الليلة سيحضر العملاقان.. فهل تحضر لجنة المنشطات؟


فياض الشمري


تحد جديد.. ومواجهة مرتقبة.. فيها ترفرف علامات الفرح.. ومن خلالها تذرف دموع الحزن.. الاتحاد والهلال معهما تحضر المتعة وبوجودهما تكتمل عناصر الابداع هكذا نحسب مبارياتهما دائماً.. كيف لا وهما الاكثر دعماً لمنتخبات الوطن والأكثر حضوراً في منصة البطولات.. الليلة لا نطالب الفريقين العريقين والمتمرسين في حصد الذهب بأكبر من طاقتهما ومن يفوز حتماً سيبارك له الجميع ويرفعون له قبعة الاحترام بعد موسم مليء بالضغط النفسي والارهاق البدني محلياً وخارجياً ولكننا نطالبهما بعكس صورة واقعية ومشرفة لهما كفريقين يمثلان الواجهة لرياضة الوطن في هذه المنافسة الكبيرة.

لا شك ان الضغوط ستكون اليوم على الاجهزة الفنية والادارية والجماهير والادارتين من كل حدب وصوب فكل عنصر تفكيره منصب على كيفية كسب الرهان في (موقعة الكبار) وضرب عصفورين بحجر واحد.. الفوز ببطولة الدوري وهزيمة الند التقليدي بعد صراعات اعلامية عاشها الناديان لم تخف إلاّ في الفترة الأخيرة بسبب غياب (الآفة) ونتمنى ان لا تنسى ذلك ادارتا العملاقين بتهيئة اللاعبين والتأكيد عليهم بالتفرغ للأداء والابتعاد عن العصبية التي تؤدي الى الخشونة وتشويه صورة اللقاء الكبير الذي سيكون محط انظار عشاق المستديرة في كل مكان.

- الكثير من انصار العميد الذي يدخل اللقاء بفرصتين والزعيم الذي لا يملك سوى فرصة واحدة، يهمهم اليوم الفوز بأي طريقة كانت. المهم كسر تحدي وعناد الفريق الآخر، ونتمنى ان لا يأتي ذلك على حساب المتابع الذي ينتظر ما سيقدمه الفريقان الأشهر في الملاعب السعودية والخليجية في ختام موسم رياضي حافل بالمتناقضات والمنغصات والتقديم والتأجيل والملاسنات التي وصلت حد التجاوز وتحويل الساحة الرياضية الى ما يشبه الحراج.. وعلى هذا الأساس هل اجتمعت ادارة الاتحاد وكذلك فعلت الادارة الهلالية للتأكيد على اللاعبين بأن الكأس قد يخسرونه اليوم ويفوزون به غداً.. والمهم التوشح بشعار الاخلاق الرياضية والحرص على عدم خدش صورة التنافس الشريف والتأكيد ايضاً على ان العلاقة التي تربط بين العملاقين اكبر من الانتصار والانكسار وما يكتب عبر وسائل الاعلام بأقلام متعصبة تهدف الى الإساءة للعميد والتقليل من قيمة الزعيم والوصول الى مصالحها الخاصة عبر الزج باسميهما وخلق فجوة بينهما.

ما نطلبه من الاتحاد والهلال في لقاء الليلة فإننا ننتظره من اتحاد الكرة الذي لابد أن يضع بصمته الليلة من خلال حسن التنظيم حتى يتم (تعويض) كل السلبيات السابقة وذلك من خلال عدم السماح لكل عنصر يريد ان (يشوه) رياضتنا سواء اثناء المباراة التي قد يخرجها الشد العصبي عن مسارها او بعدها وما يتخلله من تصريحات وكم أتمنى ان تكون لجنة الكشف عن المنشطات التي غاب ذكرها فترة طويلة حاضرة الليلة في هذه المباراة الهامة والتي تعتبر حصاد موسم كامل وختاماً لبطولة استمرت لأشهر طويلة، وما لم تحضر اللجنة في مثل هذه المباراة فالأفضل ان لا تحضر مستقبلاً الا اذا كان هناك من يرى ان في بعض النتائج احراجاً لاتحاد الكرة مثلما حدث في حالات سابقة فنحن لسنا بمعزل عن الاتحاديين الدولي والآسيوي اللذين يطبقان هذه السياسة بهدف التصدي لأي عمل قد يخدش الوجه الجميل للمنافسات الكروية بهدف البحث عن المكاسب الوقتية.. لا شك أن غياب لجنة المنشطات يضع لغزاً محيراً ويجعل الكثير يتساءلون عن هذا الغياب وهل ملاعبنا خالية من المنشطات حتى لا يكون لهذه اللجنة حضور؟.





جريدة الرياض