رابعة ليل حالكة الخوف..
قحط المسير يدمي أقدام الزمن...
وعند الثانية عشر عمرآ..
بدأ يعزف وبشدة...إنه عازف الظلام..
كل ماحولي أخرس آذان قلبه..خشية الإستماع..سوى أنا
توكأت على جذع الوقت وكنت أستمع بلهفة أمقتها ...ولكن أستمتع إنتحارآ
تغلغلت الموسيقى الصاخبة إلى داخلي ..وشربتها حتى ثمالة هاوية..
بدأت تأكل العظم واللحم بإحساسي المتصلب ..
جف الضوء بلا فاعل..
وبت ألعق بعض الظلام وأسف الحيرة
اضمحلت مني روحي..وتفتت أقدام جرأتي..
لم يبق إلا أنفاس قليلة أتكئ عليها..
تلك الموسيقى..وأدت نبضاتي البريئة..
و بين أروقة يدي.. بذرة قلب

غرستها بآخر قوة ..بعد التهالك..وسط تربة صدري اللا خصبة

وبعد زمن احتياج..
بزغت بعد أن أرويتها سنين عمري...شهدآ
نبتت عصفورة خلف أسياج أضلاعي...يا لروعتها
علمتها النشيد..بحنكة الخبير..
فتجاوزتني بفنها وصوتها المثير..
لفحت الظلام بزقزقة نور..فأردته للمجهول..
ملأت روحي بنغمات راقصة بصوت مخملي الحنان..
سقتني سلاف الحياة بكأس من زمرد الطيب..
جفناها كسلا كقطرة ماء تتهادى على سطح خشن..
وجسدها سفينة ياقوت عائمة في بحر ذهبي..
ووجهها صباح يستعير النجوم..لاينقشع
وبسمتها شمس تسترق النظر من خلف الغيوم..
وقلبها صف من جنود الحب ينتظر الهجوم..
وكلها ..معجزة لا تأتي في الحياة إلا هي ..واحدة
ريش وفاءها لؤلؤ مصفوف على يد طفلة شقراء ..
عزف الظلام جعل من أضلاعي نتوءات لتنام فوقها..

أما أنا أعطيت عصفورتي.. كلي كهدية...لا رجعة فيها
حكتني عليها بلباس مرمري لم يصنع لغيرها..
بمقاس لا يطابق أحد غيرها..
أنسدل عليها كشلال عاتي الحنان..في صيف لهفة حارق
وبعناية فائقة ينسكب حرير روحي فوقها لاثم لها..
تتحسسني لبوس أمان لكل ما هو بها..
تفاصيله منظومة على رغباتها وأكثر..
لا يزول من عليها إلا حين يهترئ ويتقطع موتآ..

أيا عصفورة تترنح داخل أحشاء كلماتي..

سأظل أتلبسك...