لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 26

الموضوع: الألــــــــــــــــم

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498

    Lightbulb الألــــــــــــــــم


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    جلست ترتشف قهوتها والأبخرة الساخنة تنبعث من فنجانها لتختلط مع

    دمعها المنهمر على وجنتيها ،، عيناها منهكتين ومسائها اسود كالثوب

    الذي كانت ترتديه اوقات بؤسها ، مررت أناملها في خصلات شعرها المتهالك الأطراف

    والمنسدل على وجهها لتلقي به إلى الخلف بتثاقل وتمنت وقتها لو

    استطاعت أن تلقي معه كل ما تعانيه من حسرات ..

    وأيقظ سكونها صوتاً ضعيفاً يناديها ..

    الصوت: ( رغد ) أين أنت يا ( رغد )؟؟

    التفتت إلى ذلك الصوت وقعت عيناها على ذلك الوجه المتألم الذي كانت

    صاحبته تستلقي على سريرها الأبيض في إحدى المشافي التي تعالج

    ذلك المرض الخبيث (السرطان ) ، ذلك الوحش الذي عانق أحشاء والدتها

    المسكينة .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    رفعت ( رغد ) جسدها عن ذلك الكرسي الذي كانت تجلس عليه طوال الليل والنهار إلى جانب الحنونة التي سهرت الليالي الطوال ترعاها .. وأصبحت بلحظة بين يدي والدتها وهي تمسح آثار دموعها كي لا تراها أمها ...

    (رغد ) : مابك يا أمي هل تريدين شيء حبيبتي ؟

    ولسان حالها يقول يا أماه ليتني أنا مكانك ليتني من تحمل عنك المرض ...

    الأم : حبيبتي هل تبكين ؟ بقلب الأم أشعر بكِ يا ابنتي لا تبكي إنه قدري إنه ابتلاء من رب العالمين ..

    أطرقت (رغد ) برأسها وهي لا تحتمل رؤية الدمعة في أحداق الحضن الذي رباها وهي تغيب محاولة ابتلاعها ومختنقة بعبراتها.. وأخفت الابنة وجع الآهات المنبعثة من صدرها المتعجبة من تلك الرائعة التي رغم مرضها تحاول أن تخفف عن ابنتها المعاناة وتخفي مرارة ما تشعر به...

    وقالت لها (رغد): ستكونين بخير يا غالية لا تقلقي أنا لن ابكي...

    قالتها وهي تشك بذلك كيف لا تبكي وهي تشاهد شمعة حياتها تنطفيء أمامها..

    وهي تموت عجزاً عن أن تساعد ذلك الجسد المتألم على الشفاء وتفكر ..

    كيف أفعل ما لا يقدر عليه إلا الله ... فأدمعت عيناها....

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ورفعت يداها إلى المولى عز وجل ودعت رباه أشفي أمي اشفيها

    بيدك الشفاء ولا يقدر عليه غيرك يارحمن.


    احتملت أصابع اللوم التي كانت تخترق صدرها كل يوم فجميع أفراد العائلة يمرون بحاله نفسيه سيئة ولا يحسنون التصرف، ويكتفون بأن يوبخونها...

    لماذا لم تسألي الطبيب عن حالة أمك بشكل واضح ؟
    لماذا لم تتصلي بنا حين بدأت العلاج الكيميائي ؟

    آه آه لماذا ...ولماذا ..؟؟

    سهام كانت توجه إلى فكرها المحموم وليست أسئلة ، وكانت تحتضن تلك

    السهام وتكتفي بتهدئتهم وتشرح لهم الوضع وحين يرحلون

    تبكي.....وتبكي.

    وتقضي مسائها بدموعها وتنام متلحفه بالجراح..وتستيقظ ليلاً على أنين والدتها المتألمة وتطلب من الممرضة

    المناوبة أن تعطي والدتها مهديء للألم كي تستطيع النوم بهدوء، وتجلس

    إلى جانبها حتى تغيب في نومها، ثم تعاود رغد الاستلقاء على ذلك الكرسي العقيم .

    وفي الصباح تستقبل الأطباء بملامح القلق والتساؤل عن حالة أمها وكيف

    ستكون لتطمئن ، لكن لا شيء سوى ذلك السم الكيميائي الذي يؤذيها

    وبضعف جسدها ببطيء قاتل...

