كيف يخرج المسيح :
ان المسيح الدجال كما هو معروف من الحديث الذي ورد في صحيح الامام مسلم أنه محبوس الى الآن في جزيرة من جزائر البحر وأنه كان حيا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه رجل عظيم الخلقة رآه تميم الداري ومن معه من الناس ثلاثون رجلا رأوه وحدثوا الرسول صلى الله عليه وسلم لأن سفينتهم لعب بها الموج وألجأهم الموج الى جزيرة ولما نزلوا الجزيرة رأوا الجساسة وهي الدابة كثيرة الشعر فخاطبتهم وقادتهم الى الرجل العظيم الموثق بالسلاسل داخل الكهف ودخلوا ورأوه رجلا عظيما موثقا بالسلاسل وحصلت محاوره بينهم وبينه وأخبرهم أنه الدجال وانه سيخرج من غضبة يغضبها فستتحطم السلاسل ويخرج يعيث فسادا في الأرض ويخرج من جهة المشرق وهنا اقول قضية مهمة جدا بعض ضعاف الايمان سيقولون أن الأقمار الصناعية ما تركت مكان إلا ومسحته بهذه الأجهزة المعقدة الدقيقة جدا وأنه لا يمكن أن يوجد دجال وأن هذا كله خرافات أقول أيها الأخوة أن هؤلاء المساكين ضعاف الايمان المفتونين بالتقدم العلمي بحيث أنهم جعلوه صنما هل فعلا أن هذه الحضارة الغربية كشفت كل شبر في الأرض ألا يزال هناك مواضع على اليابسه ما وطئتها قدم حتى الآن أليس هناك مغارات وكهوف لا يدرى ما فيها حتى الآن أليس هناك في قاع المحيطان لا يدرى ما فيها حتى الآن فلماذا اذا تقديس التقدم العلمي والتكنولوجي لدرجة أن ننفي أحاديث الدجال كما يفعل بعض الناس هؤلاء الناس مفتونين فعلا يكذبون النصوص الشرعية فما زال العلماء الى الآن يكتشوف ما على الأرض فالقضية ما انتهت ثم الله الله عز وجل قادر على أن يعمي عليهم وجود الدجال في جزيرة من جزر الأرض .
خروج الدجال :
يقول الدجال للناس أنا ربكم يدعي الربوبية وهنا يعلم المؤمنون أن ربهم ليس بأعور ولو أن هذا الدجال لو كان ربا لعالج نفسه ولأذهب العور عن نفسه ثم أن الله جعل لهذا الدجال امكانات كثيرة وبسببها تحصل الفتنة ومنها كما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن اسراع الدجال في الأرض فقال : "كالغيث استدبرته الريح " كذلك تكون سرعة الدجال سيتجول في أقطار الأرض كلها وقال صلى الله عليه وسلم "ليس من بلد الا سيطؤه الدجال الا مكة والمدينة " ومن فتنة الدجال قوله صلى الله عليه وسلم "معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار " وقال "إن معه ماءا ونارا فناره ماء بارد وماؤه نار " وقال" وأنا لأعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجيران أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج فاما أدركن أحد فلياتي الذي يراه نارا فالمسلم لو راى هذا المثل ماذا سيفعل يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " فلياتي الذي يراه نارا وليغمر ثم ليطاطا راسه في النار هذه فيشرب منه فانه ماء بارد لكن من الذي سيفعل؟؟ إنه أعور وإنه ليجا معه سلسال الجنة والنار فالذي يقول إنها الجنه هي النار " وقال صلى الله عليه وسلم " فاما الذي يراه الناس ماءا فنار تحرق فاما الذي يراه الناس نارا فماء بارد عذب فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب فلذلك قال عليه الصلاة والسلام يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن دخل نهره وجب وزره وحط أجره ضاع أجره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره ثم إنما هي قيام الساعة وكذلك ورد أن معه جبل من خبز وطعام وأن الدنيا فيها مجاعة وأن الناس سيتبعونه من المجاعة لكي يحصلوا هذا الطعام الذي عندهم وأن هذه الفتنه لن تضر المؤمنين بأذن الله وكذلك أخبر أن الجمادات ستستجيب لهم والحيوانات قال عليه الصلاة والسلام " سيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به أنه هو الله ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر بأذن الله والارض ستنبت وتخرج الكلأ فتروح عليهم سارحتهم (ماشيتهم على هؤلاء الناس الذين أمنوا بالدجال) أطول ما كانت يرل قامه و ارتفاعا وأسبغه ضروعا (ممتلئة بالحليب) وأمده خواطر (من السمن ) ثم يأت القوم فيدعوهم فيردون عليه حوله (أي يكفرون به )فينصرف عنهم فيصبحون موحلين (قحط ) ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها …. النحل "وأن من فتنته أنه يقول للأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك فيقول نعم فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بني إتبعه فإنه ربك "وأن من فتنته أيضا أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول الدجال للناس : أنظروا الى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله وليس الدجال لكن يري الدجال انه بعثه وفعلا يلتئم الشقان فيقول الخبيث من ربك فيقول ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال وهنا نأخذ درسا أيها الأخوة أن الدجال اذا كان يتعاون مع الشياطين في ذلك الوقت لاضلال الناس أفلا يكون حري بالدعاة الى الله عز وجل أن يتعاونوا مع بعضهم لهداية الناس اذا كان الدجال والشياطين يسخرون قدراتهم وامكاناتهم مجتمعة لكي يضلوا الناس افلا يكون حريا بنا معشر الدعاة الى الله أن نتعاون معا ونتكاتف معا وتتعاضد جهودنا معا لتصب في مصب واحد وهو ارشاد الناس الى الله عز وجل .
