إذا قدَّر الله عليك ـ وما شاء فعل ـ ووجدت الأصابع الجميلة، والقبيحة، و"النص نص" تشير إليك:أنت كاتبٌ ساخرٌـ ولا مانع من حذف النقطة ـ رسمي، على وزن "مجنون رسمي"! فلن يحرجك، ويشعرك بغلاظة كريات دمك الحمراء، كوزارة التربية والتعليم، الحائزة على المركز السابع عشر من بين ثنتين وعشرين دولةً عربية متقدمةً! بقراراتها العجيبة، وتعاميمها الأعجب، وتصريحات مسؤوليها المتفردة في العجب العجاب! فمهما بلغت خفة دمك، فلن ترقى إلى حركة النقل "خمس خشبات"! ولا إلى خفة دم الوزارة في التضييق على منسوبيها في الإجازات؛الميزة الأخيرة الباقية لوظيفة"معلم"! أما الميزة الأولى فهي مسابقته لعمال النظافة في الاستيقاظ مبكراً! ومهما بلغت روح الدعابة لديك، فلن تصل روح الوزارة في تعطيل غريزتنا المسرحية بشتى السبل، كان آخرها منع دعوة أية شخصية اجتماعية من خارج أسوار الوزارة ـ حرسها الله ـ لحضور ودعم النشاط المسرحي في أي"كُتَّاب"! ربما جاء هذا القرار من باب "إذا ابتليتم فاستتروا"، فمستوى حفلات كتاتيبنا "يفشل"! ولكن أما كان من كمال الستر ألا تصدر الوزارة تعميماً مكتوباً بذلك، وتكتفي بمكالمة هاتفية خاصة للمدير، توجهه إلى جعل الحفلة عائلية؟!
أما إلزام المعلم بإعداد ثمانين نموذجاً للأسئلة، في مواد لا يتعدى أكبر المقررات فيها الثلاثين صفحة، شاملةً الغلاف، والمقدمات الطللية، والأسئلة، والإجابات، والفهرس، و"البراشيم"؛ فهذا مستوى في الكوميديا السوداء لن يبلغه حتى الزميل/"برنارد شو"! فكيف إذا أضفت إليه التصريحات اللاذعة التي نسبتها الزميلة/"الشرق الأوسط"، في عددها ليوم الأربعاء المنصرم، إلى سعادة مدير الاختبارات/"فهد المهيزع" قائلاً بالحرف:"على المعلمين غير الراغبين في العمل في كتابة نماذج مختلفة للأسئلة وبدائلها في النظام الجديد لوضع الأسئلة أن يتركوا أعمالهم ويبحثوا عن وظائف أخرى"! وكأن هؤلاء المعلمين "بنغلةٌ" في شركته الخاصة! وهي "بنغلةٌ"، مرفهةٌ في نظره، فالمعلم السعودي هو الأقل أعباءً في العالم؛في حين يكرف معلمو العالم نهارهم كله، من الثامنة صباحاً إلى الرابعة عصراً، ولا يخرجون من المدرسة إطلاقاً! لكن سعادته لم يخبرنا:هل يمكثون ويكرفون كل هذه الساعات في المجلس أم "المقلط"، أم الصالة، أم المخزن؟ أم على "كف القدر" بالنسبة لشهيدات الواجب؟ وهل يبلغ أكثرهم سن التقاعد، ووزارته لم تتكرم عليه بتفرغٍ لإكمال الدراسات العليا، أو الاستفادة من دورة تربوية؛ إلا"ليرتقي" لوظيفةٍ غير التعليم وإعداد الأسئلة؟
دعك من المركز 17، ونوادره التي لا تنتهي، وتوجه بالخطاب للجهات الأمنية الساهرة على محاربة الجريمة، فالامتحانات على الأبواب، وقد أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميماً يقضي باستمرار طلاب الصفوف الأولية في "الروحة والجية" للكتاتيب رغم انتهاء تقويمهم ونتائجهم! وصدقوا أو لا تصدقوا:أنهم يجب أن يمكثوا في "مقلطاتهم" حتى الظهر بينما يخرج الطلاب "الكبار" بمجرد انتهاء امتحانهم، التاسعة والنصف بالكثير! ثم نسأل عن أسباب انتشار ظواهر خطف الصغار، وسرقات الأحداث، والتفحيط، والجهات الأمنية "أبخص" بماهو"أخبص"!
كما ورد نصاً في جريدة الوطن للكاتب المتألق : محمدالسحيمي
مع حبي للجميع