    حان وقت الغداء لم تأكل والدتها أبداً

    ورفضت تناول أي شيء رغم محاولات رغد المستميتة ، إلا أنها اكتفت

    بوضع قطع من الثلج في جوفها المحترق ليخفف عنها حالة الغثيان

    الفظيعة التي تسببها تلك المادة الكيميائية التي تتسرب إلى دمها الغالي ...

    ونامت الحنونة بفعل الدواء ... وقررت رغد أن تخرج من تلك الغرفة

    الكئيبة وتتمشى في أروقة العذاب

    هناك مرت ببعض الغرف رأت الكثير

    من ضحايا ذلك الوحش منهم الكبار ومنهم الأطفال وكم ابتلعت الدموع

    في خاطرها وهي تشاهد ما شاهدته من صنوف الوجع ..

    فكرت أن تتناول شيء من الطعام كي تستطيع أن تسند جسدها

    وتقاوم لتهتم بوالدتها على الشكل المطلوب، توجهت إلى الكفتيريا الخاصة

    بالمشفى وكان المكان يعج بالأطباء والموظفين..

    أخذت بعض الطعام
    وجلست على إحدى الموائد محاولة قدر الإمكان تجنب الزحام.

    وفجأة وهي تتناول بعض من قطع الفاكهة بالكاد تصل إلى شفاهها،

    رفعت عينيها المجهدتين ورأته.. رأت وجهاً تكسوه ملامح الطيبة والبراءة

    طفلاً في جسد رجل ،، كان مقعد على كرسيه الكهربائي ورغم الإعاقة

    كانت ابتسامته كالربيع تختال بين أرجاء المكان ..




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    وبجرأة غير معهودة منها بادلته الابتسامة وشعرت بينها وبين نفسها أنها هي المعاقة ...
    شيء ما دفعها ودون تردد إلى تناول الورقة والقلم التي طالما تحتفظ بهما دائما في حقيبتها لتكتب من حين
    لآخر ما يختلج في وجدانها..

    وكتبت الآتي:

    إلى أجمل ابتسامة رأيتها في هذا المكان المظلم المؤلم الموحش

    المليء بآهات الأجساد التي ابتلاها الله بالمرض.

    مني أنا المعاقة فكرياً وعاطفياً..إليك أيها السليم أبعث بإعجابي

    بشجاعتك وقوتك واعترف لك هنا أن الكثير منا نحن الذين نمشي على

    أقدامنا لا نملك تلك القوة التي تتميز بها وتقاوم بها إعاقتك ، فاسمح لي

    أن أهنيك على ما منحك الله إياه من قدرة .

    وبنفس الجرأة التي بادلته بها الإبتسامة تركت طعامها...

    نهضت من كرسيها ودست تلك الورقة بين طيات كتيب يحمل أدعية اليوم والليلة والرقية الشرعية ...
    دون وعي اقتربت منه وألقت عليه التحية وقد رد عليها السلام، وعيناه رغم الذهول تبتسمان وتحملان بريق لا يوصف ثم مدت يدها إليه بالكتيب فما كان منه إلا أن طلب منها وضع ما تحمله في حجره.

    وقتها تفاجأت بما رأته وأخفت (رغد )عيناها المندهشة اللاتي بدأ بريق الدموع يعبث بهما وضعت الكتيب حيث أراد وتركته خلفها وخرجت من كل المكان....

    ترى ماذا رأت (رغد) ؟؟

    ما الذي أطلق حمم بركانها النازف في أحشائها ؟؟

    كانت (رغد) تسرع في خطواتها خارجة من الكفتيريا تحاول أن تمسح من

    ذاكرتها ما رأته والدموع تتدحرج على جبال الهم، تلك الوجنات المهترئة

    من البكاء رغم صباها وجمالها..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    لكن عبثاً لم تستطيع أن تمحو منظر أصابع يديه وهي ملتفة بشكل

    لولبي حول بعضها البعض مدعمة بالأربطة بالكاد يحركها وبصعوبة تتغير

    معها ملامح وجهه وهو يحاول أن يخفي معاناته كي يمسك بعصا التحكم

    التي يسير بها كرسيه ورغم الصعوبة تغلب الإصرار .

