لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الحجاج ابن يوسف
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    999

    زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    زموح أبو لبانة وأحلام تهامة
    هذه قصة اعجبتني للكاتب
    محمد حسين القيسي
    جريدة الوطن السعوديه اجاد فيها التعبير واللهجه العاميه لمنطقتنا اتمنى انها تعجبكم

    بعد ثلاثين عاماً قضاها زموح أبو لبانة في خدمة الوطن قرر في لحظة شوق وحنين العودة إلى قريته الصغيرة سلامة في ربوع تهامة, مستعيداً ذكريات الماضي الجميل التي قضاها في طفولته مع أصدقائه في القرية التي عاش فيها أجمل سني عمره, فتقدم إلى جهة عمله بطلب التقاعد ثم عاد لمنزله فرحاً وأخبر زوجته مريمة وأولاده بقراره هذا ففرحوا وبدؤوا يستعدون للعودة إلى القرية وسارت الأمور على ما يرام فتوجه الجميع إلى القرية ووصلوا منزلهم مساءً فجاءهم الجيران فرحين مستبشرين فرحبوا بهم وأكرموهم.
    وفي صباح اليوم التالي أخذ زموح ابنه الأكبر خدّار وابنتيه ليلى وشريفة إلى الوادي المجاور للقرية، ومن حسن حظهم فقد كان الجو ماطراً صباح ذلك اليوم, فأخذ زموح يتمشى مع أبنائه والسعادة تغمرهم جميعاً وبدأ بسرد ذكرياته الجميلة, ينظر زموح خلف الأشجار ويقول: انظروا إلى هذه الطيور فهذا أبو سوادة وذاك أبو غبارة وتلك قمرية الوادي, كنا نسميها فاطم حزام, وهذه الجرادة الصغيرة نسميها خبّازة وذلك العش الصغير الذي يقع تحت تلك الشجرة الصغيرة (الرزواية) هو عش أبو سواده يا الله...يا بَني!، كم كنت شقياً في طفولتي رغم صعوبتها ولكنها كانت ممتعة.
    ويستمر زموح في سرد ذكرياته بحلوها ومرها مسترجعاً شريط الماضي ثم يقول الحمد لله, ويوجه حديثه لابنه خدّار ويقول: يا بُني لقد أكرمني الله بخدمة وطني وهأنذا أعود إلى قريتي فينظر خدّار إليه وكله فخرٌ وكبرياء ويقول له سأكون مخلصاً لوطني مثلك يا أبي.
    فجأةً يمر من أمامهم طائر صغير فتسأل ليلى ما هذا؟, فيقول: إنه اللبّاد يا بنيتي, كان دائماً ما يُفزعنا فهو يتعمد الجلوس في الطرق التي تسلكها الحمير ثم تؤشر شريفة بيدها إلى حشرة صغيرة تشبه الخنفساء فتقول ما هذا فيقول هذا أبو دُريقة وله رائحة كريهة فلا تلمسوه بأيديكم.
    يهز الجميع رؤوسهم بالإيجاب, ثم يشير بيده إلى تلة قريبة, ويقول لابنه خدّار لقد كنت مختبئاً خلفها مع جدك رحمة الله عليه قبل أربعين عاماً عندما كان الصوتيون العرب يقصفون هذه المناطق من سفنهم في البحر بحجة تحرير فلسطين, في السنة المعروفة بسنة الهربة, لقد قتل في هذا القصف عمك الأكبر أبو زرحرح أثناء رعيه للغنم, نعم لقد قُتل بلا ذنب وقُتلت معه أحلامه البسيطة يا بني, وها أنت ترى ما حل ببني يعرب الآن, ثم تتسلل دمعة على خده الأيمن يمسحها بيده, ثم يستطرد في الحديث قائلاً: يا بني احمد ربك على هذه النعمة التي أنت فيها اليوم, واعرف قيمتها, فيهز خدّار رأسه قائلاً: الحمد لله, ثم يزداد هطول المطر, فيقرر زموح وأبناؤه العودة من الوادي إلى المنزل فرحين وفي طريقهم يصادفون بائعاَ جائلاَ فيؤشر زموح إليه بيده ويقول: وهذا البائع الذي ترونه يسير على حماره أمامكم نسميه دهاشاً فهو يبيع أجود أنواع الحناء الذي يجلبه من باجل, وكذلك يبيع أفخر أنواع (الصليط) زيت السمسم.. يا الله! كم كانت أياماً جميلة.
    يصل الجميع للمنزل وتستقبلهم مريمة وقد أعدت الأكلات الشعبية فيتناولها الجميع ثم يخلدون للنوم وهكذا سارت الأمور على ما يرام وبعد مرور ستة أشهر, بدأ زموح يشعر بالضجر فأمواله بدأت تتبدد على لا شيء وأولاده بدؤوا يقلدون بعض السلوكيات الخاطئة, وجيرانه بدؤوا في مضايقته, فجارته العجوز حمياء بدأت بوضع القمامة أمام منزله, وجاره أبو قرن اقتطع جزءاً من أرضه الزراعية بحجة دخولها في صك أرضه الزراعية.
    تحمّل زموح الأذية حفاظاً على حقوق الجار الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم, فكان يبدأ بجمع القمامة من أمام منزله يومياً بعد أدائه صلاة الفجر مع الجماعة, ويسأل نفسه فيقول: لقد تغير الناس يا زموح وأنت ما زلت تتعامل معهم بعقلية ما قبل ثلاثين عاماً؟, ثم يستعيذ بالله من الشيطان, وهكذا استمر على هذه الحال مدة من الزمن.
    وذات يوم يصل المنزل فتخبره زوجته مريمة بأن ابنهم الأصغر خُزري بدأ يتعاطى الدخان تقليداً لابن جارهم الأكبر جُعلي وابنته الصغيرة شريفة أهملت في دراستها ولا هم لها سوى متابعة الموضة وشراء الملابس من مشغل القرية, أخذ زموح يفكر جدياً في العودة إلى مدينته السابقة فبدأ يعد العدة لذلك ولكن ظروفه لم تسعفه فقال: أؤجل إلى السنة القادمة وجاءت فقال: السنة التي بعدها وهكذا مرت السنون وزموح يؤجل ويؤجل حتى شارف عمره على السبعين, وبدأ يصيبه الخرف من كثرة التفكير, فلقد جاء يحمل أحلامه بالعيش السعيد بقية عمره في قريته فواجه الصعوبات تلو الصعوبات, وأصبح كذلك الطائر الصغير المسمى زموح الذي جاء من الجبال إلى تهامة بحثاً عن الخضرة في موسم الربيع فوقع في أيدي الصيادين فكسروا أجنحته, وتركوا صبيانهم يلعبون به مرددين كُجل كُجل حرمة ولا رجل (أي ذكر أم أنثى), بدأ زموح بعدها يجلس أمام بوابة منزله يومياً ويردد زموح يا بو لبانة ما هدّ (جاء) بك تهامة, هدّيت (نزلت) شتّخضر (تبحث عن الخضرة) حطيت في اللزامة (الصيادين), ثم يتمتم بعدها بكلمات غير مفهومة, ويمر الناس من حوله ينظرون إليه ويقولون لا حول ولا قوة إلا بالله!.
    وهكذا تمضي السنون وزموح على هذا المنوال, وفي أحد الأيام يسقط مغشياً عليه فيقترب منه أحد المارة ويسعفه للمستشفى ولكن إرادة الله سبقت, فلقد مات زموح وماتت معه أحلامه, فهل يا ترى أن زموح قد كان له من اسمه نصيب؟.

