من حسنات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما أكثرها تنظيم "المهرجان الوطني للثقافة والتراث" على ثرى "الجنادرية" منذ ثلاثة وعشرين عاماً، حافلة بالنجاحات المتوالية لحرسنا المقدام الذي أثبت أنه سياج الوطن وحامي حماه، وفي ذات الوقت يحمل مشعل التنوير والثقافة ويعكس الصورة المشرفة لحضارتنا ومأثوراتنا للعرب وغيرهم في أنحاء العالم.

ولإعجاب المواطنين وقناعتهم بهذا المنجز الكبير.. بادرت مناطق المملكة إلى إقامة نماذج لقرارها وأنماط مبانيها وصناعتها التقليدية وألوان ثقافتها وفنونها الشعبية بمقر المهرجان بالرياض "العاصمة" وبذلك تجسدت صورة الوطن الواحد، وسهلت على ضيوف المملكة وزوار المهرجان التجوال للاطلاع على كل ألوان الطيف الوطني، والحصول على معلومات ثرية ما كان لها أن تجتمع في مكان واحد إلا بهذا الالتفاف والتكاتف والترابط الذي أسس وحدته وأرسى بنيانه ورفع صرحه الملك العظيم عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - .

ولا جدال في أن المهرجان زمانا ومكانا ومنتجا، بمرور السنوات أصبح أحد أبرز معالم النهضة السعودية الذي تتحدث عنه الأوساط الدولية والمحافل العالمية بإعجاب وتقدير، والأمل في القائمين عليه أن يكونوا من "الحرس الوطني وأمانة منطقة الرياض والهيئة العليا للسياحة" فريق عمل يفعل هذا المكتسب ويستثمره ويصونه ويفتحه على مدار العام وبخاصة في عطلة كل أسبوع والإجازات المدرسية أمام المواطنين والزوار لقضاء أوقات الفراغ في أجواء تراثية وثقافية وترفيهية وهذه الخطوة إلى جانب تلبيتها حاجة الأهالي ستكون من عوامل الجذب السياحي.

إن مرور قرابة ربع قرن على قيام المهرجان منذ كان سباقا للهجن ثم تطور إلى صورته الباهرة المتكاملة الآن، قد أثبت الجدوى وسلامة الهدف، وحبذا لو ثُمّن ما أنفق عليه من أموال، وما بذل له من طاقات، بتوظيفه سياحيا واقتصاديا وثقافيا.. لا أن تقتصر الفائدة منه على أسبوعين فقط من السنة فهو الجدير أن يفتح أبوابه على الدوام، ويدار بحرفية ذات جودة عالية لخدمة الصالح العام.