ماقيل عن الدجال في هذاالموضوع فيه الكفاية
وماكان دخولي هناإلالكي أوضح كيف يشتق اسم المفعول من اسم الفاعل ؟
لايعرف ذلك إلامن كان له باع طويل في أسرار اللغة العربية .
كلنا نعرف الشاعر الحطيئة كيف كان يتلاعب بألفاظه فيحول الهجاء إلى مدح فنراه عندما ذم قبيلة ووصفهم بأنهم بنو أنف الناقة وكانوا يتأففون من هذا الاسم ولكنهم رجعوا إلى هذاالشاعر وأجزلواالعطاء قلب الهجاء إلى مدح فقال :
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ...ومن يسوي بأنف الناقة الذنب
ارتفعت معنويتهم وأصبحوا يفتخرون بهذاالاسم عندماوصفهم بالأنف وهي دائما تكون في المقدمة وغيرهم بالأذناب ونحن نعرف أن الذنب معرض للأوساخ .
وأيضا موقف الحطيئة مع الزبربان عندما قال الحطيئة :
دع المكارم لاترحل لبغيتها ...واقعد فأنت الطاعم الكاسي
وهنا الشاهد ..قديتبادر إلى الذهن أن الحطيئة هنا مدح الزبرقان عندما يلاحظ كلمتي الطاعم والكاسي قد يظنهما اسمي فاعل ..طاعم على وزن فاعل وأيضا كاسي والحقيقة أنهما اسمي مفعول بمعنى المطعوم على وزن مفعول والمكسي فنها تلاعب الحطيئة بألفاظة فأوهم القارئي بأن أسلوبه مدح ولكن المتعمق في اللغة يرى خلاف ذلك .
هنا فكر الزبرقان كيف يتسنى لهذاالشاعر أن يمدحني وأنالم أعطه شيئا فرفع أمره إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له إن الحطيئة قد هجاني فنظر عمربن الخطاب في قول الحطيئة ونحن نعرف أن عمرا كان ناقدا ومع ذلك دعا حسان بن ثابت ثم قال له ياحسان هل ترى في هذاالبيت من هجاء ؟فقال حسان هجاء وبس والله ياأمير المؤمنين لقد هجاه وسلح على رأسه وهنا أمر عمر بن الخطاب بسجن الحطيئة نرى الحطيئة أنه شبه الزبرقان بإنسان فقير جالس في بيته يطعموه الناس ويكسوه .
مضى الحطيئة في السجن فترة من الزمن وكان لديه أطفال صغار قد أصابهم الجوع فماكان من الحطيئة إلا أن قال أبياته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه :
ماذا أقول لأفراخ بذي مرخ ...زغب الحواصل لاماء ولاشجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ...فاغفر عليك سلام الله ياعمر
فلان قلب عمر وأشفق عيه ثم أخرجه من السجن ويقال إنه اشترى لسانه عن أعراض الناس
وهنا نحن نتلاعب بالموضوع فنحوله من الدجال إلى الحطيئة وقفله بالشيش .