جازان (سبق) سعيد حشره :
ينطلق اليوم الأربعاء 17 ربيع الأخر 1429 هـ الموافق 23أبريل 2008م مهرجان الحريد الخامس بمنطقة جازان والذي يعد واحداً من أهم المهرجانات والظواهر التي تستحق الإهتمام والمتابعة والترويج المبكر لإنجاح هذه التظاهرة الطبيعة الجميلة والنادرة الحدوث .
أما الحريد أو ببغاء البحر أو سمك الببغاء لتنوع ألوانه وشكل الفم الذي يشبه إلى حد بعيد طيور الببغاء كما يسمى وهو من الأسماك المرجانية والإسم العلمي له هو ( Parrot Fish ) وقداعتادت جزيرة فرسان اقامته سنويا في خور تكون فيه المياه هادئة وبه بعض الشعاب المرجانية ويقوم الأهالي بجمع شجيرات الكسب ووضعها بوابة الشبك الذي يجمع فيه السمك ويتدافع الجميع نحو الحريد لجمعه في السلال التي تعد لذلك أو في ثيابهم في تظاهره إحتفالية جماعية غاية في الروعه.
وإليكم بعض المعلومات والصور "المنقولة" عن هذا المهرجان :
الحريد هو اسم معروف لدى سكان السواحل لنوع من الأسماك الوديعة تُعرف لدى سكان الحجاز وخاصة سكان مدينة جدة بإسم ( الماشي ) والاسم العلمي لهذه السمكة هو ( ببغاء البحر ) وهذا النوع من الأسماك في أغلب الظن سمك مهاجر شأنه شأن الطيور المهاجرة ، ولا يظهر هذا السمك في كل سواحل جزيرة فرسان، ولكنه عادة ما يظهر في الشواطئ ذات المياه الضحلة الهادئة ، وهو هنا يخرج من مكان يدعى ساحل القبر ، ولا يوجد أي تعديل لاختياره هذا المكان سوى أنه يريد تأمين الحماية لنفسه أثناء عملية التكاثر بعيداً عن الحيتان الكبيرة المفترسة ، وبعيداً عن هيجان الأمواج التي قد تُعكر عليه هدوءه ، وتُعطل عليه الممارسة الطبيعية التي يتم بها تكاثره .
منذ السابع أو الثامن في الشهر القمري الذي سيظهر فيه الحريد تبرز علامات عدة تتوافق مع موعد خروجه ، من هذه العلامات أن النسيم يكون عليلاً وخاصة في النهار الذي يوحي باقتراب فصل الصيف ، رغم ان الطبيعة ماتزال في موسم الربيع ، كما أنه بعد مغرب كل يوم من هذه الأيام على الناس رائحة البحر بشكل حاد ، نتيجة مادة من الطحالب الحمراء الداكنة اللون يفرزها البحر بالقرب من الشواطئ يسميها الفرسانيون ( البوسي ) ، وهي من أهم العلامات الدالة على قرب خروج الحريد ، ولها ارتباط وثيق بأحاسيس الناس ومشاعرهم بما تحمله من إيحاءات تجدد في دواخلهم ذكريات عزيزة عليهم ، ورائحة البوسي وهي التي تجذب اسماك الحريد إلى هذا الموقع وحيث أن اسماك الحريد من الأسماك الشعابية وتعيش في مناطق الشعاب المرجانية المنتشرة حول محيط جزر فرساتن - فإنها تعيش بها طوال العام ، وحسب الدراسة التي أجرتها الهيئة الوطنية لحماية الحياة وانمائها في مواسم ظهور أسمامك الحريد ، تبين أنها أسماك شعابية سابحة في مناطق اشلعاب المرجانبةي بجزر فرسان ، وأنها تجتمع في أسرب وفي وقت محدد لوضع البيض والتكاثر ، وبعد فحص عدد من إناث أسماك الحريد الذي تتراوح اطوالها من15 - 25 سمتبين بأنها جميعاً لديها مبايض كبيرة وناضجة وتظهر في وضع جيد من حيث الألوان وحجم الكبد كبير والذي من الصعب أن تكون بهذه الصورة قادمة من مسافات بعيدة في وقت قصيرة ، ثم تتجمع للتبييض ، ومعروف عن اسماك الحريدمتغذي نهاري بشكل سائد ، وذلك مرتبط بالحركة العمودية لطحالب قاع البحر مع تيارات الماء التي تنشط نهاراً من خلال عمليات التمثيل الضوئي ، وتُشكل غذاء لأسراب أسماك الحريد ، وكميات الطحالب وتكاثرها ، غالباً موسمي تعتمد على الاختلاف في دورات حرارة الماء وزيادة الأملامح المعدنية ، ومن المحتمل أن الغذاء الذي يعتمد علهي الحريد يكثر في هذا الوقت من السنة ، ومرتبط باكتمال ، ولدى الصيادين المحليين في فرسان دلائل على قرب تجمع اسماك الحريد إذ تشيع رائحة مميزة في الشواطئ المحيطة بمناطق تجمعه وتبدأ الرائحة بعد غروب شمس اليوم الخامس عسر من الشهر القمري .
ما الذي يحصل في فرسان ؟
الذي يحدث في فرسان سنويا هو أن الحريد يجتمع بشكل كبير وعلى شكل مجموعات ضخمة بعضها قد يزيد فيها عد الأسماك عن 1000سمكة في المجموعة الواحدة ويكون كرات ضخمة ويجتمع بالقرب من الشاطئ فيما يشبه الانتحار الجماعي !!!