    وأما جسده... فقد كان الجزء الأسفل منه أصغر بكثير من أعلاه لكن

    ( رغــد ) لم تشعر بالشفقة تجاهه خاصة وانه رغم كل شيء يبتسم ،

    الحقيقة إنها شعرت بالشفقة على نفسها وضعفها.. وعدم مواجهتها

    للمصاعب بنفس القوة والتميز الذي كان يحمله هذا الإنسان ..

    وهو على كرسيه ..

    عادت إلى غرفة والدتها كانت قد استيقظت خاصة وان موعد الزيارة اقترب .

    ألقت (رغد ) جسدها الفارع على اقرب كرسي وكانت مجهدة من ما رأت، لكن رغم هذا فقد استحوذ هذا الإنسان على اهتمامها وتفكيرها ..

    وبعد رحيل الجميع نامت مثل كل ليلة على ذلك الكرسي الأقرب للأريكة وفي اليوم التالي ذهبت إلى الكفتيريا في نفس الوقت لكنها لم تتوقع أبدا أن تجده هناك .. يتلفت بين الوجوه .

    تساءلت في قرارة نفسها هل يبحث عني ؟

    لكنها سرعان ما طردت تلك الفكرة من ذهنها ولسان حالها يقول ما هذا السخف أيعقل ولما يبحث عني ؟؟

    وقررت الخروج من الكفتيريا وهي تسير عائدة إلى حيث كانت سمعت صوتاً يناديها : يا آنسه لو سمحتي ..

    التفتت فوجدته هناك خلفها يحاول جاهدا اللحاق بخطواتها الهاربة ..

    وكأنه كان يسأل أقدامها بعد هذا الانتظار ترحلين ببساطة ؟

    بادرها بالسلام وردت عليه واخبرها انه كان ينتظرها ...

    تساقطت حبات العرق من جبين الوقت والدقائق تتحرك بصمت

    واندهشت ( رغد ) ... !!!

    وقالت : تنتظرني أنا ؟؟؟ ولماذا ؟

    فقال : كي أسألك عن تلك الورقة وما جاء فيها من حروف ..

    قالت : آه ، الورقة الحقيقة كانت محاولة مني لأخبرك انك أفضل بكثير من بعض البشر ممن يمشون على أقدامهم وهم في الحقيقة معاقين فكرياً وعاطفياًَ ونفسياً ...

    كانوا يتبادلون الحديث في احد الممرات وكان الجميع يلقون عليه التحية بحرارة وابتسامة ..

    وترددت الأصداء ( هلا فيصل ، السلام فيصل ، أخبارك فيصل ، حتى الأجانب هاي فيصل ، هالو فيصل ..

    الكل يعرفك ( فيصل ) ... هكذا خرجت الحروف متسارعه من بين شفتاها ...
    فابتسم لها بعمق وقال : أوه نسيت أن أخبرك باسمي أنا ( فيصل ) وضحك وضحكت معه دون شعور ...
    قالت : سبق وان عرفت اسمك فكم كررته الألسن حتى التصقت حروفه في جدران الممر الذي يجمعنا هنا ...

    استأذنته بالرحيل لكنه طلب منها أن تبقى معه لوهلة أخرى واخبرها انه يعمل في قسم بعيد وانه قطع مسافة طويلة فقط ليتحدث معها..

    فبادرته آسفة أن عليها الرحيل من أجل والدتها المريضة والتي تنتظرها على سرير المرض..

    طلب منها أن تأخذ رقم هاتفه وتتصل به ، فلم تستطيع أن تصفعه برفضها...

    أخرجت ورقة وسجلت عليها رقمه، فبادرها بروحه المرحة ستنتظرين كثيراً لو كنت أنا من سأكتب.. ونظر إلى يديه بأسى وكل ما استطاعت ( رغد ) أن تراه هو بقايا دخان آثار غليان خرج من صدره مع أنفاسه...

    عادت إلى والدتها الممدة على فراش الألم وكانت وقتها تسلم من صلاة العصر ...

    قالت لها تقبل الله يا ( أم عبدالعزيز ) ...

    عسى دعيت لي يا غالية ؟ توجهت بتلك الحروف (رغد)

    أومأت أمها مجهدة الأنفاس بإشارة معناها نعم ...

