البكاء ليس ضعفاً .. إنه قمة الإنسانية .. و ذروة العطف البشري .. إن الذين لايبكون ، قلوبهم
كالحجارة أو هي أشد قسوة ..
إن الدموع هي أصدق معبر عن إحساس الإنسان نحو الآخر .. و هي أصدق موصل لمشاعر الناس
تجاه بعضهم.. و هي أنقى أسلوب يمارسه الشخص في لحظة الصدق مع نفسه و مع الآخرين ..
إن الدمعة رحمة ..بل هي عنوان الرحمة و قمتها .
و لقد بكى الرسول صلى الله عليه وسلم عندما فارقت الدنيا حفيدته أميمة بنت ابنته زينب
فقال له سعد بن عبادة " يا رسول الله أتبكي " فقال له المصطفى الذي بعثه الله رحمة
للعالمين "انما هي رحمة يجعلها الله في قلوب عباده ، وانما يرحم الله من عبادة الرحماء"
أجل إن الدمعة رحمة وحنان وعطف و ليست ضعفاً وانهزاماً..الدمعة الصادقة قد تهزم أقوى
الناس وأعتى الأسلحة .. و أصلب القلوب ..
الدموع هي المؤشر على ان الرحمة بين الناس لم تحتضر .. إنها علامة على وجود قلوب
مترعة بروح الإنسانية .. ونفوس مطرزة بالعطف و الحنان و الرحمة .