اتباع الدجال :
أما اتباع الدجال فإنهم أصناف قال عليه الصلاة والسلام : أكثر اتباع الدجال اليهود والنساء وقال : ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة (واد قرب المدينة ) فيكون أكثر من يخرج اليه النساء حتى أن الرجل ليرجع الى حنينه والى أمه وابنته واخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج اليه (أي ان الرجل المسلم العاقل يذهب الى نساء بيته يربطم مخافة أن النساء يخرجون للدجال ) فيؤمنون به ويقعون في فتنته وقال صلى الله عليه وسلم يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسه (نوع من اللباس على الكتف يزين البدن كله ) اذا الدجال يتبعه يهود ويتبعه رجال ونساء ولكن النساء أكثر وكذلك يتبعه من العجو أقوام كثيرون ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (يتبعه أقوام كأن وجوهم المجان المطرقة أو المطّرقة (والمجان جمع مجن والمجن هو الترس والمطرقة أو المطّرقة )هي صفة لهذه التروس أي أن وجوه هؤلاء الأقوام الذين يتبعون الدجال عريضة وأنها مكتنزة لحما شببها بهذه التروس وهؤلاء منهم عجم ومنهم ترك ولكن منهم أيضا من العرب من يتبع الدجال وهنا أيها الأخوة نلاحظ أمرا وهو تواطؤ اليهود مع الدجال الذي جاء أنه يهودي أيضا وهذا يبين أن دور اليهود لا ينتهي الى قيام الساعة وانهم يريدون أن يهيمنوا على العالم ويسيطرون عليه ولذلك اليهود في عقيدتهم أن المسيح الدجال أسمه المسيح بن داوود كما اننا نحن نؤمن أن المسيح كافر اليهود يؤمنون أن المسيح الدجال اسمه المسيح ابن داوود وانه يخرج في آخر الزمان وأنه يرد اليهم الملك ولذلك ينبغي أن نحذر من اليهود في كل عصر وفي كل وقت وأن نعلم بأن اليهود هم أعداؤنا دائما وابدا وأن اليهود كما وضعوا السم للرسول صلى الله عليه وسلم فمات مسموما في ذراع الشاة التي قدمها اليهود له فإن مؤامراتهم على الاسلام لا تنتهي وأنه سيكون من آخر مؤامراتهم أنه سيخرج منهم فقط سبعون ألفا يتبعون الدجال ويقاتلون مع الدجال وهذا شأنهم لأنهم أعداء الله عز وجل الذين أعرضوا عن دين الله فأضلهم الله تعالى ومن أتباع الشيطان أيضا الأعراب وهم من عوام الناس وجهلة الناس ويدل عليهم حديث الأعرابي الذي ذكرنا في احياء الدجال لابيه وأمه بقدرة الله عزوجل وهنا نقف وقفات ونقول
أولا : أن النساء لابد أن يكون لهم نصيب عظيم من الاهتمام بالتربية والتعليم وأنه نتيجة فشو الجهل من النساء وغلبة العاطفة لديهن أنه يحدث منهم انجرافات وانحرافات كثيرة ولذلك على المرأة المسلمة أن تتقي الله عز وجل وأن تحرص على تعليم نفسها وتربية نفسها على الاسلام ونحن علينا أن نحرص على نسائنا أخوات وأمهات وعمات وخالات وجدات ونربيهن ولأنه بسبب عدم تربية النساء تحصل شرور كثيرة ومنها على سبيل المثال الشرور التي ستحدث من اتباع كثير من النساء للدجال وذلك لأنها تعيش في جهل وغفلة ولذلك تفتن به ولكن لا شك أنه ستصمد من النساء خيرات كثيرات وكذلك إننا نعلم درسا من هذه القصة وهي أن عوام الناس الذين يغلب عليهم الجهل والغفلة يسهل خداعهم بشكل كبير لأن العوام مشكلتهم أنهم لم يتربوا على الاسلام ولذلك ينبغي الدعاة الى الله عز وجل تضبيط توجيه كثيفين نحو العوام فإنه يحصل من العوام اذا لم يضبطوا فتن كثيرة ولذلك لا بد أن يقوم العلماء ليلتف العوام حولهم ولابد أن يقوم طلبة العلم والخطباء وأئمة المساجد والناس الأخيار وأهل الدين والدعاة والمربون لابد أن يظهرون بين الناس لابد من وجود قدوات يلتف حولها العوام وكذلك لابد من وجود تكثيف للاعلام الاسلامي لتوجيه العوام وضبطهم ولذلك لابد من وضع خطط اسلامية لاحتواء العوام وتوجيههم وتوضيح القدوات لهم وتربيتهم على الاسلام وكلما تربى الشعب أكثر كلما حصل الهدوء والطمأنينة في البلد أكثر.
