أمنهنَّ أم منكِ القوافي الصوافنُ
أيا سبحاتٍ قافَها الحرفُ مارداً
على سرج شعرٍ معجزٍ زفَّ نغمة
كواعبُ من نسج الخيال وخُـرَّدٌ
أضأتُ دمي منهنَّ حتى توهّجتْ
ونافورة الحمراء تشهقُ عذبةً
فدى راحتيها المُزْنُ كيف سما بها
كأنَّ بها من دَفْقِهِ لوعةَ الجوى
إلى مئتي مترٍ وستينَ سَلَّها
يراودُها العشاقُ عن سرِّ بوحِها
لها تُومِئُ الأبصارُ من كلِّ وُجْهةٍ
تَرِفُّ حواليها النيونُ كأنما
سريرُ غروبِ الشمسِ في حدقاتِها
أجذوةُ ماءٍ أم بَخُورٌ تَفَضَّضَتْ
تهدهدُها أرجوحةُ القوسِ في الصَّبا
إذا ما أقلَّتْها الشموخَ صبابةٌ
يخيطُ مَجَرّاتِ البياضِ صعودُها
يظلُّ العذارى الخودُ من زفراتِها
نَدامَى يُسامِرْنَ النسيمَ وما لَهُ
حكاياتُها *في نكهةِ الوصلِ* سَلَّةٌ
فياجُدّةٌ أشهى الفراديسِ * لو وَعَتْ
وفي اسْمِكِ فتحُ الجيم دفْءٌ، وضمُّها
فلو أنَّ سمفونيَّةً رَشَفَتْ مدىً
ولو أنَّ في إضمامةِ النَّوْرِ رَوْحَها
ولو تُوِّجَتْ أرضٌ لحسْنٍ مَلِيْكَةً
وفيهنَّ أم فيكِ الصِّبا البَضُّ سادنُ
بجدة، والشطآنُ ثملى فواتنُ
لقيثارِها البحرُ الطويلُ المخادنُ
نسيجُ شذاً، أهدابُهنّ طواعنُ
رؤاي؛ فنبضي للسنا العذبِ كاهنُ
بثغر عروسٍ بَرْعَمَتْهُ المحاسنُ
إلى الأفق ينبوعٌ على البحرِ حارنُ؟
أفي شهقاتِ الموجِ حسناءُ ماجنُ؟
جُنُوحُ جَناحَيْ لازَوَرْدٍ مُراهنُ
فيعصِمُها في عفَّةِ الماءِ هاتنُ
وتشخص في ذوبِ الصهيلِ السفائنُ
يُعَتِّقُها في رعشةِ الضوءِ واضنُ
ويقظةُ خُلْجانِ الطُّيوبِ الوجائنُ
بمجمرِهِ نحو السماءِ المكائنُ
جنوباً؛ فأنساغُ الشَّمالِ كَنائنُ
تَلَقَّفَهُ مهدان وارٍ وواهنُ
كما خاطَ جلبابَ الحنينِ الضَّعائنُ
سكارى؛ وما الكاساتُ إلا الكوامنُ
إذا هَمَّ إلا أعيُنٌ وبَنائنُ
فواكهُها تنهيدةٌ وتحاضُنُ
جَمالكِ* أغوتْها إليكِ الأماكنُ
تليدٌ بعمرِ الكونِ، والكسرُ راهنُ
ضحوكاً لغنَّى دُرَّةَ البحرِ شادنُ
تحمَّمَ في ضَوْعِ الرَّذاذِ الجنائنُ
محمد مُسَيِّر المباركي
20 - 03 - 2003