    وغابت في نوم عميق ..

    جلست ( رغد ) تقرا كتاب الله وتدعي لوالدتها بالشفاء...

    وجاء وقت الزيارة وحضر الجميع وبدأت السهام المعتادة وباتت في ظلام

    الوجع ككل ليلة بعد أن حاولت بقدر المستطاع أن تطمئن الجميع ..

    ورحلوا وبدأ العذاب كالمعتاد ...

    استمر العلاج الكيميائي واستمر وخز الإبر في جسد الحنونة يغربل من بين ثقوبه آهات ( رغد ) التي طالما تمنت أن تكون هي مكان الغالية لكن اللهم لا اعتراض استغفر الله العظيم ...

    تعوذت من الشيطان ...

    وأخذت تتحدث مع والدتها لتمضي الأربع ساعات القاتلة وهي تتجرع ذاك السم ...


    أمر الطبيب أن تخرج (أم عبد العزيز) من المستشفى وان تتابع العلاج الكيميائي على مدى سنه ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    يتبع ....

  2. #2
    Status
    متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,316
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    مزوام

    قصة رهيبة ومؤلمة

    استمر
    فنحن في انتظار البقية


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوسعود
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    780
    رائع يامزوام نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ولو إني مالي في الأدب والقصة
    أحببت المشاركة فقط ولك تحياتي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449
    رغم الالم
    رغم بعد الوصلة الدائرية بيني وبين كرسي المعاق

    رغم قربي الشديد من معاناةالمعاق

    ورغم روعة شخصية القصةالخيالية

    الا انني اشعر انني في طيات هذه القصة اسير

    وانتظرك يامزوام



    مع حبي
    القبس

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رنين الصمت

    أبو تمام
    تاريخ التسجيل
    07 2003
    الدولة
    !
    المشاركات
    2,776
    "تفاعلات داخلية جارفة

    تكتب الموت بأبجديات الحياة "

    ألــم نُـحِـتَ في ذاكــرة التـاريــخ

    حب أزلي كـ حب قيـسٍ وليلـــى

    ثـورة ٌ أم جنــون أم واقـعٌ مريـــر

    دمـوعٌ انسكبــت على خـــد الزمــن

    رائــع ٌ هو هــذا الفتــى

    عندمــا يعيــش في مشاعــر النــاس

    يسطــر خيالاتهـــم وما يعجــزون

    عن التعبيــر عنـــه

    إنـــه مــزوام

    نستمتـــع بحلـــوى حروفــه

    الشهيــــه مع كل إطلالـــة لــه

    في المنتـــدى الأدبــــي

    بإنتظــــار البقيـــــة

    فـلا تُــطِـــل لهفتنــــا

    دمتَ ودام قلبــــك وقلمــــك
    ..

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    قررت رغد في آخر يوم لها في ذلك المكان أن تودع فيصل وأخرجت رقمه واتصلت به ودار هذا الحوار :

    رغد : فيصل ..

    فيصل : هلا من معي ؟

    رغد : أنا رغد صاحبة الورقة ..

    فيصل : أخيراً ... ظننت انكِ لن تتصلي أبدا .. وفقدت الأمل .

    رغد : اتصل كي أخبرك أن هذا آخر يوم لنا هنا .

    لحظة صمت كانت طويلة جدا ...

    وأردف فيصل : آخر يوم ... الحمدالله على سلامة الوالده ، بس ممكن

    اطلب طلب؟

    رغد : تفضل ...

    فيصل : أريد أن أراكِ لدقائق فقط...

    رغد بعد تفكير لم يطول ....

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    متى ؟

    فيصل : الآن أن أردتي لن أأخذ من وقتك الكثير هي دقائق أحتاجك فيها ..

    ذهبت رغد للقاء فيصل بعد أن وصف لها مكاناً مناسباً في حديقة

    المستشفى ..




    فكرت رغد في طريقها إلى لقاء ( فيصل ) ، ومرت بدروب مخيلتها

    أفكار متضاربة .. لم تفهمها لكنها توقفت عند فكرة مجنونة قمة الجنون...

