقظون لها الا من رحم ربي
بسبب السهر على التكنولوجيا
لم نعد نجتمع للأكل مع بعض الا ماندر
ذهبت لذة العيد وبهجته فالان قد يقضى الواحد منا معظم ساعات العيد في النوم
او في مجالس ( القات )
اين تلك الاكلات الشعبية التي تعودنا عليها اختفت لتحل محلها الوجبات الخفيفة
لأن سيدة المنزل ما زالت نائمة
والفتيات لا يعرفن
كيفية حتى تحضير القهوة
هل يا ترى سيأتي يوم تعاد فيه ذكرياتنا الجميلة ليس لمجرد التذكر وحصرها في الذاكرة
ولكن للتطبيق ؟؟؟؟
ماذا بقي من العيد ؟؟؟ هل هو اسمه فقط ؟؟؟؟
خاص بالاخوة الغير العارفين للهرجة الجيزانية
المصنف هو ازار يأتزر به الرجل
الشميز هو قميص او جاكيت يلبس على الازار
الظفر هو مادة عطرية تسحق وتوضع على شعر المرأة
الحسن ايضا مادة عطرية لها لون احمر ورائحة جميلة
الطيب مجموعة من المواد العطرية تسحق وتخلط بالماء وتوضع في الشعر
الخطور نباتات لها روائح عطرية زكية جدا توضع في العضية
العضية عملية تزيين لشعر المرأة توضع فيها الحسن والظفر والخطور مع تسريح الشعر بطريقة معينة
وكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــل عــــــــــــــــــــــــــــام وأنــــــــــــــتم بخـــــــــــير