والدجال لن يسمح له بدخول مكة والمدينة قال الرسول صلى الله عليه وسلم "على انقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال " وقال " لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان وأنه يمكث في الأرض ولا يقرب أربعة مساجد المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى ومسجد الطور " وقال صلى الله عليه وسلم يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى اذا جاء دبر أحد (وفي رواية انه يصعد أحد ويرى من بعيد ويقول لمن حوله أترون القصر الأبيض ويقصد المسجد النبوي ) حتى اذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام هناك يهلك هناك يهلك " وقال "ليس من بلد الا سيطؤه الدجال الا مكة والمدينة وليس نقب من انقابها الا عليه الملائكة حافين تحرسها فينزل في السبخة (وفي رواية يأتي سبخة الجرب ) فيضرب رواقه (أي ينزل ويعسكر هناك) وفي رواية حتى ينزل عند الضريب الأحمر (موضع قرب المدينة ) عند منقطع السبخة (وهي الأرض المالحة التي لا تنبت نباتا ) فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ويخرج اليه منها كل كافر ومنافق (أي ان المدينة ومكة فيها كفرة فيها ملحدين فيها سراق صلاة فيها مستهزئين بالدين اذا عندما يأتي الدجال فلا يدخل مكة والمدينة فترجف الأرض فيخرجون الى الدجال لابد أن يفتنوا لانهم كفار ومنافقون فيبقى صلحاء الناس في المدينة ومكة كالحصن الحصين لا يستطيع الدجال أن يدخلها ) ولذلك جاء في حديث تميم الداري لما وجدوا الدجال مربوط موثق وحدثوه فحدثهم فقال لهم إني يوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية في الأرض الا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة وهما محرمتان علي كلتاهما كلما اردت أن ادخل واحد منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإنه على كل نقب منها ملائكة يحرسونها وهذا يعتبر ايضا من فضائل مكة والمدينة وهذا يدل على أهمية الأماكن المقدسة في صد أعداء الاسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وضح ان لمكة والمدينة مناقب وأن لها أدوار في صد أعداء الاسلام لذلك لابد من العناية بالاماكن المقدسة وحمايتها وصيانتها عن كل كافر وعدو وعن كل شر وفتنة وعن كل شيء مخالف للدين وأن الحجاز أرض مباركة جعل الله الايمان يأوي اليها لذلك فإن الاجرام في مكة والمدينة ليس كغيرهما من البلدان
مدة مكوث الدجال :
مدة مكوث الدجال اربعين يوما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل ما مكثه في الأرض قال : أربعون يوم يوم كسنة (أول يوم من الاربعين يوما يمر كسنة ) ويوم كشهر (اليوم الذي بعده يمضي كشهر ) ويوم كجمعة وسائر ايامه كأيامكم "
ما معنى اليوم كالسنة ؟؟ نحن الآن نمكث في السنة 365 يوما واليوم الاول من الاربعين من طلوع شمسه الى انقضاء اليوم يمر كانقضاء السنة في الطول وهنا انتبه الصحابة الى مسألة مهمة قالوا يا رسول الله فذاك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة اليوم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تكفي ولكن اقدروا له قدره (يعني انظروا كم بين الفجر الظهر في الايام العادية سبع ساعات فاذا ظهرت الشمس في اليوم الذي سيظهر فيه المسيح الدجال وهو اليوم الاول من الاربعين اجلس سبع ساعات ثم صل الظهر وان كانت الشمس مازالت ظاهره ثم كم بين الظهر والعصر مثلا ثلاث ساعات فزد بعد صلاة الظهر ثلاث ساعات وصل العصر وهكذا تقدر بين العصر والمغرب وبين المغرب والعشاء وبين العشاء والفجر الذي بعده ويصلي المسلمون الصلوات بالتقدير في ذلك اليوم الذي يمر في بطئه كالسنة حقيقة لا مجازا وانظر الى تكامل الشربعة فالشريعة تصلح لكل زمان ماذا استفاد العلماء من هذا الحديث انتم الآن تعلمون في القطب الشمالي والقطب الجنوبي مثلا يكون فيه النهار ستة أشهر والليل ستة أشهر افرض أن مسلما وصل هناك وعاش هناك أو أسلم ناس في ذلك المكان كيف يصلون وعندهم ستة أشهر نهار وستة أشهر ليل فليس عندهم زوال الشمس وغروب الشمس حتى يعرفوا الاوقات فكيف يصلي المسلم الآن الذي يعيش في القطب الشمالي لقد أفادنا معرفة حديث الدجال هذا كيف نصلي وذلك بالتقدير وهنا يظهر حرص الصحابة على العبادة وتصحيحها وهو أمر يفوت أكثر الناس الآن )