    فكرت أن تتزوج من ( فيصل ) كي تدخل الفرحة إلى قلبه لكن هل يعقل

    ذلك.... ؟؟؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ومازالت تتعانق مع مخيلتها وأفكارها وإذا به يحرك كرسيه الكهربائي باتجاهها ويلقي بتحية تغلفها ابتسامة لا تضاهيها ابتسامة...

    بادلته رغد التحية ومشت معه إلى كرسي كان هناك ينتظر حضورها لتستقر عليه بكل ما تحمله من وجع الأفكار .. وصراع الجنون بداخلها ...



    وكادت أن تتفوه بما يدور في خاطرها إلا أنها توقفت عن ذلك خوفاً مما قد يترتب عليه في حال منحته الأمل ومن ثم توارت خلف السراب ...

    تجاذبا أطراف الحديث وغرق الوقت في بحر الحوار اللطيف بينهما ولم يشعرا بعقارب الزمن وهي تلتف حول كرسيان كان يجمعانهما في لقاء بريء ...

    وضعت رغد في حجر ( فيصل ) وردة حمراء وودعته دون أن تلتفت الى الوراء ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    عادت الوالدة لتضيء منزلها واجتمع الكل بفرحة خروجها من المشفى ، لكن الألم مازال قائماً من ذاك الشبح الذي يأكل أحشائها ...

    استمر العلاج على مدى سنه ورغد تصاحب والدتها رحلة الجحيم كل اسبوعين ...

    وخلال تلك الرحلات الموجعة كانت الدموع هي قبطان السفينة التي

    تحمل رغد إلى بحر الهموم ، لكن الملفت أن الغالية ( أم عبدالعزيز )

    كانت أكثر تماسكاً وصبراً وكانت تقول الحمد الله فأثبتت قوة إيمانها

    وصبرها...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خلال إحدى الرحلات كانت هناك طفلة تأخذ الجرعة معها

    وكانت والدتها تبكي الدم لا الدموع وهي ترى ابنتها تصرخ من احتراق

    أوردتها وهي تستقبل بين جدرانها ذلك العلاج المقيت

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    لم تستطيع رغد التحمل .. قاومت جاهدة لكنها انهارت وأجهشت بالبكاء فطلبت منها والدتها الخروج

    من المكان وهي تقول الحمد الله وتصبر والدة الطفلة بكلماتها الحنونة

    المشجعة ، وتجعلنا نرى هنا مثالاً آخر للصبر والعطاء رغم الفقد والألم ...



    مرت الأيام والأم تأخذ العلاج و تحسنت حالتها ولله الحمد ، وفرح الجميع

    بهذا التحسن وشكروا الله على نعمته وفضله ...

    وهي حتى اليوم تحت المتابعة الطبية .....

    ومازال ( فيصل ) يعمل هناك في نفس المكان ، ويحتفظ بالوردة الحمراء والورقة التي وضعتهما ( رغد ) في حجره ويحتضن الجميع بقلبة الكبير وابتسامته الساحرة ويبدع في تكوين العلاقات وجذب الأصدقاء وروحه الجميلة تمشي بلا أقدام ...

    ومازالت ( رغد ) تذكر ابتسامة ( فيصل ) التي كانت كالربيع المزهر ، لم يرحل عن ذاكرتها لكنه كان المستحيل ... ومن هنا وهناك كانت تسمع عنه الأخبار الطيبة وانه كما هو ناجح في عمله ومتفائل بالحياة ..



    واليوم كما كل يوم تبات (رغد ) في ظلام الألم الذي اعتادت عليه .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تمت ....

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإسماعيل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    مزوام

    قصة رهيبة ومؤلمة

    استمر
    فنحن في انتظار البقية


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    الف شكر على دعمك وتشجيعك المتواصل ابتسامة:

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوسعود
    رائع يامزوام نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ولو إني مالي في الأدب والقصة
    أحببت المشاركة فقط ولك تحياتي


    والاروع مرورك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تشرفت بك هنا ابتسامة:



    شكرا ابو سعود

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبـوعـمــر
    موقوف لمخالفة القوانين
    تاريخ التسجيل
    05 2004
    الدولة
    الكـويت
    المشاركات
    914
    أي عمــق ذلك الــذي يصـــل إلـى صيـــاغة هــذا الحـــرف ؟..