يحدث ذلك عادة في يوم واحد من السنة وعادة في نهايات شهر مارس واول ابريل من كل عام , ولدى أهل فرسان عادات ضاربة في القدم تتعلق بهذا اليوم الذي يحتفل فيه أهل الجزيرة وينشدون الأهازيج ويؤدون الرقصات الشعبية حيث أن لهذا اليوم أهمية كبيرة في الثقافة الفرسانية .
ما الذي يحدث ؟؟
يكتشف صيادو الجزيرة اقتراب موعد مجيء الحريد برائحة مميزة تنبعث من الشاطئ وتبدأ الرائحة بعد مغرب شمس اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الذي يوافق نهاية مارس وبداية ابريل من كل عام ويقول باحثون عن هذه الرائحة انها لبيض الشعاب المرجانية الملساء حيث تطلق الشعاب المرجانية بيضها دفعة واحدة في ليلة من السنة ( تذكروا أن المرجان حيوان وليس نبات )
يبدأ مهرجان الحريد ( على العادة القديمة ) قبل صلاة الفجر , حيث يتجه الفرسانيون بجمالهم ودوابهم في يوم واحد من السنة الى المنطقة السنوية لتجمع الحريد وبالتحديد ( ساحل حصيص ) حيث يصعد الرجال الى المناطق المرتفعة والتلال المحيطة بالساحل لمراقبة المياه حيث يرصدون وجود أي حركة على السطح تدل على وجود مجموعة من مجموعات الحريد . يسمي الفرسانيون مجموعة الحريد الواحدة ( سواد ) وجمعها ( أسودة ) وبمجرد أن يلاحظ الفرسانيون السواد يتجه مجموعة من كبار الصيادين الذين تم اختيارهم مسبقا الى البحر للقيام بعملية تجميع الحريد فيما يظل الجميع على الشاطئ في وضع الاستعداد .
تبدأ عملية التجميع بأن يقوم الصيادون بلف الشباك ( الأدوال كما يسميها الفرسانيون ) حول مجموعة الحريد كل مجموعة على حدة . حيث يقوم الحريد بالتكور حول نفسه والدوران بشكل مستمر دون أن يصطدم بالشباك في حركة دفاعية سنناقشها لاحقا. ثم يستمر الصيادون في ذلك حتى يجمعوا معظم الأسودة ( المجموعات ) . بعد ذلك يقومون بضم جميع المجموعات في مجموعة واحدة كبيرة.
يطلب بعد ذلك كبير الصيادين من الشباب والأطفال بتجميع شجيرات الكسب التي تنتشر في الشاطئ , وحين تجتمع كمية مناسبة يتم عمل حاجز من تلك الشجيرات بارتفاع نصف متر بحد اقصى حول الحريد وسحب الشبك تدريجيا . وفي تلك اللحظة يصل الجميع للحالة القصوى من الاستعداد والصمت ومع كل شخص شبكة صغيرة على شكل كيس ...
عندما تنتهي مرحلة التجميع , ويصبح الحريد في مجموعة واحدة ومحاطا بالكسب من كل جانب تتركز أنظار الجميع على البحر من جهة وعلى كبير الصيادين من جهة أخرى , ويشمر الجميع عن سواعدهم فيما يشبه اللحظات الحاسمة قبل بداية ماراثون ومن ثم يصرخ كبير الصيادين بأعلى صوته بكلمة مشهورة ينتظرها المئات على الشاطئ قائلاً : الضويني ومعناها ( الهجوم )
حيث ينطلق الناس جميعا صغارهم وكبارهم إلى البحر كل يحاول الحصول على أكبر كمية من الحريد داخل القفص الذي بيده أو في ثيابه .
بعد كل المعلومات أعلاه مالذي يجعل السمك ينتحر بتلك الطريقة ؟
في الحقيقية أن تلك الظاهرة لا تختص بالحريد فقط وإنما بأنواع عديدة من الأسماك التي تقطع مسافات طويلة للتزاوج , حيث يحدث تغير في محور الأرض المغناطيسي في الفترة الانتقالية بين الفصول فتتوه تلك الاسماك وتلجأ لأقرب جزيرة حيث تجتمع بكميات كبيرة مكونة ما يسميه علماء الأحياء ( كرة السمك ) ومن أشهر الأسماك التي تكون تلك التشكيلات سمك السردين .
يبدأ تكون ( كرة السمك ) عندما تشعر الأسماك بأنها محاصرة , حيث تجتمع على شكل كرة وتبدا بالدوران بشكل مثير ومخيف يجعلها تبدو كدوامة من آلاف السمك . الدافع لذلك هو الدفاع عن نفسها حيث تتربص بها اسماك القرش عادة وبالتالي يقوم السمك بالدوران ليقلل من قدرة القرش على اصطياده وتحصل كل سمكة على فرصة متكافئة من النجاة .
أكثر اللحظات إثارة هي حين تجتمع الدلافين واسماك القرش وتتحد لمحاصرة ( كرة السمك ) حيث تبدأ الدلافين بالنزول تحت المجموعة ونفخ الهواء الذي يكوّن فقاعات تطرد السمك الى الأعلى باتجاه سطح البحر حيث تتم محاصرتها , عند ذلك تتكون كرة السمك وتبدا بالدوران وتبدا المعركة الشرسة حيث الطيور تهاجم الأسماك من الأعلى والدلافين واسماك القرش تهاجمها من الأسفل وتخترقها من الوسط والاسماك لا تتوقف عن الدوران حتى آخر سمكة.
|
 |
رد مع اقتباس