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية النفيس
    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    787

    رد: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    قصة مليئة بالمصطلحات التراثية .

    شكرا أخي الحجاج لقد أحسنت الاختيار .

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الحلم
    تاريخ التسجيل
    07 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    9,810

    رد: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    زموح يا بو اللبانة ما هده بك تهامة ؟

    هديت شتخضر حطيت في املزامة


    اختيار رائع مقالا ومكانا..

    شكرا الحجاج

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عراف
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    356

    رد: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    قصه حلوه واختيار موفق اخي الحجاج وهي تحكي احوال الكثير من المتقاعدين العاملين خارج مناطقهم.

    شكرا شكرا.
    العقول الصغيرة تبدأ دوماً بمهاجمة الأفكار الــكبيرة

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عراف
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    356

    رد: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    اعتقد ان هذا الموضوع مكانه منتدى قضيه ورأي نظرا لكونه يتحدث عن قضيه غايه في الاهميه ويطرح بعض الاسئله

    هل يتوجب على الشخص العوده لمسقط رأسه بعد التقاعد من العمل؟ وهل من السهوله التكيف مع مجتمعه الجديد؟
    العقول الصغيرة تبدأ دوماً بمهاجمة الأفكار الــكبيرة

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الحجاج ابن يوسف
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    999

    رد: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عراف مشاهدة المشاركة
    قصه حلوه واختيار موفق اخي الحجاج وهي تحكي احوال الكثير من المتقاعدين العاملين خارج مناطقهم.

    شكرا شكرا.
    الشكر لله اخي عراف فعلا الموضوع يحكي قصة واقعيه وحاصله في وقتنا هذا وسبب عودة المتقاعدين الى مسقط رؤسهم مسئلة فطريه كل واحد يجب الديار الي تربى فيها وفوق ذلك اهله وجماعته وقرايبه واصدقائه كل هذي عوامل تدفعه للعوده الى ديرته ولأهم من ذلك غلاء العقار فيظطر أنه يبني في ديرته ولكن يجد بعض المنغصات بس لو رجعنا للواقع هذا حال الدنيا والحياه هكذا ارادها الله سبحانه وتعالى .

    قال تعالى( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ) لاتخلو من النكد سوائا رجع الى دياره او لم يرجع

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو زهير
    مفتاح الماضي وشيخ التراث
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    13,421

    رد: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    قصة جميلة وممتعة طرزت بألفاظ تراثية

    أحسنت الاختيار ايها الحجاج يعطيك العافية

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الحجاج ابن يوسف
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    999

    رد: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زهير مشاهدة المشاركة
    قصة جميلة وممتعة طرزت بألفاظ تراثية

    أحسنت الاختيار ايها الحجاج يعطيك العافية
    عافاك الله اخي ابو زهير الفضل لله ثم لك حبينا اي شي يخص التراث بارك الله فيك

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الأسير000
    تاريخ التسجيل
    03 2008
    المشاركات
    22

    رد: زموح أبو لبانة وأحلام تهامة

    شكرا أخي الحجاج

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •