صرخة
لكل شخص منا حب كان يحمله محاه الزمن او تناثرت عليه مخلفات العصر فغاب عن باله إلا أن الشوق أحيانا يشده دون دراية منه إلى ذلك الحب فتجده مطرقا متبسما قد انتقل وجدانه إلى ذلك الزمن ولم يبقى في مكانه إلا ذلك الجسد العاجز عن المغادرة .
أما أنا فلي حب قديم يشدني إليه غالب وقتي يبكيني أحيانا وأحيانا يضحكني إنها تلك المعشوقة الجميلة الرائعة التي كم لهوت معها وكم سهرت طول الليل بجوارها وفي أحضانها إنها ملكة جمال مدينة جازان وعشقي وهيامي بها قديم بدأ ايام المراهقة عندما كنت اهرب من المدرسة لألتقي بها واقضي تلك الايام الجميلة معها ليست دعوة للهروب من المدارس ولكن والله انها من اجمل ايام عمري حبيبتي هي قرية المرجان اوما كانت تسمى قرية المرجان انها قرية شاطئية يحدها البحر جنوبا وهذا في حد ذاته ميزة قلما تجدها في غيرها لأن اغلب شطئاننا غربا , يعرف معنى هذه الميزة العشاق والسمار فمعنى ان يكون البحر جنوبها أي ان الليالي المقمرة من بدايتها الى نهايتها والقمر يتلألأ على أمواج البحر لان خط سير القمر يميل جنوبا اغلب ليالي العام ناهيك عن رمالها الذهبية ومياهها الدافئة وجسرها الممتد على وجهها الجميل .
ضاقت الدنيا على جامعة جازان وغابت كل المساحات الشاسعة وانعدمت كل الأراضي إلا في تلك البقعة وضربت على ذلك المكان باسوار عالية وحراسات متواصلة فحرموني من عشقي واحرقوا قلبي وكنت اعزي النفس قائلا انها جامعة جازان التي طلما انتظرناها فهنيئا لها بحبيبتي هنيئا لها وعيناي تذرف دمعا وحزنا .
ولكن ما فطر قلبي وشج صدري هو تصرف بلديتنا الغاشم ذلك التصرف الأحمق عندما احضروا صرفهم الصحي أو كما يقولون عنه ولطخوا ما تبقى من جمال معشوقتي وافسدوا ذلك النسيم بعفنهم .
لحظة ....أين يذهب عفنهم هل يعقل انه داخل البحر لا لا يمكن فهم يعلمون مخاطر ذلك وهم مثقفون ومتعلمون يدركون ذلك إذن أين يذهب ولماذا هو قرب البحر , إن أولادنا يسبحون في الشطئان القريبة ونحن نصطاد ونأكل من الأسماك المجاورة .
اذا صدقت التوقعات فمن المنقض .