    ليـس لي أن أنطــق
    أخشـــى أن أنطـــق

    فالقلـــم يشـــعر بالإعيـــــاء

    سحقـــاً لــه مـن قلـــم

    بـل سحقــــاً لـي أنـا
    إن لـم أداعـب الحــــرف وأجبـــره
    ليكـــون كمـــا كــــان


    فلـتســـــلم
    علـى هـذا الحضــــور هنـــا يـامــــزوام

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ابن الجعيدي
    تاريخ التسجيل
    05 2004
    الدولة
    صامطه
    المشاركات
    1,205

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    (مزوام ) انـــت كـــــــــــذا؟ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بارك الله فيك
    على هذه القصة الحلووووة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رنين الصمت

    أبو تمام
    تاريخ التسجيل
    07 2003
    الدولة
    !
    المشاركات
    2,776
    عندمـا تنكسـف الشمـس..
    ويعــــم الظـــــــــــــلام..
    وتثـــور ريـــاح الألــــم..
    لتمـــلأ الكــــون بذراتهــــا..
    وغبارهـــــــــــــــا..
    عندئـــــــــــــــــذٍ ..
    يعبـــــق الجــــــو برائحـــــــة ..
    هـــــــــــــــي مزيــــــــــــــج ٌ
    مــن الألــــم.. واليـــــأس.. والعــــــــذاب.. والحـــــــزن
    ورغــم ما نصــــل اليــــه من درجـــــات الاختنـــــــــــاق..
    الا
    أننــا نجـــد لـــــذة فــــي الاختنـــــــاق..
    نجـــــد حنينــــا ً متدفقـــــا ً ينســــــاب كالعطـــــــــر
    فـــــــــــي أنفاسنــــــــــــــا..

    ويتحـــــول كــــل شــــــــيء فـــي لحظـــــــة مــــن الزمــــن
    الـــى شـــــيء لانعـــــــرف ماهيتـــــــــه.
    لســـــــــــــــت أدري..
    أذاك الشـــــــــــيء..
    هـــــو ابتسامـــــــــــة
    لعذاباتنــــــــا المغتربــــــــــة عنـــــا
    وفرحتنـــــــا بعـــــودة البسمــــة
    لأشخـــــاص نحبهــــــــم ..


    الغالــــــي مــــزوام
    أثريـــــت القســـــــم الأدبــــــي بروائعـــــــك
    الألـــــــــــــــم 00
    قصــــــة ٌ نــحـــــت َّ حروفهـــــــا
    فــــــي ذاكـــــــرتنــــــا00
    بريشـــــــة رســـــــــام ماهـــر
    تفننـــــــت وأبدعـــــــــت00
    للــــــه درُّ والديــــــن أنجبـــــــاك
    رعــــــــاك اللـــــــه
    ..

  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الحلوي
    رغم الالم
    رغم بعد الوصلة الدائرية بيني وبين كرسي المعاق

    رغم قربي الشديد من معاناةالمعاق

    ورغم روعة شخصية القصةالخيالية

    الا انني اشعر انني في طيات هذه القصة اسير

    وانتظرك يامزوام



    مع حبي
    القبس
    الروعه هي ان نجد من يفهم الاحساس والحرف ...

    حنين كان في صدر قصتي هنا الى هذا المرور ...

    والذي كان له الأثر الأجمل في خاطري وخاطر متصفحي ..





    ستجد التتمة هنا...

  13. #13
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين الصمت
    "تفاعلات داخلية جارفة

    تكتب الموت بأبجديات الحياة "

    ألــم نُـحِـتَ في ذاكــرة التـاريــخ

    حب أزلي كـ حب قيـسٍ وليلـــى

    ثـورة ٌ أم جنــون أم واقـعٌ مريـــر

    دمـوعٌ انسكبــت على خـــد الزمــن

    رائــع ٌ هو هــذا الفتــى

    عندمــا يعيــش في مشاعــر النــاس

    يسطــر خيالاتهـــم وما يعجــزون

    عن التعبيــر عنـــه

    إنـــه مــزوام

    نستمتـــع بحلـــوى حروفــه

    الشهيــــه مع كل إطلالـــة لــه

    في المنتـــدى الأدبــــي

    بإنتظــــار البقيـــــة

    فـلا تُــطِـــل لهفتنــــا

    دمتَ ودام قلبــــك وقلمــــك

    اخي رنين ....

