غاب عنك الهوى فغاب القصيدُ
أيهـا الشـاعـر المُـقـل الـمُجـيدُ
كنت بالأمس عاشقاً للمعـاني
تصطفي مـن سمينها ما تصـيدُ
و تدير الكؤوس شعراً مذابـاً
فوق ما يشتهي امرؤٌ و يريـدُ
كـم لحـونٍ عزفتهـا فتهـادت
راسيات القلـوب جذلى تميـدُ
و عـيـونٍ فجرتهـا من بيـانٍ
عـبقـريٍ يـبتـل مـنه الـوريـدُ
و بـديـعٍ مـن الصناعة يسمو
لـلـذي قـال جرولٌ أو لـبـيـدُ
فـلماذا تلوذ بالصمت قل لى
وأجبني متى يـذوب الجـليـدُ
قلت ياصاحبي رويدك مهلاً
إن عشقي عشقٌ قديمٌ جديدُ
لايزال الهوى مقيماً وحبي
مثلما كـان قوةً بـل يـزيـدُ
كيف لاوالقريض ياصاحِ مني
وأنـا منـه والقـوافـي شـهـودُ
إنما صدني وأشغلني عنــــ
ـــه انكبابٌ على العلوم مفيدُ
و انقطاعٌ إلا عن الطب درساُ
ومـراساً والطـب دربٌ كـؤودُ
كلما هزني إلى الحرف شوقٌ
وسبى القلب منه طـرفٌ و جيـدُ
حـال بـيني وبين ذلك شاكٍ
شفه سهـدٌ واكتئابٌ شـديـدُ
غير أني و إن ثنتني ظروفٌ
قاهراتٌ فالحب بـاقٍ أكيـدُ
[وإذا كانت النفوس كباراً]
لم يفتها مـن الأماني بعيـدُ
شعر / عميد القوافي ( عبدالمطلب النجمي )