-هل ننتظر الافتتان حتى نحرم الاختلاط ونحن أعلم بحالنا
-هل الطواف والسعي بين الصفا والمروة مثل الاختلاط في العمل وكل واحد فيهم بكامل زينته
في الحرم الواحد يناجي ربه
لكن في العمل كل واحد يتكلم مع الثاني ووجهه في وجه زميله لمدة طويلة
والاسواق اكبر دليل على ان الاختلاط يسبب الكثير من الفتنة فكم من نيران اشتعلت في قلوب الشباب وكان أولها شرارة من نظرة أو ابتسامة أو لقاء أومحادثة .
والاختلاط في مكان واحد ، ومزاحمة بعضهم لبعض ، وكشف النّساء على الرّجال ، كلّ ذلك من الأمور المحرّمة في الشريعة لأنّ ذلك من أسباب الفتنة وثوران الشهوات ومن الدّواعي للوقوع في الفواحش والآثام .
والأدلة على تحريم الاختلاط في الكتاب والسنّة كثيرة ومنها :
-قوله سبحانه :{ وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} الأحزاب 53.
وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرّجال بالنساء حتى في أحبّ بقاع الأرض إلى الله وهي المساجد وذلك بفصل صفوف النّساء عن الرّجال ، والمكث بعد السلام حتى ينصرف النساء ، وتخصيص باب خاص في المسجد للنساء . والأدلّة على ذلك ما يلي :
-عن أم سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَأُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنْ انْصَرَفَ مِنْ الْقَوْمِ"
-وعن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " . رواه مسلم
-روى أبو أسد الأنصاري أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو خارج من المسجد (فاختلط) الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنساء استأخرن فإنه ليس لكن أن تحففن الطريق (تسرن وسط الطريق) عليكن بحافات الطريق. فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به) (رواه أبو داود وابن حبان وحسنه الألباني).
- ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن جريج قال أخبرني عطاء.. وفيه: (قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم...).
** ومما ورد من كلام المتقدمين من علماء الإسلام في النص على كلمة (الاختلاط) ما يأتي:
-قال ابن العربي - رحمه الله - ت543هـ: (إن المرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجلس ولا تخالط الرجال ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير؛ لأنها إن كانت فتاة حرم النظر إليها وكلامها، وإن كانت برزة لم يجمعها والرجال مجلس واحد تزدحم فيه معهم وتكون مناظرة لهم) (تفسير القرطبي 13-184).
وقال أيضاً: (ويحتمل أن تريد أنها امرأة فلا تصلح لمخالطة الرجال) (أحكام القرآن 1-270).
- قال السرخسي الحنفي ت571هـ: قال: (وينبغي للقاضي أن يقدم النساء على حدة والرجال على حدة)؛ لأن الناس يزدحمون في مجلسه وفي اختلاط النساء مع الرجال عند الزحمة من الفتنة والقبح ما لا يخفى، ولكن هذا في خصومة يكون بين النساء، فأما الخصومة التي تكون بين الرجال والنساء فلا يجد بداً من أن يقدمهن مع الرجال وأن يجعل لكل فريق يوماً على قدر ما يرى من كثرة الخصوم، فلا بأس بذلك؛ لأنه إذا تركهم يزدحمون على بابه وربما يقتتلون على ذلك وفيه من الفتنة ما لا يخفى، فيجعل ذلك مناوبة بينهم بالأيام ليعرف كل واحد يوم نوبته فيحضر عند ذلك). (المبسوط 16-80). وقال أيضاً في المبسوط (4-111): (وفي اختلاطها بالرجال فتنة).
-- قال الإمام ابن قدامة (ت 620هـ): (ولا يخالطن الرجال بل يكن ناحية منهم) (المغني 2- 116).
-- قال الإمام النووي - رحمه الله - ت676هـ: (وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم ثم رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم). (شرح صحيح مسلم 4- 159).
- قال ابن القيم ت751هـ: (لا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال، أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة) (الطرق الحكمية ص326).




رد مع اقتباس