    اشكر هذا التواجد الجميل

    سعيد جداً بعودتك ... اخي الكريم

    اشكرك على هذا الإطراء اللطيف والذي زينت به متصفحي هنا
    مني لك تحية بعمق الإبداع الذي استشعره مرورك ....

  14. #14
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبـوعـمــر
    أي عمــق ذلك الــذي يصـــل إلـى صيـــاغة هــذا الحـــرف ؟..


    ليـس لي أن أنطــق
    أخشـــى أن أنطـــق

    فالقلـــم يشـــعر بالإعيـــــاء

    سحقـــاً لــه مـن قلـــم

    بـل سحقــــاً لـي أنـا
    إن لـم أداعـب الحــــرف وأجبـــره
    ليكـــون كمـــا كــــان


    فلـتســـــلم
    علـى هـذا الحضــــور هنـــا يـامــــزوام


    الرائع ابو عمر ...

    اشكر مرورك الكريم على متصفحي ،

    وتعليقك المشجع كان له الأثر الطيب في نفسي ...

    وهذا ان دل على شئ فانه يدل على ثقافتك ووعيك ..

    تحيه لك من الفكر الى الفكر .......

  15. #15
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    ابن الجعيدي ابتسامة:


    جدي العزيز .. القلب الطيب ابتسامة:

    مرورك يشرفني واسمحلي اقولك انت كذا وستين كذا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #16
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سفير الجرح
    تاريخ التسجيل
    11 2004
    المشاركات
    336
    مزوام انت رائع

    حين قرأت ماكتبت قلت في نفسي ان لحظات العمر يختطفها الزمن

    وايامنا تتوارى خلف اعتاب السنين وتمضي بنا الى حيث لا ندري

    اطرافي زادت في ارتعاشها لما كتبت وبات قلبي يخفق يشده


    لا تحرمنا من مواضيع زي كذا






    سفير الجرح

  17. #17
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفير الجرح
    مزوام انت رائع

    حين قرأت ماكتبت قلت في نفسي ان لحظات العمر يختطفها الزمن

    وايامنا تتوارى خلف اعتاب السنين وتمضي بنا الى حيث لا ندري

    اطرافي زادت في ارتعاشها لما كتبت وبات قلبي يخفق يشده


    لا تحرمنا من مواضيع زي كذا






    سفير الجرح

    سلامت قلبك ... سعيد جدا بمرورك اخي سفير


    شعور رائع واكثر من رائع عندما تجد من ينصت لك ويتعمق في معاني مفردات ليفهم الاحساس والحرف ...



    تحية بعمك احساسك وتواجدك الراقي

  18. #18
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ديوانك وطني
    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    9,432
    الألم ..

    لطالما تمنيت لو أن لا وجود له في هذا العالم ..

    لا شيء يخيفني أكثر منه ..

    فهو وحده قادر على أن يكون أقسى من الموت نفسه ..

    مزوام ..

    لقد جسدت لنا الألم ..في صورة حية اعتصرت قلوبنا ..

    ولقد برعت في رسم صورته في شكله الجسدي وفي شكله النفسي ..

    أظنني قلت لك من قبل .. أنك فنان مبهر ..

    قلمك ( عصاك السحرية ) يغتصب منا الدموع تارة ..

    ويجعلنا ننفجر ضحكا تارة أخرى ..

    وأنت تقف هناك تتأملنا بهدوء وثبات ..

    أعجبني كثيرا أنك لم تعتسف الأحداث وتقودها قسرا الى نهاية جميلة ..

    لكنها غير واقعية ..

    أعجبني كثيرا ذلك الالتزام الهادف الذي لا تخلو منه ابداعاتك ..

    الجادة والهزلية على حد السواء ..

    تحياتي لك أيها الرائع ..

  19. #19
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مزوام
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    العمر
    45
    المشاركات
    7,498
    ديوانك

    لي عودة قريبة

    مودتي

  20. #20
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية طفــله
    تاريخ التسجيل
    12 2004
    المشاركات
    19

    رد : الألــــــــــــــــم

    حتما
    سأكمل الحديث عن الألم قريبا

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •